فيما تتسع دائرة هز الاستقرار في البلاد على غرار ما شهدته طرابلس من تعديات على الاملاك العامة واحراق للمقار الرسمية في المدينة، وارتفاع منسوب التفلت الامني الذي أطاح العديد من النشطاء واخرهم امس لقمان سليم مع ما رافق ذلك من تشكيك بصدقية الدولة في معالجة الامور من جهة، والدعوات المحلية والخارجية الى وجوب تشكيل حكومة المهمة حسب المواصفات التي حددها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تأخذ على عاتقها البدء بتنفيذ الاصلاح تمهيدا لمد يد المساعدة للبنان لوقف تدهوره المالي والمعيشي من جهة ثانية، لا يبدو أن المسؤولين فيه وتحديدا اهل السلطة يعيرون لكل ذلك الاهمية والاذان الصاغية اذ هم ماضون في سعيهم الى تحقيق المصالح الانية والشخصية وكأن ما يجري على الارض لا يعنيهم لا من قريب او بعيد.
في هذا السياق، تستغرب اوساط سياسة مطلعة عبر “المركزية” سياسة الهروب الى الامام التي يمارسها بعض اركان الحكم لا سيما بعض من استطلع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اثناء اللقاءات التي عقدها معه في بكركي من اجل ايجاد مخرج لعملية تأليف الحكومة العالقة بين بعبدا وبيت الوسط رأيه في إمكانية الدعوة الى حوار وطني يتناول النزاعات السياسية والدستورية التي هي موضع خلاف وتباعد بين اللبنانيين. وتضيف ان البطريرك يستهجن هذا الموقف ويرد على طارحيه بالقول “روحوا شكلوا حكومة وشوفوا كيف بدكن تطعموا الناس”.
زوار قصر بعبدا ينقلون لـ “المركزية” في هذا الاطار أن طرح عقد مؤتمر حوار تناوله اكثر من طرف سياسي ومن ضمنهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي أفصح عنه في مؤتمر صحافي وأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليس بالضرورة مع هذا التوجه وهو يؤكد على أولوية تشكيل الحكومة كونها المدخل لمعالجة الازمات التي تتخبط فيها البلاد.