شعار ناشطون

حدث ثقافي مميز لم يتكرر: سجينة وقعت ديوانها في سجن القبة وكلمات أشادت بالخطوة الفريدة بقلم ليلى دندشي

01/08/22 09:07 am

<span dir="ltr">01/08/22 09:07 am</span>

أثيرت مؤخرا قضية السجون في لبنان لجهة واقعها السيىء والذي إزداد مؤخرا مع الأزمة الراهنة وطٌرحت سلسلة من التساؤلات عن مدى نجاح هذه السجون على مر العقود من تحقيق شعارها” السجن إصلاح وتأهيل” مما دفع بالعديد من الهيئات الإجتماعية من جهة والأوساط النيابية والحكومية من جهة ثانية للبدء برسم خطة تعافي قائمة على معالجة الإكتظاظ بتوسيع وتطوير وبناء سجون جديدة حسب التهم ومراعاة الصحة بتجهيز هذه الأماكن بالمتطلبات الحياتية مع إقرار قانون العفو بإستثناء تجار المخدرات والإرهابيين والعملاء وتفعيل جمعيات حقوق الإنسان لإيلاء السجناء عامة والسجينات بصورة خاصة بالعناية المطلوبة .
والجدير ذكره أنه بين عامي 2012 و2014 قام عدد من المنظمات الناشطة في لبنان بإعداد مشروع يهدف إلى تحسين الظروف في سجون النساء في لبنان بما يتلاءم مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان عبر تحسن السياسات المتّبعة في سجون النساء وإرساء آليات سياسات قائمة على الحقوق.
وشملت الدراسة واقع سجون النساء في سجن بعبدا، سجن بربر الخازن، سجن طرابلس، وسجن زحلة، حيث اُعدّ تقرير تضمن الحق في الصحة ، والغذاء، و النظافة الشخصية، و الملبس، والبيئة العامة وترتيبات النوم و الزيارات والتواصل ،وكذلك الحق في العمل والرياضة والأوضاع الخاصة بالسجينات الحوامل والمرضعات، وبالأطفال المولودين في السجن، والسجينات الأجنبيات وعديمات الجنسية.
وقد صدرت توصيات حيال كل بند من المسائل الواردة أعلاه لا مجال لذكرها بما تتضمنه من تفاصيل في هذا التقرير.
ولا بد من التوقف عند ظاهرة ملفتة يشهدها سجن القبة للنساء منذ سنوات حيث خصَصت جمعية” الإصلاح والتأهيل ” التي ترأسها السيدة فاطمة بدرا حيّزا كبيرا من برامجها للإهتمام بسجينات “القبة” وتقديم الخدمات لهنّ والإعتناء بهنّ وزيارتهنّ في المناسبات والأعياد كعيد الطفل وعيد الأم والأعياد الدينية لتقديم الهدايا وتقديم الحلويات لهنّ، وأحيانا إخضاعهنّ “لمسحة جمالية” من خلال أنواع الميكياج إضافة إلى تصفيف الشعر وخضوعهنّ أحيانا لتمارين “اليوغا” ،كل ذلك وسط أجواء فنية تضفي أجواء من الفرح وإبعاد مشاعر الحزن والكآبة…وكل ذلك بموافقة وتسهيل من الجهات القضائية والأمنية والمعنية ومن مديرة السجن أوديل سعد.
غير أن الحدث الأبرز الذي شهده سجن النساء في القبة شباط سنة2019 ما يزال حديث الناس سواء في طرابلس والشمال وكل لبنان إضافة إلى بلدان عديدة في الخارج خاصة لجهة إعتباره بأنه حدث غير مسبوق ونظرا لطابعه الثقافي والأدبي المميز، حيث نظّمت رئيسة جمعية الإصلاح والتأهيل فاطمة بدرا إحتفالا تضمّن توقيع إحدى نزيلات السجن ظريفة دياب ديوانها الشعري الذي أنجزته خلال فترة عقوبتها التي تمضيها وراء القضبان.
هذا الحدث دعت إليه في حينه وزارة الثقافة و”الجمعية اللبنانية الخيرية للاصلاح والتأهيل” في حضور الرئيس الأول لمحاكم الإستئناف في الشمال القاضي رضا رعد، ممثلا كل من وزير العدل القاضي ألبير سرحان، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن ممثلة بقائد سرية درك طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بآمر فصيلة سجون طرابلس العقيد بهاء الصمد، وممثل عن محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ،مدير عام الجمارك بدري ضاهر ممثلا بالملازم أول سليم الهد، مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد ممثلا برئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، نقيب المحامين محمد المراد،مدير عام وزارة الشؤون الإجتماعية القاضي عبد الله الأحمد ممثلا بربى صوراني، القاضي في محكمة التمييز أماني حمدان وفاعليات.
كما حضر الإحتفال في حينه الأمين العام للاتحاد الفلسفي العربي الدكتور مصطفى الحلوة، رئيسة قطاع المرأة في “تيار العزم” جنان مبيض، مسؤولة مصلحة المرأة في منسقية “تيار المستقبل” سعاد العقاد، المحامية جمانة سليلاتي منسقة اللجنة المركزية لشؤون المرأة في التيار “الوطني الحر”،العميد الطبيب هالة الشهال، مديرة السجن اوديل سعد، سمر خشمان عن مؤسسة مخزومي بطرابلس، وحشد من ممثلي الهيئات، ونزيلات السجن.
ونظرا لأهمية الحدث وما جاء على لسان المتحدثين من مواقف تتعلق بموضوع السجون ومتطلبات تحسينها وإعادة تنظيمها بما يتلاءم مع القضايا الإنسانية والحياتية نعيد نشر ملخص عن هذه الكلمات.
معماري
بداية النشيد الوطني، وكلمة تقديم من الإعلامية ليا عادل معماري أعربت فيها عن: دواعي سرورها اليوم بمناسبة إطلاق كتاب” وطني دار السلام” لإحدى السجينات بدعم من الجمعية اللبنانية الخيرية للاصلاح والتأهيل للمرة الأولى في لبنان وربما في الشرق الأوسط.
شاكر
وقرأت محامية الجمعية ميرنا شاكر رسالة من مدير عام المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد موجهة إلى رئيسة الجمعية فاطمة بدرا تضمنت شكر الرئيس وتقديره للدور اللافت والمميز في خدمة الإنسانية والمجتمع، مثنيا على عمل الجمعية في تسليط الضوء على مواهب حجبتها قضبان السجن لتصل إلى نظر ومسمع كل قارىء ومصغ متمنيا دوام النجاح والتوفيق”.
الصمد
ثم تحدث العقيد الصمد فقال:”لقد شرفني حضرة اللواء عماد عثمان المدير العام لقوى الأمن الداخلي أن أمثله في رعاية هذا الحفل الكريم حول توقيع ديوان شعري للسجينة ظريفة أحمد دياب بتشجيع ودعم من جمعية “الإصلاح والتأهيل” والذي يحصل للمرة الأولى في السجون اللبنانية.و المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وبهدف متابعة إعادة تأهيل نزلاء المؤسسات السجنية تنطلق كما منظمات المجتمع المدني من ثابتة مفادها الإيمان بالإنسان كقيمة معنوية، وبأن المساس بإحدى الحقوق الأساسية للانسان هو تعد على كرامة وإنسانية كل واحد منا”.
منجد
وألقى منجد كلمة نقل في مستهلها تحيات مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد. وقال:” لقد شاركنا في أكثر هذه المحطات والوقفات الإنسانية التي نفذتها الجمعية في سجن النساء المركزي في القبة للتخفيف عن نزيلاته وللتأكيد لهن أن هناك من يهتم بهن حتى ولو بالكلمة الطيبة. إنها خطوة فريدة غير مسبوقة في العالم أجمع وليس على صعيد لبنان والشرق الأوسط حيث يلتئم هذا الجمع السياسي والقضائي والثقافي للمشاركة في هذا التوقيع نظرا لتميزه ولفرادته.
المراد
وتحدث المراد فقال: هذه السيدة التي هي اليوم نزيلة هذا السجن والتي إستطاعت بإرادتها وإيمانها ان تطلق فكرا وثقافة تعبر من خلالهما عن مكونات ما تعيشه وأن تطلق صورة تلك المرأة الموجودة اليوم خلف القضبان ، تمكنت من الخروج من دائرة التفكير اليومي بالمعاناة وباليأس اللذين يلازمان السجين ويسدان أمامه طريق المعرفة. وأعتقد أن هذا الحدث يمكن أن يضيىء على صورة لبنانية جميلة في كيفية تعامل الدولة مع حقوق الإنسان حتى داخل السجن”.
حلوة
وألقى الدكتور مصطفى الحلوة كلمة قال فيها: نحن اليوم امام سجينة يمكن ان ندرج مجموعتها تحت عنوان “وطني دار السلام” وتنتمي إلى قصيدة النثر او إلى فن الخواطر الذي يعتمد الإيقاع في أغلب مفاصل النصوص التي بلغ عددها 19 نصا متنوعة في موضوعاتها،عبرت فيها على رغم جراح السجن وآلامه، عن حبها وهيامها بهذا الوطن الذي يشكل حسبما ترى، حضنا دافئا للعيش الوطني الواحد.
دياب
والقت دياب كلمة شكرت فيها للحضور مشاركتهم وللجمعية إهتمامها ورعايتها ولمديرة السجن أوديل سعد وقوفها إلى جانبها، وقالت: لقد جعلتم من هذا المكان المنعزل واديا أخضر يطيب ريعانه،أسمع صدى كلماتي فيه، والقت قصيدة من وحي المناسبة.
بدرا
وكانت كلمة لبدرا قالت فيها: ليس من باب الصدفة ان نكون اليوم هنا لنشهد توقيع كتاب لنزيلة إختارت الوطن والدار والسلام عنوانا لمولودها الأول الذي يحمل رسائل في إتجاهات متعددة وكأني بها تقول بأن السجن يمكن أن يكون وطنا او دارا اوسلاما مسلوبا، وكأنها تضيف بأن ما وراء القضبان ما هي إلآ بقعة يمكن للمرء أن يجعل منها محطة إنطلاق لبناء الإنسان والسلام عبر عملية الإصلاح والتأهيل المصحوبين بالإرادة وجميل التوكل وحسن الهدف”.
وأعقب ذلك تسليم دياب درعا تكريمية من الجمعية ومجموعة كتب من الدكتور مصطفى الحلوة، وتم قطع قالب من الحلوى، وتوقيع الكتاب.

تابعنا عبر