ملاك عقيل – اساس ميديا
يفترض أن يصل اليوم إلى بيروت الجنرال الفرنسي غيوم بونشان الذي سيشارك في عضوية اللجنة التقنيّة العسكرية المكلّفة مراقبة تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار إلى جانب الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز. تسعة أيّام هي المدّة الفاصلة بين إعلان وقف إطلاق النار وتأليف اللجنة، ثمّ “لمّ شملها”، بحيث تباشر غداً أوّل اجتماعاتها. خلال هذه المدّة سجّل العدوّ الإسرائيلي أكثر من مئة خرق للاتّفاق، مع تحذيرات متكرّرة “بعدم التفريق بين لبنان والحزب إذا انهار وقف إطلاق النار”.
لن تجد خطّة انتشار الجيش اللبناني مكاناً لتشريحها بالتفصيل في جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد اليوم في السراي الحكومي.
يتمسّك قائد الجيش بكونها خطّة “سرّيّة ومتحرّكة” بحسب مقتضيات الأرض، و”لم تشهد تعديلات كما سرّب في الإعلام، بل هي خطّة مرنة تتماشى مع ظروف الميدان، سيّما أنّ الجانب الإسرائيلي تصرّف منذ اليوم الأوّل وكأن ليس هناك من اتّفاق يلزمه”. وقد تجلّت آخر مظاهر التمدّد الإسرائيلي بدخول دبّابات القوات الإسرائيلية عمق بلدة الخيام فجر الثلاثاء.
لن تجد خطّة انتشار الجيش اللبناني مكاناً لتشريحها بالتفصيل في جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد اليوم في السراي الحكومي
في الوقت نفسه أقرّ وزير “الحزب” مصطفى بيرم بأنّ “العدوّ يعيد جمع بنوك أهداف من خلال الاستطلاع الذي هو فعل عسكري”، فيما أقرّت القناة 12 الإسرائيلية بأنّ “ضغوطاً أميركية حالت دون قصف بيروت” (من ضمن بنك الأهداف التي أعلن العدوّ الإسرائيلي ضربها يوم الإثنين).
مع التحاق الضابطين الفرنسي والأميركي باللجنة واختيار الجيش قائد قطاع جنوب الليطاني العميد إدغار لاوندس ممثّل لبنان في هذه اللجنة إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستباشر اللجنة مهامّها غداً، فيما تراهن مصادر حكومية على تقليص حجم الخروقات الإسرائيلية حتى الحدّ الأدنى مع تسلّم اللجنة دفّة المراقبة.
حتى الآن لم يتبيّن الخيط الفاصل بين مهامّ لجنة المراقبة التقنية ومهامّ اليونيفيل، مع العلم أنّ فرنسا ممثّلة في المرجعيّتين. يُذكر في هذا السياق أنّه منذ إحالة مفوّض الحكومة لدى “اليونيفيل” العميد منير شحادة إلى التقاعد في أيلول 2023، لم يعمد مجلس الوزراء إلى تعيين ضابط في هذا الموقع الذي خُصّص للطائفة الشيعية وفق “سيستم” المحاصصة الطائفية.
حتى الآن لم يتبيّن الخيط الفاصل بين مهامّ لجنة المراقبة التقنية ومهامّ اليونيفيل، مع العلم أنّ فرنسا ممثّلة في المرجعيّتين
حتى تفعيل اجتماعات هذه اللجنة ضغطت الحكومة اللبنانية بقوّة في الأيام الماضية على الجانبين الأميركي والفرنسي، وتحديداً على الوسيط الأميركي آموس هوكستين، لدفع إسرائيل لوقف انتهاكاتها اليومية للاتّفاق. وفق المعطيات، شغّل الرئيس نجيب ميقاتي اتّصالاته أيضاً، سيّما مع الرئيس برّي، من أجل إيصال رسالة إلى “الحزب” كي لا يذهب بعيداً في ردّه على الخروقات الإسرائيلية خوفاً من عودة عقارب الحرب إلى الوراء.
بدء التّطويع
ضمن سياق استكمال مسار قرار التطويع أعلن الجيش أمس الحاجة إلى تطويع جنود متمرّنين في الوحدات القتالية، من دون ذكر العدد، “على أن يتمّ اختيار العدد اللازم بالأفضلية وفقاً للحاجة والشروط التي تحدّدها القيادة في حينه”.
هذا العدد هو من ضمن العناصر الـ 1,500 الذين أقرّ مجلس الوزراء تطويعهم ثمّ إقرار سلفة خزينة لتوفير مستلزمات هذا التطويع لمدّة ثلاثة أشهر، وسيلتحقون فور تدريبهم وتخرّجهم بالعناصر الذين جرى فرزهم من فوج التدخّل الثاني والمغاوير للانتشار في جنوب الليطاني وقارب عددهم ألفاً. يُذكر أنّ مرحلة التطويع والالتحاق بالمراكز تستغرق نحو ستّة أشهر.