
وزير الصناعة يبدأ جولاته الرسمية بطرابلس: رؤية لإحياء اقتصاد المدينة
بقلم ياسمين صالحة
طرابلس، المدينة التي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا ومكانة اقتصادية هامة، كانت الوجهة الأولى لوزير الصناعة جو عيسى الخوري في سلسلة جولاته الرسمية. فقد شرع الوزير في بدء جولته بطرابلس من خلال زيارة دار المطرانية “قلاية الصليب”، حيث التقى بالمطران يوسف سويف الذي عبّر عن ثقته التامة بأن كلمة “وزير” تعني خادم الشعب، مؤكدًا أن الوزير جو على قدر المسؤولية.
ثم انتقل الوزير إلى دار الفتوى وغرفة التجارة والصناعة، حيث تناول مع المسؤولين والتجار والصناعيين القضايا التنموية والمشاريع الاقتصادية التي تهم أبناء طرابلس والشمال، ساعيًا إلى إعادة تحريك العجلة الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة للشباب العاطلين.
قال الوزير عيسى الخوري عقب لقائه مع رئيس أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف:
“بدأت جولتي في طرابلس بلقاء سيادة المطران سويف، وتمنيت عليه أن يذكرنا في صلاته لنتمكن من إنجاز المهمة الموكلة إلينا لإنقاذ الوطن من الظروف الصعبة التي يمر بها.” وأضاف:
“اطلعتُ على النشاطات التنموية في المدينة بالتنسيق مع مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، الذي نكن له كل الاحترام والمحبة، وقد وضح لنا الأولويات الأساسية التي يمكن للوزارة العمل عليها في طرابلس وسائر المناطق الشمالية.”
لقاء مع مفتي طرابلس والشمال
استقبل الشيخ محمد طارق إمام الوزير في لقاء قيّم تناول خلاله أوضاع المدينة وسبل تطويرها اقتصاديًا. وأكد المفتي:
“استقبلنا معالي الوزير ضمن برنامجه لزيارة مدينة طرابلس، ونحن على قناعة بأن المسؤول يجب أن ينزل إلى المجتمعات المختلفة ليقف على حقائق الشعب. نرى أن القطاع الصناعي هو الأساس في الاقتصاد الوطني، وطرابلس تختزن الكثير من المقومات التي يجب أن تُستغل لصالح التنمية، مما ينعكس إيجابًا على لبنان بأسره.”
كما عبّر المفتي عن تفاؤله بالحكومة الجديدة التي يمثلها الوزراء الناجحون، مؤكدًا أن تفعيل الاقتصاد في المدينة سيعيد لها دورها التاريخي كمركز رئيسي للشمال.
الزيارة إلى غرفة التجارة والصناعة والزراعة
استقبل رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة بطرابلس والشمال، توفيق دبوسي، الوزير في لقاء تناول فيه مرتكزات وأهداف المشاريع التي أطلقتها الغرفة لدعم الاقتصاد الوطني من طرابلس الكبرى. وقدّم دبوسي عرضًا حول منظومة اقتصادية وطنية تضع لبنان في قلب الاقتصاد العالمي.
من جانبه، أكد الوزير عيسى الخوري:
“لطالما كانت لطرابلس مكانة اقتصادية تاريخية، فهي بوابة لبلدان المشرق العربي والخليج. إن المشاريع الكبرى التي طرحها الرئيس دبوسي تشكل حافزاً حيوياً للعمل المشترك من أجل طرابلس والشمال وكل لبنان، ويجب على الدولة تعزيز الصناعة الوطنية ودعم القطاع الخاص بروح الشراكة لتحقيق الأمن الغذائي.”
الجولة الميدانية ورؤية مستقبلية
اختتم الوزير جولته بجولة على مشاريع الغرفة، حيث أُشاد بالمبادرات الطموحة التي تُنفذ لتغيير الخارطة الاقتصادية والتجارية والإنمائية. وأعرب عن امتنانه للجهود المبذولة من قبل المسؤولين في المدينة، مؤكداً على استمرار التعاون من أجل النهوض بطرابلس والشمال.
وفي تصريح صحفي للنائب ايلي خوري :
“نرى اليوم ملامح دولة حقيقية بعد افتقادنا للدولة لسنين طويلة. أصبح لدينا حكومة ليست كأي حكومة، فهي من أفضل الحكومات التي شهدها لبنان، حيث يمثل الوزراء نموذجاً حقيقياً في إنجازاتهم على المستوى الشخصي والمؤسسي. وجود وزير الصناعة يعكس نجاح النموذج التطبيقي بطرابلس، الذي هو خير مثال على الحياة العامة والخاصة والمشاريع الإنمائية. هذه الزيارة ليست مجرد جولة روتينية، بل هي رؤية متكاملة لإحياء اقتصاد وشباب لبنان.”
في ختام جولاته الرسمية بطرابلس، أكد الوزير جو عيسى الخوري أن زيارة المدينة تأتي في وقت تستعيد فيه الدولة أملها وتعيد مؤسساتها هيبتها. إنها خطوة نحو إعادة شحن طاقة طرابلس الحيوية، وإحياء مشاريع إنمائية مهدت الطريق لمستقبل مشرق. برؤية وطنية عميقة وإيمان راسخ بقدرة الشعب اللبناني على تجاوز التحديات، تشرق آفاق جديدة لبناء وطن يستحقه الجميع، وطن تعود فيه طرابلس لتكون منارة للإبداع والتنمية في قلب الشمال.