شعار ناشطون

مَن الوسيط النزيه بنظر “الحزب”؟

10/08/22 05:22 pm

<span dir="ltr">10/08/22 05:22 pm</span>

جدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تأكيده عدم التنازل عن الحقوق والثروات، مضيفا في خطابه في ذكرى عاشوراء أمس “في يوم الدفاع عن الكرامات، أقول لكم ولكل اللبنانيين وخصوصا لجمهور المقاومة وبالأخص لمجاهدي المقاومة يجب أن نكون جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات”. وأضاف معلقا على المفاوضات حول النفط والغاز في البحر “نحن في هذه المعركة وهذا الاستحقاق، جادون إلى أبعد حدود الجديّة، وكما قلت في الماضي أقول للأميركيين، الذين يقدّمون أنفسهم وسطاء وهم ليسوا وسطاء، وأقول للاسرائيليين ان لبنان وشعب لبنان لا يمكن بعد اليوم أن يتسامح بنهب ثرواته، نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق، ولا يجربنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يهددنا”. وأردف “اليد التي ستمتد الى ثرواتنا، ستقطع”.

 

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن حزب الله حافظ على نبرته العالية في ملف الترسيم، خاصة وأن المناسبة، اي ذكرى العاشر من محرم، تقتضي كلاما يتجاوز السقوف الطبيعية تثير الحماسة والغرائز. اما الخلاصة التي يمكن استقاؤها مما قاله نصرالله، وفق المصادر، تتمثل في ان الحزب ثبّت ان الترسيم ورقةٌ من أوراق ايران التفاوضية التي تصر على عدم تركها في المرحلة الحساسة التي تمر بها، وان القرار في الترسيم يعود اليها على قاعدة “الامر لي” خاصة مع انتعاش محادثات فيينا..

 

غير انه، ومن حيث المضمون، خلا خطاب الأمين العام من اي جديد، حتى انه حمل بعض المغالطات. فالجدير ذكره ان أحدا لم يهدد الحزبَ او لبنان في ما يخص مفاوضات الترسيم، كما زعم نصرالله، بل ان الحزب هو من فتح هذه المعركة مطلقا مسيّراته الى كاريش وواضعا منصات التنقيب في مرمى صواريخه.

 

لكن الاهم، وفق المصادر، ان الحزب أحرج الدولة اللبنانية بخطابه هذا، اذ أبلغها انها اوكلت الطرفَ الخطأ الوساطةَ بينها وتل ابيب، وأن محادثاتها مع واشنطن ستُفقد لبنان ثروته.. وبما ان الحزب لم يسمّ وعلى الارجح لن يسمي يوما اي جهة قادرة على لعب دور الوسيط النزيه، فإن ذلك يعني ان الحزب إما كان يفضّل تركَ نفطنا مدفونا الى اجل غير مسمى، او انه يريد فقط منعَ اسرائيل من التنقيب عبر استخدام الآلة العسكرية، من دون اي يسمح للبنان بالمقابل، بالتنقيب.. واذ تعتبر ان هذين السيناريوهين سلبيان ولا مصلحة للبنان فيهما، تسأل “هل ثمة في الداخل مَن يستغرب موقف الضاحية، وقد بات القاصي والداني يدرك أنها في خدمة الولي الفقيه لا لبنان”؟

تابعنا عبر