خناق جائحة “كورونا” يضيق باطّراد على صيدا كما على مختلف المناطق اللبنانية، ويتغلغل الفيروس بين أبنائها حاصداً المزيد من الاصابات والوفيات، فارضاً معركة بمختلف الاتجاهات صحية ومعيشية واقتصادية، مع تصاعد صرخات الجوع والوجع والفقر المدقع والبطالة من تداعياتها السلبية تزامناً مع حظر التجوال والاقفال العام ترجمة لحال الطوارئ الصحية.
وفي خضم المعركة التي تبدو طويلة الأمد، تتوسع تدريجياً القطاعات المتضررة بعدما استنفدت كل ما لديها من مدخرات احتياطية ومقوّمات صمود، وقد انضم اليها صيادو الأسماك الذين اطلقوا صرختي “استغاثة” للنظر بأوضاعهم المعيشية بعدما بلغت حداً مأسوياً… و”غضب” رفضاً لاتهامهم برفع اسعار السمك من دون الأخذ بالاعتبار الأزمة الاقتصادية التي انعكست سلباً على قطاعهم بسبب ارتفاع أكلاف الصيد ومستلزماته ارتباطاً بارتفاع سعر صرف الدولار، مضافاً الى تحكم الطقس شتاءً بعملهم لتمضي ايامهم بين عمل ليوم وتعطيل لأيام.
ويعتبر الصيد في المدينة قطاعاً حيوياً لمئات من أبناء المدينة الذين يحترفون المهنة أباً عن جد، ويعتاشون من ورائها ويشكلون ذاكرة المدينة المفتوحة على البحر بحلوها ومرها، ويعمل في الميناء اليوم نحو 300 صياد وبحري لبناني وفلسطيني على 150 مركب صيد، يعانون الكثير وقد بذلت النائبة بهية الحريري جهوداً لدعمهم وساهمت عبر نقابتهم بمساعدات مالية مقدمة من أحد فاعلي الخير في المدينة.
رئيس النقابة نزيه سنبل” دعا الى النظر بـ “عيشة” الصياد المأسوية، وشرح كيف يخرج حيناً في عواصف الشتاء وحياته على كفه، وأحياناً يبقى اسبوعاً لا يستطيع الإبحار اذا ارتفعت الأنواء ولا يجد ما يعيل به عائلته”، مضيفاً “الصياد على باب الله ويعيش كل يوم بيومه، فلا يزايدوا عليه”، وذلك في معرض رده على اتهامهم برفع اسعار السمك، قائلاً “هذه التهمة باطلة، فان صيادي الأسماك هم من أكثر الشرائح الاجتماعية معاناة من الضائقة المعيشية، ومن يتهمهم برفع الأسعار عليه قبل ذلك ان “يتفضل” ويأتي ليرى كيف يعيش الصياد وفي اية ظروف يعمل، وكيف يؤمن لوازم الصيد وبأية أسعار، كل شيء اصبح غالياً بسعر صرف الدولار في السوق السوداء من “الشبك والفلين والنايلون والحبال والصنانير”، شاكراً “كلاً من النائبة الحريري ورئيس البلدية السعودي على الدعم الدائم وهو ليس بجديد عليهما”.
ومعاناة الصيادين مع الغلاء ارتباطاً بسعر صرف الدولار، اعتبرها امين صندوق النقابة صلاح البطروني بانها “فوق الوصف”، ويقول: “كنا نشتري قطعة الشباك بـ 30 الفاً فأصبح ثمنها 200 الف اي ان الشباك التي كانت تكلف 165 الفاً، اصبحت تكلف اليوم مليوناً ومئة الف … كل شيء أصبح غالي الثمن… لماذا تسليط الضوء على اسعار السمك الطازج في ميرة صيدا، فليسلطوا الضوء على الدولار الذي اصبح بتسعة آلاف ليرة. ليحكوا عن جشع بعض التجار ومن يسرقون الناس”.
بينما ناشد نائب رئيس النقابة محمد بوجي رئيس البلدية السعودي “وكما عودنا سابقاً على وقوفه بجانبنا، أن يساعدنا في تغطية بدل قطع رسوم المراكب السنوية وقيمتها الاجمالية نحو ستة ملايين ليرة”، وأكد أمين سر النقابة محمد غالب السمرة “ان الصيادين يعانون وضعاً استثنائياً اليوم سواء بسبب كورونا والأعباء الكثيرة التي يواجهونها. وكلفة الصيد التي ارتفعت 7 و8 أضعاف، وكل شيء بالدولار “زيت المحركات للمراكب، الشباك وغيرها”.