ملحم زين صاحب حنجرة ذهبية تحمل في طياتها أجمل الأنغام. وفي حواره مع ” صوت بيروت إنترناشونال” يتحدث زين عن آخر نشاطاته الفنية فيقول “إن قدرتي على الجمع بين مختلف الألوان والغناء لعبدالوهاب ووديع الصافي أمر عائد إلى مراحل مختلفة مر بي صوتي الأمور أخذتني في هذا الاتجاه من تلقاء نفسها”.
ويضيف “محمد عبدالوهاب مدرسة كبيرة تعلمت منها وفي سن 16 غنيت له وحفظت كل أغانيه مع أنها لم تكن مناسبة لي وفي سن الـ18 تأثرت بناظم الغزالي وحفظت كل أغانيه ومواويله ثم في مرحلة لاحقة تأثرت بوديع الصافي بضغط من الأهل والعائلة وغنيت له وكنت قد كبرت واكتمل صوتي وصار أكثر نضجاً ولهؤلاء العمالقة الثلاث الفضل الأكبر في صقل شخصيتي الفنية وفي قدرتي على أداء كل الألوان الغنائية كالكلاسيك والدبكة والمقسوم البطيء والمقسوم السريع”.
ويشير إلى أنه ليس بعيداً من تقديم اللون الغنائي المصري بل قدمه في أغنية “فانسى إننا موجود في الدنيا”، وهنا يوضح “كانت محاولة واحدة لكنني أعتز بالغناء باللهجة المصرية لأنني فنان عربي ولبناني طبعاً وعندما يتوفر العمل المناسب فإنني جاهز لأنني أحب هذا اللون على المستوى الشخصي ولأن المصريين سباقون في الفن وفي التأسيس للأغنية العربية ولا توجد أي أسباب تمنعني من الغناء بلهجتهم إلا البعد الجغرافي وصعوبة العثور على عمل يعجبني”.
وينتقد زين موضة الأغاني التي تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي وينساها الناس بمجرد وقف الدعم عنها “يهمني أن أوضح أنني لم أدفع قرشاً لدعم أي من أغنياتي لأنني لا أحب أن أكذب على نفسي وعلى الناس من خلال 10 ملايين مشاهدة وهمية خلال أسبوع أو خمسة ملايين مشاهدة خلال يومين، بل أحب الأمور الواضحة وأن أعرف كيف تسير الأمور، وما السبب في عدم انتشار الأغنية ووصولها إلى الناس”.
ومضى في تبرير موقفه “الدعم مهم للعمل الفني ولكن ليس عن طريق الشراء كما يحصل حالياً حيث يعمد بعض المغنين إلى دفع 20 أو 30 ألف دولار عند طرح أغانيهم لشراء 20 مليون مشاهدة لكي تصبح الأغنية ترند، وهذا سبب الفشل في مكان ما”.
ويتابع “في الوقت نفسه فإن الأغاني التي تصل إلى الناس وتترك صدى عندهم هي التي تستمر لاحقاً، لذا أنا أرى أن موضوع الدعم حساس جداً ويرتبط بشخصية الفنان وأنا من الفنانين الذين لا يحبون الكذب بل أفضل أن أحافظ على بالصورة التي يعرفونني من خلالها وأرفض شراء المتابعين”.
زين الذي غنى من ألحان كاظم الساهر قصيدة “العدل يا حبيبتي”، يذهب إلى وجود أعمال أخرى ستجمع بينهما خلال الفترة المقبلة فيقول “كاظم صديق وعزيز وأنا أشعر بالاعتزاز لأنني قدمت أغنية من ألحانه وستتبعها أغنيات أخرى لاحقاً”.
ويضيف “التعاون بيننا لم يتكرر بسبب انشغاله في الفترة الماضية، ونحن التقينا على نفس الطائرة خلال مغادرتنا دبي إلى السعودية قبل عدة أشهر وأقمنا في نفس الأوتيل. وأنا أعتز جداً به لأنه شخص يتمتع بأخلاق عالية وفنان بكل معنى الكلمة وتمكن من لا شيء من بناء صرح فني خاص به وارتقى باللهجة الفصحى في الوطن العربي وشجع الجيل الشاب على غنائه وهذا الأمر يحسب له. التعاون بيننا بحسب وعده لن يكون باللهجة الفصحى بل بالعامية ويشرفني الغناء من ألحانه ولا يوجد عائق لإتمام هذا الأمر”.
عمرو مصطفى وأم كلثوم
من ناحية أخرى، تحدث زين عن تجربة عمرو مصطفى المثيرة للجدل عندما استخدم الذكاء الصناعي في طرح أغنية من ألحانه بصوت أم كلثوم “أنا أحب عمرو مصطفى وتلفتني شخصيته وإيمانه بنفسه وموهبته وهو ملحن فذ ويوجد في مصر عدد لا بأس به من الملحنين المبدعين الذين أثبتوا أنفسهم كعزيز الشافعي ومحمد يحيى ومحمود خيامي وغيرهم”.
ويقول “بالنسبة إلى استخدام عمرو لحناً له على صوت كوكب الشرق بواسطة الذكاء الاصطناعي فلا أظن أنه يحق لنا أن نستخدم هذه التقنية على أصوات أم كلثوم وفيروز وناظم الغزالي ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ووردة بل يجب أن نسمعها كما اعتدنا سماعها والأذن لا يمكن أن تتحمل الجديد منها. لا يحق لنا العبث إلى هذه الدرجة وطرح أغنية لمحمد عبدالوهاب من تلحين ملحم زين مثلاً بواسطة الذكاء الاصطناعي”.
ويبدي زين رأيه في الأصوات التي تبرز عبر تطبيق “تيك توك”، مشيراً إلى أنه لا يعرف ما إذا كانوا مشاريع نجوم أم مجرد موجات عابرة “هم يملكون ملايين المتابعين ويضم رصيدهم أغنية واحدة أو أغنيتين، ولكن هل يمكن أن يصبحوا نجوماً؟! الله وحده يعرف ولكن حتى الآن لم يتحقق هذا الأمر”.
المصدر :صوت بيروت إنترناشونال