مع التقدم في العمر، سيدعم النظام الغذائي المتوازن كل شيء من صحة العظام إلى جهاز المناعة. وفقًا لورقة بحثية نُشرت في دورية “Clinical Interventions in Aging”، فإن كبار السن معرضون لخطر انخفاض استهلاك الفيتامينات أكثر من الشباب.

 

وحسبما جاء في تقرير نشره موقع شبكة “CNET”، يأتي معظم الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم من النظام الغذائي. ولكن ربما يوصي الطبيب المعالج بالمكملات الغذائية أو الفيتامينات المتعددة، خاصةً إذا كان الشخص يتناول أدوية معينة تستنزف جسمه من عنصر غذائي معين أو لديه أي قيود غذائية تحد من مجموعات غذائية رئيسية. فيما يلي نصائح وتوصيات الخبراء حول أهم الفيتامينات والمعادن التي يجب التركيز على استهلاكها للاستمتاع بصحة أفضل خلال مرحلة الشيخوخة:

 

1. المغنيسيوم

يوفر المغنيسيوم العديد من الوظائف الرئيسية في الجسم. فهو يحافظ على قوة العضلات، وينظم مستويات السكر في الدم ويساهم في صحة القلب. يقول الدكتور جاكوب تيتلبوم، طبيب باطني معتمد في الطب التكاملي، إن “المغنيسيوم ضروري لأكثر من 300 تفاعل في الجسم”. وقال إن النظام الغذائي غير المعالج يحتوي على حوالي 600 ملغ من المغنيسيوم يوميًا. وتعد الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم هي 400 إلى 420 ملغ يوميًا للرجال البالغين، و310 إلى 320 ملغ للنساء، ولكن هناك حاجة إلى المزيد للحوامل أو المرضعات”.

 

وحذر الدكتور تيتلبوم من أن تأثيرات انخفاض المغنيسيوم ربما تشمل زيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، والتي يمكن أن تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية والخرف. يمكن أن يشعر الشخص بالإرهاق أو يعاني من آلام عضلية واسعة النطاق إذا كان لا يحصل على ما يكفي من المغنيسيوم.

 

 

يمكنك العثور على المغنيسيوم في مجموعة واسعة من المكونات. قال دكتور بيتر بروكنر، وهو طبيب متخصص في الرياضة والتمارين الرياضية، أنه يمكن العثور على المغنيسيوم في المكسرات والبذور والحبوب الكاملة والخضروات الورقية مثل السبانخ، إلى جانب الشوكولاتة الداكنة، محذرًا من “أن الكثير من المغنيسيوم يمكن أن يسبب مشاكل في المعدة”.

 

2. فيتامينات B

يحتاج الجسم أيضًا إلى مجموعة من فيتامينات B، بما يشمل فيتامين B12 والفولات (يُسمى أيضًا حمض الفوليك)، للحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر. يعمل فيتامين B12 مع الفولات لمساعدة الجسم على تكوين خلايا جديدة، بما يشمل خلايا الدم والخلايا العصبية. في حين أن الشخص لا يحتاج عادةً إلى المزيد من فيتامين B12 مع التقدم في العمر، إلا أن جسمه لا يستطيع امتصاصه جيدًا عندما يكبر. قال دكتور بروكنر إن السبب يرجع إلى أن “المعدة تنتج حمضًا أقل، وهذا الحمض ضروري لنقل الفيتامين من الطعام إلى الجسم”.

 

قال الدكتور تيتلباوم إن فيتامينات B ضرورية لإنتاج الطاقة، ويمكن أن تؤثر المستويات دون المستوى الأمثل على الصحة. ويحذر من أن نقص فيتامين B يرتبط بـ”زيادة ملحوظة في الخرف (وخاصة حمض الفوليك) وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (وخاصة في أولئك الذين يعانون من مستويات مرتفعة من الهوموسيستين).” وتشمل أعراض نقص فيتامين B12 الضعف أو ضعف التوازن وفقدان الشهية والخدر والوخز في اليدين والقدمين.

 

يوجد فيتامين B12 في البروتينات الحيوانية مثل اللحوم والأسماك والبيض أو الحبوب والخميرة الغذائية مع إضافة مكملات فيتامين B12.

 

وأوضح: “ربما يحتاج كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل معينة في المعدة أو يتناولون أدوية تخفض حمض المعدة، إلى تناول مكملات فيتامين B12”. وتضيف أميليا تي، أخصائية تغذية في نيويورك، أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية تمنع امتصاص فيتامين B12، مثل أوميبرازول أو ميتفورمين، ربما يحتاجون أيضًا إلى مكملات فيتامين B12.

 

3. الكالسيوم

يقول المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة إن الكالسيوم مهم بشكل خاص لكبار السن المعرضين لخطر فقدان العظام. ويوصي المعهد بتناول 1000 ملغم يوميًا للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و70 عامًا، و1200 ملغم يوميًا للرجال الذين تبلغ أعمارهم 71 عامًا أو أكثر. ويوصى النساء في سن 51 عامًا أو أكثر بتناول 1200 ملغم يوميًا.

 

 

يقول الدكتور بروكنر إن “الكالسيوم معروف بقدرته على تقوية العظام، ولكنه ضروري أيضًا لعمل العضلات بشكل صحيح. ومع التقدم في السن، تأخذ الأجسام كمية أقل من الكالسيوم من الطعام، مما يمكن أن يتسبب في ضعف العظام”.

 

يمكن الحصول على الكالسيوم بشكل طبيعي من مصادر مثل الحليب والزبادي والجبن. وتشير كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد إلى أن الكالسيوم متوفر أيضًا في الكرنب والسلمون والتوفو واللوز والسبانخ.

 

4. فيتامين D

إن فيتامين D هو فيتامين ضروري للصحة، لأن الجلد يمتصه عادةً بمجرد التواجد في ضوء النهار في أماكن مفتوحة. ولكن خلال أشهر الشتاء، إذا كان الشخص يعيش في مناخ غائم أو يتجنب أشعة الشمس الطبيعية مع التقدم في السن، فربما لا يحصل على ما يكفي منه. يحتاج الجسم إلى فيتامين D لامتصاص الكالسيوم بشكل صحيح، مما يجعله عنصرًا غذائيًا مهمًا لصحة العظام.

 

يقول الدكتور بروكنر أنه بالإضافة إلى أشعة الشمس، يمكن الحصول على فيتامين D من الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والحليب المدعم والحبوب. ويمكن أن يوصي الطبيب أيضًا بمكمل غذائي إذا كان الشخص يعاني من فقدان العظام أو معرضًا لخطر الإصابة بهشاشة العظام.

 

بالإضافة إلى صحة العظام، قال الدكتور تيتلباوم إن فيتامين D يمكن أن يساعد في محاربة المرض، مضيفًا أن “فيتامين D دون المستوى الأمثل يرتبط بزيادة المناعة الذاتية، وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المعدية الشديدة”.

 

5. أحماض أوميغا-3 الدهنية

أحماض أوميغا-3 الدهنية ضرورية للعديد من وظائف الجسم. تلعب الأحماض الدهنية أوميغا-3 دورًا في صحة القلب والدماغ. ومع ذلك، كما تشير كليفلاند كلينك، فإن الجسم غير قادر على إنتاج ما يكفي من أحماض أوميغا-3 بمفرده، بما يعني أن الجسم يحتاج إلى الحصول على المزيد من الأطعمة أو المكملات الغذائية.

 

 

أوضح الدكتور بروكنر أن “أحماض أوميغا-3 الدهنية مفيدة جدًا لصحة القلب ويمكن أن تساعد في تقليل التورم، وهو أمر مهم لكبار السن. كما أنها مفيدة لصحة الدماغ وقد تساعد في الحماية من فقدان الذاكرة والأمراض مثل الزهايمر”. وتضيف دكتورة تي أن أحماض أوميغا-3 تساعد في تقليل التورم عن طريق تقليل الالتهاب.

 

إن الأسماك الدهنية مثل السلمون هي مصدر جيد لأحماض أوميغا-3 الدهنية. قال دكتور بروكنر إنه يمكن أيضًا اللجوء إلى بذور الكتان وبذور الشيا والجوز لكنه أضاف تحذيرًا: “إنها تعطي نوعًا مختلفًا من أحماض أوميغا-3 التي لا يستخدمها الجسم بسهولة”. ويمكن أن يعمل زيت السمك وزيت الطحالب كمكملات أيضًا.

 

6. الزنك

في بحث نُشر عام 2015 في دورية “Pathobiology of Aging and Age-related Diseases”، وصفت دراسة الزنك بأنه “عنصر غذائي أساسي لصحة الإنسان بشكل عام، وكبار السن بشكل خاص”. ويقول الباحثون إن الزنك يلعب “دورًا مهمًا في عملية الشيخوخة” وأن نقص الزنك ربما يكون مرتبطًا بالعديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، والتي تشمل تصلب الشرايين، والأمراض التنكسية للجهاز العصبي، والتغيرات المرتبطة بالعمر في الجهاز المناعي والسرطان”.

 

أوضح الدكتور بروكنر: “عند التقدم في العمر، يصبح جهاز المناعة أضعف، وإذا لم يكن لدى [الشخص] ما يكفي من الزنك، فربما يؤدي هذا إلى تفاقم الأمر”.

 

يمكن العثور على الزنك في المحار واللحوم الحمراء والدواجن والفاصوليا والمكسرات والبذور. وقال دكتور بروكنر إن المحار غني بالزنك بشكل خاص. وأضاف أنه “يمكن أن يجد بعض كبار السن أن مكملات الزنك مفيدة، خاصة إذا كانوا يمرضون كثيرًا أو لا يتناولون ما يكفي من الأطعمة الغنية بالزنك. ولكن تناول الكثير من الزنك يمكن أن يسبب مشاكل مع المعادن الأخرى في الجسم، لذلك من المهم اتباع الكميات الموصى بها”.