المركزية – قد لا تشبه الطريق نحو بكركي نهار السبت 27 شباط سائر الأيام على رغم الزحمة التي شهدتها هذا الأسبوع من قبل أحزاب وسياسيين تأييدا لمواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ودعم مبادراته الوطنية الأخيرة من الحياد الى المؤتمر الدولي. فهل تكتمل المشهدية يوم السبت من خلال التحرك الشعبي المتوقع؟ وهل سيُسمح للمجموعات بالوصول إلى الصرح في ظل قرار الإقفال العام وماذا عن التدابير الوقائية في ظل جائحة كورونا؟
مصدر متابع لتحرك البطريرك الراعي اعتبر أن الإلتفاف الواسع حول شخص البطريرك ومواقفه دليل الى صحتها، والتأييد السياسي والإلتفاف الشعبي يسقطان ذريعة من يقول إن موقف الراعي وطروحاته تحتاج إلى أكثرية وإلى تأييد. وعن تصوره لمشهدية يوم السبت قال المصدر لـ”المركزية” أن المبادرة ستكون رمزية ولا يجب الحكم عليها بالأعداد لا سيما في ظل جائحة كورونا وتردد الغالبية من التوجه إلى الصرح، إنما بما يمثل من رغبة الثورة والمجتمع المدني والسياسي من تأييد للبطريرك .
و إلى جائحة كورونا هناك خشية من أن يحول قرار منع التجول إلا بأذونات من عدم وصول الحشود إلى بكركي. يلفت المصدر المتابع لتحرك الراعي الى أن وزير الداخلية محمد فهمي كان واضحا أمام ممثلين من مجموعات الثورة الذين توجهوا إلى مكتبه طالبين منه الحصول على ترخيص بالتظاهر، فكان الجواب بأنه لا يعارض زيارة الصرح البطريركي لكن لا يمكنه إعطاء رخصة بالتظاهر بسبب وباء كورونا، والقرار الصادر عن حكومة تصريف الأعمال بعدم التجول وقيام تجمعات .وكشف أن الراعي متيقن لكل هذه المحاذير وهو لن يلتقي الحشود إنما سيكتفي بالإطلالة عليهم من أعلى سلم بكركي، وتم إبلاغ المنظمين بضرورة إلتزام المجموعات الشعبية بالشروط والتدابير الوقائية لجهة ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي. أما على المستوى الأمني فالإتصالات قائمة لتكون التدابير على مستوى الحدث”.
قد يكون الحراك يتيما ويقتصر على ذاك السبت. لكن الثابت أن اللبنانيين اشتاقوا لحراك شعبي يجسد المبادئ الوطنية، وينطلق من مكان ما وتحديدا من “مجموعات الثورة التي ارتأت أن تترك للمحازبين خيار النزول معها في ظل دعم الأحزاب لتحرك مماثل بحسب مصادر قواتية ، وأضافت أن التحرك سيكون دعماً لمواقف بكركي التاريخية ولإفهام الطرف الآخر أن التهديد بالحرب لمواجهة بكركي ليست فقط محاطة بالقوى السياسية إنما بشارع عام وعريض وبكركي كانت وستبقى فوق كل سياسات التهويل”.
ربما حان الوقت لتجديد الثورة من مكان ما فكانت المبادرة من قبل جمعيات الثورة لأخذ المبادرة التي تصب هذه المرة في إطارها الصحيح “وهكذا نكون وجهنا رسالة إلى الممانعين مفادها أن هذه القوى مستعدة لدعم أي تحرك شعبي يخدم المصالح الوطنية”.
لائحة الأحزاب والقوى المشاركة عبر جمهورها واسعة. وهي غير محصورة في بقعة جغرافية محددة والدليل “أننا طلبنا من أبناء طرابلس الشرفاء التوجه نحو بكركي يوم السبت “.
بالنسية إلى الوزير السابق أشرف ريفي فقد أكد تضامنه وتأييده لمبادرة الراعي من بكركي التي زارها هذا الأسبوع وقال لـ”المركزية” نحن نؤيد مواقف البطريرك الراعي لأنها تستند الى تاريخ وطني ولأننا مقتنعون بدور هذا الصرح الوطني الجامع وبالمسلمات التي طرحها وتتلخص بالحياد وفك الحصار عن الشرعية وتطبيق القرارات الدولية. أضاف ريفي”يوم السبت سيكون الجو وطنيا في بكركي لأنه سيجمع كل اللبنانيين الشرفاء وسيشارك وفد نوعي يضم قوى وفاعليات سنية”.
وبعد زيارة وفد نواب تكتل لبنان القوي الصرح البطريركي صباحا وإعلان موقفه الإيجابي والداعم لمبادرة بكركي، برزت تساؤلات حول إمكانية توجيه التيار دعوة لمناصريه بالمشاركة في التحرك يوم السبت المقبل. فكان الجواب على لسان مصدر في التكتل أكد أن التيار لم ولن يوجه دعوة لمناصريه للمشاركة، سيترك الخيار لهم إما بالمشاركة على صعيد فردي أو عدم المشاركة. أضاف المصدر”هذا الصرح يعنينا ولن يخرب أحد علاقتنا مع سيد بكركي”.