
بصوتها العابق بالإحساس، ورؤيتها الفنية المتجددة، عادت النجمة الذهبية نوال الزغبي لتُشعل مشاعر الجمهور بأولى أغنيات ألبومها الجديد، والتي تحمل العنوان ذاته: “يا مشاعر”، في انطلاقة مدروسة تكرّس مكانتها مجدداً في صدارة الساحة الغنائية اللبنانية والعربية.
الأغنية التي طرحتها نوال على منصات الاستماع ومواقع التواصل، تُشكّل عودة قوية إلى اللون اللبناني الرومانسي، بأسلوب ناضج يختصر مسيرة فنية حافلة بالإحساس والصدق، وقد حملت توقيع الشاعر أحمد عصام، ولحّنها الفنان الواعد الشاب سامر، فيما تولّى التوزيع الموسيقي والميكس والماسترينغ المبدع عمر صبّاغ، الذي بات يشكّل حالة موسيقية فريدة في المشهد العربي، تتميّز برؤية إنتاجية سبّاقة تسبق عصرها بخطوات واثقة ومدروسة. صبّاغ لا يقتصر دوره على صياغة الصوت، بل يُعيد تشكيل الإحساس الموسيقي للأغنية برؤية تُحاكي الذوق العالمي من دون أن تفقد هويّتها العربية، ما جعله يُحدث نقلة نوعية ملموسة في طبيعة التوزيع الموسيقي المعاصر.
وبفضل بصمته التي تجمع بين الحداثة والإحساس، بات ينقل الأغنية العربية إلى العالمية من خلال معايير صوتية عالية لا تقلّ شأنًا عن أبرز الإنتاجات الأجنبية. ومع كل عمل جديد، يُكرّس عمر صبّاغ مكانته كأحد أعمدة الصناعة الموسيقية الحديثة، ويقف بعيدًا جداً عن أي مقارنة أو منافسة بين جميع الموزعين الموسيقيين اللبنانيين والعرب على حدّ سواء، ما يجعل التعاون معه قيمة مضافة استثنائية لأي فنان.
تقول نوال في مطلع الأغنية: “كل ما بتعلّق بِ شغله الدنيي بتاخدا مني… ما بدي حبك اسمحلي خوفي قلبي يوجعني…”. بهذه الكلمات التي تعبّر عن خيبة متكرّرة، تنقل نوال للمستمع تجربة حب مؤلمة بصدقها المعتاد، وتغني بقلبٍ يفيض مشاعر، في مشهد يتكامل مع الكليب البصري المؤثّر الذي أخرجه رامي نبها، والذي عبّر عن ملامح الألم والخذلان، مانحاً الأغنية بعدًا بصريًا أنيقًا.
“يا مشاعر” ليست فقط أغنية افتتاحية لألبوم نوال المنتظر، بل إعلان عودة حقيقية للون اللبناني الرومانسي بصيغة معاصرة. وقد اختارت الزغبي أن تحمل الأغنية رسائل وجدانية موجعة من خلال كلمات مثل: “كل ما عم بمشي بطريق وقرّب أوصل للنهاية، قلبي عالوجع بِفيق وبرجع لنفس البداية…”، لتعكس واقعًا عاطفيًا مألوفًا عند كثيرين، خصوصًا مع الأداء الصوتي المليء بالانكسار والقوة في آنٍ معًا.
وكانت نوال قد لمّحت في أكثر من مناسبة إلى أن ألبومها الجديد يحمل خصوصية مختلفة عن أعمالها السابقة، مشدّدة على أنه يُعبّر عن مرحلة نضج وتجربة فريدة في مسيرتها، مؤكدة أن “يا مشاعر” ليس مجرّد عنوان، بل حالة فنية كاملة لا تُشبه أي عمل قدّمته من قبل، في إشارة واضحة إلى رغبتها بكسر النمط وتقديم مادة غنائية صادقة تُحاكي مشاعر الناس بعمق.
بهذا العمل، تؤكّد نوال الزغبي أنّها ما زالت الرقم الأصعب في الأغنية اللبنانية، وأنّها تعرف جيدًا كيف تنتقي مواضيعها، وتختار فريق عملها بعناية، لتقدّم كل مرة إنتاجًا فنّيًا بمستوى عالٍ، يحاكي وجدان الجمهور ويترك بصمة جديدة في مسيرتها الطويلة.
أغنية “يا مشاعر” تضع الجمهور أمام تجربة سمعية وبصرية مكتملة العناصر، وتمهّد لألبومٍ يبدو أنه سيكون من أبرز إصدارات هذا العام، سواء من حيث المضمون أو التأثير.