كتب داني حداد في موقع mtv:
يشعر السفير البابوي في لبنان بغضبٍ شديد. الرجل الهادئ في التعبير والسلوك لا يضبط استياءه الكبير من سلوك المسؤولين اللبنانيّين الذين يُمعنون في تدمير البلد، بناسه واقتصاده وقيمه ودوره…
تبدو العلاقة بين بكركي والسفارة البابويّة في أحسن أيّامها. كذلك العلاقة بين بكركي والفاتيكان. رسائل وكتب وتنسيق مواقف. إلا أنّ الزيارة الموعودة لقداسة البابا الى لبنان، والتي أعلن عنها أثناء عودته من العراق، قد لا تتمّ في موعدٍ قريب.
يرفع السفير البابوي جوزيف سبيتري الصوت أمام بعض زوّاره، ولو أنّه يلتزم الأصول الدبلوماسيّة بعدم التسريب. هل يُعقل أن يزور البابا لبنان، بينما البلد بلا حكومة والسجالات قائمة وكذلك الصراع على الصلاحيّات، الذي قد يتحوّل، إن زار البابا لبنان، على صراعٍ على الاستقبالات والدعوات والجلوس في الصفوف الأماميّة؟
وفي حال تأخّرت الزيارة، هناك بحث في أن يقوم وفدٌ لبنانيّ غير رسمي بزيارة الى الفاتيكان حاملاً بعض المطالب التي تنسجم مع تلك التي ترفعها بكركي.
ويعني ذلك أنّ تحديد موعد لزيارة البابا الى لبنان قد ينتظر تشكيل حكومة في لبنان، علماً أنّ هذا الموضوع كان على بساط البحث في اللقاء الذي جمع الرئيس ميشال عون والسفير البابوي.
وتجدر الإشارة الى أنّ ممثّل الكرسي الرسولي، الذي يعقد الكثير من اللقاءات غير المعلنة مع شخصيّات سياسيّة وممثّلين عن المجتمع المدني ومفكّرين، يحرّض على إحداث تغيير إيجابي، الى جانب الحثّ الدائم على النشاط على المستوى الاجتماعي، سواء من مؤسسات الكنيسة أو تلك التي تتعاون معها. وهو يشدّد على أن يشمل هذا النشاط المناطق المسيحيّة في الأرياف والأطراف.
ولعلّ هذه الأفكار ليست بعيدة أبداً عمّا تقوم به بكركي التي بدأ سيّدها يجذب بعض الأسماء التي تجد في البطريركيّة المارونيّة ملجأً لإيصال بعض الأفكار، من خارج الأحزاب والزعامات التقليديّة. ويمكن هنا ذكر عدد من الشخصيّات السياسيّة، من بينها وزراء سابقين، باتوا في عداد مجموعة تدور في فلك بكركي، ومن المرجّح أن تتوسّع هذه المجموعة في ظلّ أفكارٍ عدّة تُدرَس في هذا الإطار.
من هنا، يبدو أنّ بكركي لن تتراجع عن الخطّ الذي بدأت تنتهجه منذ فترة. الرسائل التي تتلقّاها من الفاتيكان تشجّع على ذلك. محاولات بعض زوّار المساء، بعيداً عن الإعلام، لم تثنِها عن ذلك. وقد تكون زيارة البابا فرنسيس، إن حصلت، فرصةً لـ “انفجارٍ” شعبيّ معارض ضدّ السلطة. لكنّ الزيارة مؤجّلة، كما يبدو. من يعرقل تشكيل الحكومة يعرقل الزيارة أيضاً.