
لليوم الثاني على التوالي، تستمر أعمال النسخة الرابعة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء تحت شعار “بطبيعتنا نبادر”، تزامناً مع الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) التي تستضيفها الرياض تحت شعار “أرضنا، مستقبلنا”. وكانت فاتحة اليوم الثاني من أعمال المنتدى جلسة أحادية مع عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، متحدثاً عن نشاطه بصفته المبعوث السعودي الخاص للشؤون المناخية، وعن توجهات المملكة ومبادراتها المتعلقة بالاستدامة.وتحدثت غريتل أغيلار، الأمينة العامة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وأسامة فقيهة، وكيل وزارة البيئة السعودي، وموسوندا مومبا، الأمينة العامة لاتفاقية الأراضي الرطبة، عن أهمية استعادة الأراضي دورها في مرونة المناخ، حيث تساهم جهود مثل استعادة النظم البيئية، وتحسين صحة التربة، وتعزيز تخزين الكربون في الحد من تدهور الأراضي والتخفيف من آثار المناخ. فإن استعادة 15% فقط من الأراضي المتدهورة يمكن أن تمنع انقراض 60% من الأنواع المهددة، مع دعم التنوع البيولوجي وتعزيز مرونة المجتمعات الضعيفة التي تواجه الظواهر المناخية المتطرفة.
وفي جلسة ثالثة، تناول رجل الأعمال السعودي عبد الرحمن الفقيه، الرئيس التنفيذي في “سابك”، وخلود العتيبي، محللة الهيدروجين النظيف بوزارة الطاقة السعودية، التطورات في الإنتاج والبنية الأساسية والسياسات الخاصة بالهيدروجين الأخضر، فضلاً عن تحليل دوره في إزالة الكربون، والابتكارات التكنولوجية، والاستراتيجيات العالمية، إضافة إلى وسائل التغلب على الحواجز الاقتصادية ورسم نهج متكامل بين القطاعات لتسريع تبني الهيدروجين في مجالي النقل والصناعة.وكان الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة السعودي، قد افتتح الثلاثاء أعمال المنتدى الذي يستمر يومين. وشهد اليوم الأول من المنتدى الإعلان عن خمس مبادرات جديدة بقيمة إجمالية تبلغ 60 مليون دولار، في خطوة مهمة تسلّط الضوء على الدور الرائد للملكة في قيادة جهود العمل المناخي والبيئي. وفي ضوء وصول قيمة الاستثمارات الإجمالية إلى 188 مليار دولار، تواصل المبادرات الـ 86 الجارية في إطار مبادرة السعودية الخضراء إحراز تقدم ملموس على صعيد تحقيق أهداف اتفاقيات ريو الثلاث. وتشكّل مبادرة السعودية الخضراء ركيزة أساسية لتحقيق هدف المملكة المتمثل في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع، وذلك من خلال خفض الانبعاثات، ومكافحة التصحر، وحماية النظم البيئية الطبيعية.
خفض الانبعاثات
وتمضي السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق هدف مبادرة السعودية الخضراء، أي خفض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، وزيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة إلى نحو 50% من إجمالي سعة إنتاج الطاقة الكهربائية.
وتسعى المملكة إلى زيادة سعات الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل إلى 130 غيغاوات بحلول عام 2030. وتم تطوير وربط 6.2 غيعغاوات من هذه السعات بالشبكة، في حين تم طرح مشاريع بسعة 20 غيغاوات خلال العام الجاري. ويبلغ إجمالي السعات الحالية تحت التطوير 44.2 غيغاوات، وهي كافية لتزويد أكثر من 7 ملايين منزل بالكهرباء النظيفة.
ومن أجل تحقيق هدف إزاحة أكثر من مليون برميل من الوقود السائل يومياً، متوقع أن توفر المحطات عالية الكفاءة العاملة بالغاز والمجهزة بتقنيات التقاط الكربون سعات إجمالية تبلغ 42 غيغاوات لإنتاج الطاقة الكهربائية. ولغاية اليوم، تم تشغيل أربع محطات بسعات إجمالية تبلغ 5.6 غيغاوات، كما يجري العمل على إنشاء خمس محطات إضافية بسعة إجمالية تبلغ 9 غيغاوات، وترسية عقود لإنشاء محطات بسعة إجمالية تبلغ 21 غيغاوات، إضافة إلى طرح عطاءات لمشاريع أخرى بسعة 6 غيغاوات في العام المقبل.إلى ذلك، قامت المملكة بزراعة أكثر من 100 مليون شجرة منذ إطلاق مبادرة السعودية الخضراء في عام 2021، إضافة إلى نثر ملايين البذور بهدف تنمية الغطاء النباتي والتصدّي لظاهرة زحف الرمال. كما نجحت في استصلاح أكثر من 118 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، بما يسهم في تحقيق الهدف المرحلي المتمثل في استصلاح 8 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030. وتمثل هذه المبادرات استثمارات بقيمة 60 مليون دولار.
ولغاية اليوم، نجحت المملكة في حماية 18.1% من مناطقها البرية و6.49% من مناطقها البحرية، على الطريق إلى حماية 30% من المناطق البرية والبحرية في المملكة بحلول عام 2030، وأعادت توطين أكثر من 7 آلاف كائن فطري مهدّد بالانقراض في المحميات الطبيعية.
وعلى هامش “كوب 16″، أعلنت مجموعة التنسيق العربية بقيادة السعودية عن التزامها مبلغ 10 مليارات دولار بحلول 2030، لمعالجة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.