شعار ناشطون

هل يكرس الفصل النهائي بين ملف الترسيم والغاز المصري والكهرباء الاردنية؟

03/07/22 12:33 pm

<span dir="ltr">03/07/22 12:33 pm</span>

من الطبيعي ان تتجه الأنظار في الساعات القليلة المقبلة الى نتائج الجولة التي قامت بها السفيرة الاميركية دوروتي شيا الى قصر بعبدا قبل ان تزور عين التينة ووزير الطاقة لمعرفة عناوين الرسالة التي قصدت ايصالها الى المسؤولين اللبنانيين على وقع الحراك الذي يقوده رئيس الوفد الاميركي المسهل الى المفاوضات غير المباشرة في الناقورة عاموس هوكشتاين ونتائج اللقاءات التي عقدها في نهاية الاسبوع الماضي مع المسؤولين الاسرائيليين.

 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ “المركزية” ان شيا نقلت اكثر من سؤال الى المسؤولين اللبنانيين تمحورت حول بعض النقاط التفصيلية والتوضيحات التي يحتاج اليها الموفد الاميركي لاستكمال المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي توصل الى مرحلة تقريب وجهات النظر بهدف العودة الى طاولة المفاوضات في الناقورة.

وان تكتمت المراجع الرسمية حول النقاط التي نقلتها شيا الى لبنان فان ما تسرب ليس كافيا لإلقاء الضوء على النتائج الأولية التي توصل إليها هوكشتاين مع المسؤولين الإسرائيليين كاملة. فالمعلومات تشير الى انها سألت عن بعض النقاط والاحداثيات المحددة المتصلة بتوسيع الفجوة كما اقترحها هوكشتاين في 8 شباط الماضي في منطقة وسطية من البلوك اللبناني رقم 9 من اجل الحصول على الجزء الجنوبي كاملا منه والذي أظهرت بعض الدراسات الأولية المتداولة بأنه يقع في الجزء الشمالي من البلوك 72 الاسرائيلي من اجل ضمان حصول لبنان على كامل “حقل قانا”.

كما شملت الاسئلة الاميركية ضرورة الاضاءة على الاحداثيات الناجمة عن مطلب لبنان باعادة تصويب الخط المباشر المرسوم من قبله انطلاقا من النقطة النافرة في “حقل قانا” باتجاه الغرب وصولا الى النقطة 23 التي ترسم محطة الالتقاء بين المناطق الاقتصادية لكل من لبنان وقبرص واسرائيل وتحديد الفروقات الناجمة عن الاقتراح اللبناني.

و بمعزل عن ما يتصل بمصير مهمة هوكشتاين فقد استنتج المسؤولون اللبنانيون من السفيرة شيا ان هوكشتاين حقق شيئا ما في لقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين لكنه غير قادر على توصيف ما حصل عليه ليعتبره وكأنه الموقف الإسرائيلي النهائي من الاقتراح اللبناني بما يمكنه الى اقتراح الموعد المقبل لاستئناف المفاوضات في الناقورة ان وجد الحاجة اليها ضرورية والا الذهاب فورا الى ترسيم كل جانب من الجانبين خطه الجديد وعرضه على الجانب الاميركي فان توافقا على إحداثياته كاملة ينتقل بهما الطرفان مباشرة إلى الامم المتحدة ليكون بديلا من الاقتراحات السابقة لكلا الطرفين.

وعليه فان التوصل الى هذه المرحلة يعني ان لبنان انهى الجدل القائم حول مصير المرسوم 6433 والنقطة 23 لمجرد إجراء التعديل الذي تم التوصل إليه شرط ان يكون ضامنا لحقوق لبنان بالحجم المتفق عليه في مقابل خطوة إسرائيلية مماثلة وان احتاج الطرفان الى دور ما للوسيط الاميركي فهو جاهز ليلعب “الدور المسهل” الى ان يصل الطرفان الى موقف موحد يكون بديلا من اي مفاوضات مقبلة.

على هذه الخلفيات انتقلت القراءات الديبلوماسية والسياسية الى الرسالة التي نقلتها شيا الى وزير الطاقة وليد فياض بعدما تبن انها لم تتناول معه مهمة هوكشتاين وما انتهت إليه حتى اليوم. فهي – وبحسب معلومات موثوقة وصلت الى “المركزية” فإنها وبعدما هنأته على التوصل إلى الاتفاق المبدئي على مستوى المدراء العامين لمؤسسات الكهرباء اللبنانية والاردنية والسورية الذي تم التوصل اليه في 21 حزيران الماضي في بيروت سرت بان تبلغت من فياض بأنه سيتوجه اليوم الى القاهرة لمزيد من التنسيق مع الجانب المصري وتامين التوافق على جوانب تقنية ومالية ما زالت عالقة بين الدولتين بانتظار بت البنك الدولي بقرار تمويله للمشروع الآيل الى نقل الغاز المصري والكهرباء الاردنية الى لبنان عبر الشبكة السورية .

وهنا ابلغت شيا فياض بان البحث الجاري في البنك الدولي للبت بالقرض الخاص بلبنان لتمويل هذه الخطة كاملة قد اقترب من نهايته السعيدة وأن بلادها قامت بما يمكن ان تقوم به من جهود لتشجيع البنك الدولي على هذه الخطوة إلى درجة توقعت أنه سيكون جاهزا للتمويل في النصف الثاني من آب المقبل كموعد نهائي ليعطي الاشارة الايجابية بالتزامن مع اعطاء الكونغرس الاميركي الضوء الاخضر لاعفاء المشروع بكامله من مقتضيات عقوبات قانون قيصر جراء المشاركة السورية في المشروع كطرف أساسي من اربعة اطراف هي بالاضافة اليها مصر والأردن ولبنان.

وفي خلاصة لجولة شيا اقترب المسؤولون من تكوين قناعة ثابتة بان الفصل قد تحقق نهائيا بين عملية الترسيم للحدود البحرية وتعزيز ساعات التغذية الكهربائية في لبنان. ولم يعد هناك اي رابط بين الخطوتين فان تأخرت مفاوضات الترسيم لأشهر عدة لن يكون لها اي تأثير على انطلاق مشروع التغذية عبر خط الغاز العربي وخصوصا ان هوكشتاين ليس لديه اي وقت للبحث بهذين الامرين قبل ان ينتهي الرئيس الاميركي جو بايدن من جولته على اسرائيل والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية التي ستتناول ازمة الطاقة العالمية جراء الحرب الروسية – الاوكرانية والسعي الاميركي الى زيادة إنتاج دول أوبك بطريقة تغطي الحد الاقصى من الفروقات الناجمة عن فرض العقوبات على الغاز والنفط الروسي منذ 24 شباط حتى اليوم بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

تابعنا عبر