جاء في “المركزية”:
على وقع هدير مسبار الأمل الذي أطلقته دولة الإمارات أمس جاءت ترددات عظة رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر لمناسبة عيد القديس مارون التي أصابت في مضمونها الناري ما تبقى من ضمائر لدى المسؤولين الذين توجه لهم بالمباشر قائلاً:” الويل لكم أيها المسؤولون السياسيون لأنكم تبنون مجدكم على مذلّة من وثقوا بكم. ولا تنسوا أن التاريخ لا يرحم وسيذكر أسماءكم بين أسماء الطغاة والسفاحين”.
عظة عبد الساتر جاءت بعد نداء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بتدويل الملف اللبناني عن طريق طرح قضيته في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة. أما النداء المدوّي الثالث فجاء على لسان قداسة البابا فرنسيس خلال اللقاء التقليدي مع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، حيث قال: “نحذر إضعاف المكوّن المسيحي مما يهدد بالقضاء على التوازن الداخلي”.
ثلاثة نداءات قد تبقى بمثابة صرخات في البرية على رغم مضمونها الموجه مباشرة إلى المسؤولين الذين أثبتوا إفلاسهم السياسي بعدما أفلسوا الشعب وسرقوا منه حقه في لقمة العيش والحياة الكريمة. فهل من يستجيب؟ وهل ثمة إشارات داخل أروقة المجتمع الدولي بانعقاد مؤتمر يكون لبنان محوره أم أن دعوة الراعي ستبقى محصورة في الداخل؟
مصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن أكدت لـ”المركزية” أن لا مجال لإيصال نداء البطريرك الراعي إلى محافل الأمم المتحدة إذا لم يكن هناك توافق على طرحه من قبل الدولة اللبنانية ولم تأخذ به أي من الدول الأعضاء في مجلس الأمن ليصار إلى طرحه على جدول نقاشات مجلس الأمن الدولي، من هنا يبقى النداء حتى الساعة “مجرد صوت صارخ في البرية”. أضافت: “المجتمع الدولي في حال من الذهول والصدمة التي وصلت إلى حد اليأس بسبب عدم تلمّسه أي محاولة إنقاذية من قبل الطبقة السياسية لتلقف الأوضاع التي آلت إليها البلاد لا سيما بعد جريمة تفجيرمرفأ بيروت في 4 آب، وبسبب عدم تجاوب المسؤولين في لبنان مع المبادرات الدولية الإنقاذية وآخرها المبادرة الفرنسية”.
المصادر أشارت الى أن “مسألة طرح قضية على طاولة مجلس الأمن ليست بالبساطة والإستسهال كما لا يمكن وضع أي دولة تحت الوصاية الدولية إلا في حالات الحروب والعمليات العسكرية لأن المجتمع الدولي يحترم مفهوم سيادة واستقلال الدول”. وكشفت “أن فرنسا تحمل صفة “حاملة قلم” لبنان في مجلس الأمن وحتى اللحظة لم تتخذ أي خطوة متقدمة لجهة تلقف نداء الراعي ولن تقدم عليه إذا لم يكن هناك إجماع داخلي”.
“حكومات الدول منشغلة في لملمة تداعيات جائحة كورونا على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي وهذا يزيد من منسوب الاستبعاد عن لائحة الإهتمام الدولي إلا إذا كان هناك تكاتف داخلي لمنح الثقة للدولة التي ستطرح قضية تدويل الأزمة اللبنانية لكن المؤسف أن الطبقة السياسية لم تترك جاراً ولا حليفاً إن على مستوى الدول العربية أو الأوروبية ومع إدخال لبنان سياسة المحاور باتت خشبة خلاصه ضئيلة حتى لا نقول معدومة”.
خرق وحيد قد يشكل بصيص أمل، ويستند بحسب المصادر الى الإجتماعات التي تقوم بها مجموعة من اللبنانيين في الخارج مع مسؤولين رفيعي المستوى في الامم المتحدة لتدويل الأزمة اللبنانية.