
كتب أحمد عوض في موقع “ناشطون”:
لم يكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ينهي كلمته الأخيرة التي ألقاها في الذكرى السنوية لإغتيال قاسم سليماني حتى صدر عن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بيانا شدد فيه على ضرورة النأي بالنفس عن الخلافات العربية، وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية سيما منها السعودية.
بيان الرئيس ميقاتي يظهر وبما لا يقبل الشك الواقع الصعب الذي يطالع رئيس حكومة لبنان وطريقة تعاطيه مع حزب الله ، فالرئيس ميقاتي هو نفسه الذي أثار حفيظة الدول العربية حينما تناول في كلمته التي وجهها للشعب اللبناني عشية رأس السنة حيث إعتبر حزب الله حزبا سياسيا لبنانيا، في الوقت الذي تعتبره الغالبية الساحقة من الدول العربية حزب إرهابي، فما قاله ميقاتي وأعلن عنه إنما إنطلق من كونه رئيس حكومة لبنان، وليس من منطلق شخصي، مما يؤكد بأن مهمة الرئيس ميقاتي في هذه المرحلة صعبة وشاقة، وتتطلب السير بين الألغام إن هو أراد الحفاظ على السلم الأهلي المهدد في كل حين، لكن المعلوم من الجميع أن الرئيس ميقاتي غير راضي عن تصرفات حزب الله، ولا هو موافق على تصريحاته وبياناته وإن كان يخشى في أوقات ما أن يسميه ويرفض الاعتراف باحتلال لبنان من قبل إيران كما يقول، إلا إنه في قرارة نفسه يدرك بأن حزب الله يسيطر على كل مفاصل الدولة اللبنانية ، ولا يهمه في الأمر لومة لائم ولا هو يلتفت الى ” توبيخ” السياسيين له، فما يريده يقوله بحرية تامة وهذا ما أكد عليه السيد حسن في كلمته حينما عمد الى ” قطع شعرة معاوية” مع السعودية ضاربا بعرض الحائط كل مصالح لبنان وشعبه، مما دفع الرئيس ميقاتي إعلان إنتفاضته على الحزب كمحاولة لتبرئة حكومته والحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الخليج من أجل مصلحة لبنان أولا ومصالح الغالبية العظمى من المواطنين الذين يعملون ويسترزقون من هذه الدول لا بل ويدعمون أهاليهم الذين يعيشون انهيارا اقتصاديا غير مسبوق، وفي حال حلت عليهم النقمة من دول الخليج فلا شك بأن ذلك سيسرع في زوال لبنان والذي بالكاد يحاول الوقوف على رجليه!!!
القضية معقدة وشائكة خاصة بعدما وضع الرئيس ميقاتي شرطا أساسيا لإنطلاق طاولة الحوار في قصر بعبدا، شرطا بمثابة بند أساسي لهذا الحوار والذي يمنع بموجبه الأفرقاء السياسيين كافة ومعهم حزب الله عدم التدخل بشؤون الدول العربية وعدم الدخول الى ساحتها لا بالقول ولا بالفعل.الحزب الذي سارع نائبه حسن فضل الله الى إتهام ميقاتي بعدم الدفاع عن شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين إتهموا بالإرهاب من قبل هذه الدول مما يعني أن كلام ميقاتي أصاب الحزب في الصميم ، فهل سيصطدم مع هذا الواقع كما إصطدم كل رؤساء الحكومات الذين سبقوه؟!