منير الربيع – المدن
ميقاتي وعون – باسيل
أما عون وباسيل، فيعتبران أن الحريري قد طعنهما بظهرهما. لذا، وضعا معادلة سعد وباسيل داخل الحكومة أو خارجها، ونجحا فيها. وهناك قناعة لدى شخصيات سياسية عدة بأن الحريري لم يكن جاداً في عملية تشكيل الحكومة. وبخروجه يمكن الاعتبار أن المشكلة الشخصية قد تبددت. ودخول ميقاتي إلى ميدان التكليف والسعي إلى التأليف، يفترض أن يضع لبنان على سكة واضحة، وتشكيل حكومة قادرة على العمل، لوضع لبنان على طريق حلّ الأزمة.
وفي حال عمل عون وباسيل على إعاقة مهمة ميقاتي، يعني أنهما يريدان الوصول إلى الانهيار الكبير في كل القطاعات، والدخول في فوضى. إنها لحظة الحقيقة التي تقترب، ولا بد للجميع من الوقوف أمامها وأمام مسؤولياتهم، وهنا لا بد من السؤال عن حقيقة موقف حزب الله وتوجهاته.
تقاذف المسؤولية
منذ تكليف مصطفى أديب، إلى الحريري وميقاتي الآن، يتقاذف الجميع التهم وإلقاء المسؤولية على بعضهم البعض. كل طرف يسعى إلى تحميل الطرف الآخر مسؤولية التعطيل. وثمة من يعتبر أن الشروط التي فرضها رؤساء الحكومة السابقين، في تأييدهم ميقاتي، هدفها إلقاء المسؤولية على رئيس الجمهورية في حال أعيقت عملية التأليف.
أما فريق رئيس الجمهورية فيسعى لإلقاء المسؤولية على الحريري ورؤساء الحكومة السابقين الذين يسعون إلى كسر التوازنات، ومصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية. وهنا قد يظهر عون ليونة تجاه ميقاتي، لتحميل الحريري مسؤولية التعطيل السابق في فترة تكليفه، ولتحميله أيضاً مسؤولية التضحية بمصطفى أديب.
خيارات ميقاتي
وتفيد المعلومات أن ميقاتي لديه إصرار كبير على التشكيل. وسيقدم تنازلات في سبيله، استناداً على الدعم الخارجي. وتشير معلومات إلى أن اتصالاته مع بعض أصحاب المواقع داخل الإدارة الأميركية توفّر له مقومات التشكيل. وفي حال تعارضها مع ما تضمنه بيان رؤساء الحكومة السابقين، يختار ميقاتي التشكيل. وهذا يوقع الخلاف داخل البيت السنّي.
وإذا نجح ميقاتي في التشكيل تكون مهمة حكومته إنجاز مسألتين أساسيتين: تلزيم إنشاء معامل للكهرباء، وضع ملامح خطة التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
ولدى سؤال مصادر دولية عن مدى قدرة ميقاتي على التشكيل في ظل شروط عون وتصلّبه، أجابت أنه مضطر لتقديم تنازلات. وهذا يؤدي إلى إعادة تعويم باسيل بشكل كبير. وينجم عن ذلك ضرب رئيسين مكلفين بدعم من السنّة، وإخراجهم من المعادلة، فيما يدخلها ميقاتي من باب التنازل لصالح عون والتفاهم معه.
وبذلك يكرس باسيل نفسه رابحاً سياسياً ومنتصراً على سعد الحريري. وهذه النتيجة ستكون لصالح حزب الله على المدى الاستراتيجي، لأن حليفه المسيحي حقق انتصاراً.