ربما أثبت أخيراً أن القطط ليست فقط مخلوقات مستقلة، بل وفية ومحبّة تماماً كالكلاب، وربما أكثر دائماً ما أسمع تحليلات وتوصيفات لشخصية القطط، إذ يقال إنها “ليست وفية”، “ناكرة للجميل”، “تتعلق بالأماكن وليس بالأشخاص”. وبما أنني أعتني بقطتين في منزلي، “تومي” و”كوكي”، أردت أن أتعمق بشخصيتيهما وأراقب تصرفاتهما عن كثب، ربما لأثبت أخيراً أن القطط ليست فقط مخلوقات مستقلة، بل وفية ومحبّة تماماً كالكلاب، وربما أكثر.

 

لدي تجارب عديدة مع قططَيَّ، فقد اضطررت في عدة مناسبات إلى تركهما بمفردهما أو في مكان آخر غير منزلهما أثناء سفري أو خلال قضاء عطلي خارج المنزل. ومع ذلك، في كل مرة أعود إليهما، تموءان بلطف وتدوران حول قدميّ، وكأنهما تعبران عن اشتياقهما لي. هذا الموقف يثبت لي بوضوح شوقهما لي ولعائلتي، وليس فقط للمكان الذي اعتادتا العيش فيه.وعند سؤالي الطبيب البيطري سامر السيد عن “هل القطط ناكرة للجميل؟”، وصف شخصية القطط بالقول إن “القطط بطبيعتها معتادة على ممارسة غرائزها بشكل طبيعي، وتتمتع بالاستقلالية. فعندما نأخذها إلى المنزل، نصبح ملزمين برعايتها، من حيث توفير الطعام، والاهتمام بصحتها، وأخذها إلى الفحص الطبي بانتظام، ومراقبتها، وتقديم أفضل نوعية من الطعام لها، مع احترام حريتها”.

 

وأضاف: “القطط ليست مجرد لعبة. لذلك، القول بأنها ناكرة للجميل ليس صحيحاً. فالأمر لا يتعلق بالإنكار، بل هناك مسؤولية علينا القيام بها تجاهها”.الوفاء ليس حكراً على الكلاب”

 

ويرى الطبيب البيطري أن “القطط لا تقل وفاءً عن الكلاب أبداً. بل على العكس، فهي تتعلق بأصحابها وتشعر بالأمان والطمأنينة عندما يكونون بجانبها. والدليل على ذلك أنه عند انتقال شخص إلى منزل جديد، تجد أن القط يشعر بالراحة لمجرد بقاء صاحبه معه، ما يطمئن نفسيته”.

 

وهذا ما أثبتته الدراسات، إذ إن الوفاء ليس حكراً على الكلاب، بل إن القطط أيضاً وفية لأصحابها، تحبهم وتتعلق بهم، وتشعر بالأمان بوجودهم، بحسب السيد.هل تتذكر القطة صاحبها بعد غياب طويل؟

 

تحدث السيد عن حالات سجلها لمربي قطط اضطروا إلى الانتقال من منازلهم أو السفر نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، قائلاً: “من منطلق أن القطط تتعلق بأصحابها، خاصة إذا كانت قد تربّت معهم منذ صغرها، هناك بعض الحالات التي سجلت لدي أثناء الحرب، وهي أن بعض القطط فقدت شهيتها للطعام، بينما دخل بعضها الآخر في حالة من الاكتئاب”.

 

وتابع: “تجدونها غير مستمتعة، تميل إلى الاختباء، وتصبح خجولة. لكن ذلك يختلف من قطة إلى أخرى، فبينما تتكيف بعض القطط سريعاً وتعود إلى طبيعتها، تبقى أخرى متأثرة لفترة طويلة”.كيف تعبّر القطط عن مشاعرها تجاه أصحابها؟

 

ويقول الطبيب البيطري إن “القطط تحتاج إلى أصحابها للاهتمام بها وللعاطفة ولفت الانتباه. والدليل على ذلك أنه دائماً عندما يأتي أصحابها إلى المنزل، تفضل البقاء بالقرب منهم، وتقفز إلى أحضانهم، وتطلب أن تُدلّل”.

 

ولمعرفة إذا كانت قططكم متعلقة بكم، يمكن ملاحظة بعض علامات الحب عليها، مثل: أصوات الخرير التي تصدرها القطة عند الاقتراب منها، وهو ما يدل على شعورها بالطمأنينة والحب والفرح. تسارع القطة إليك عند سماع صوتك، فرك الرأس والجسم، وهذا دليل على تعلقها بك. الجلوس بالقرب منك أو على قدميك، والنظر بعينين نصف مغلقتين، وهي طريقة تعبيرية للثقة والراحة في وجودك.ولتقوية علاقتكم بقططكم، يمكنكم إعطاؤها المحفزات “Treats” بكمية معتدلة، ويجب احترام خصوصيتها وتجنب ما يزعجها ويوترها، بما في ذلك عدم الصراخ عليها، لأن القطط تحفظ تصرفات البشر، وهذا قد يؤدي إلى علاقة غير سليمة.