* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
ليس فقط قلوب الأمهات ولا خواطر الآباء المكسورة أو دموع الأطفال اليتامى ولا أوجاع الجرحى وحسب بل حتى الجماد ضاق ذرعا بنسبة النفاق السياسي وكمية التسويف الممارس على حدود القضية ومكر المتاجرين بأكبر مأساة وكأن انهيار صومعتين جديدتين في ذكرى الانفجار المريع مؤشر على سقوط الأمل بظهور الحقيقة وتبيان العدالة.
إنها أكبر مأساة في تاريخ البشرية أن تغتال عاصمة على مرأى ومسمع العالم بأسره وما من جهة تجرؤ على إظهار الحقيقة فقط في لبنان القاتل والقتيل معا يناديان بالعدالة.. لذلك لا عدالة ولا من يعدلون.
وأمام المأساة المستمرة لم يبق أمام أهالي الضحايا سوى الله وعدالة السماء فحملوا لافتات تقول: لا تنسوا يا حكام الارض أن حاكم السماء موجود وبانتظاركم ولن تستطيعوا ان تهربوا منه.
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رفع صوت الغضب بوجه كل المسؤولين أيا كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا، الذين يعرقلون التحقيق، وكأن ما جرى مجرد حادث تافه وعابر لا يستحق التوقف عنده ويمكن معالجته بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادة في السياسة. في حين سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في جناز لراحة انفس الضحايا. كيف سيقف المسؤولون أمام منبر الله؟ وبماذا سيجيبون؟
وبغياب أي أمل بالمساءلة محليا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استذكر زيارته بيروت غداة الانفجار قال إن هذه المأساة كانت مؤشرا للأزمة متعددة الأوجه التي يعيشها لبنان، وأكد أنه يجب الاستجابة للتوقعات المشروعة للعدالة والإصلاح لدى اللبنانيين.
وفي مجال آخر كان لافتا تحذير ماكرون أن لبنان لن يتحمل نزاعا جديدا عند حدوده الجنوبية مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه سيكون اكثر فتكا وتدميرا من (حرب) 2006. وأكد أن نزاعا كهذا لا يصب بمصلحة أي جانب لبناني. يجب أن يدرك الجميع ذلك. وفي هذا الخصوص من الأهمية بمكان عدم تسييس مسألة ترسيم الحدود مع إسرائيل الصعبة جدا”.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
استقرت رصاصة السنتين في قلب السلطة السياسية المهملة والحاجبة للحقائق وأطلقت بيروت رصاصة السنة الثالثة مع كف كبير صفع الدولة وطالبها بالعدالة وكف يدها عن تعطيل التحقيقات.
فالرابع من آب لم يكن يوما لتذكار الموتى ولا هو لتنكيس الأعلام ورفع شارة الحداد بل توزع ذوو الضحايا على كل نقاط العبور إلى الدولة وقراراتها المجمدة، ذرفوا دموعا على الأحباء، لكن الدموع الأكثر غزارة إدخروها لسلطة لا تزال خارج الحساب وتلتحف الحصانات والمجالس العليا.
وقد أعاد الاهالي اليوم تذكير المحميين بأنهم لن يتركوا حقهم مهدورا وضائعا بين العدليات وصراع القضاء مع السلطة وفي مسيرات اليوم ومنصات خطاباته وآراء ناسه، تمت إعادة تفويض القاضي طارق البيطار أمينا عاما على حقيقة المرفأ وإن جاء المشهد محزنا مع انقسام جزئي في صفوف ذوي الضحايا وإعلان اللجنة التأسيسية امتلاكها وثائق تدين قوات اليونيفيل.
وفي العلامات الإيجابية أن ليليان شعيتو لمست عليها واحتضنت قلبا من لحم ودم، وليس دمية بلاستيكية وأثبتت معركة ليليان الصامتة أن حق الأم “مش لعبة”، ولم تكن المصادفة هي التي دفعت إلى لقاء “القمة” بين ليليان وعلي في يوم الرابع من آب إنما جاء هذا الحدث بعد التعاطف الشعبي مع الأم وتلاه جمع عائلتي حدرج وشعيتو مع المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان. وصدر عن العائلتين بيان أكدتا فيه الاتحاد على موقف واحد.
أما المصادفة المريبة فكانت في انهيار أجزاء كبيرة من صوامع الأهراءات في مرفأ بيروت قبل ستين دقيقة فقط من السادسة وثماني دقائق، أي على توقيت انفجار المرفأ عام ألفين وعشرين فهذه الصوامع صمدت عامين لتقرر أن تنهمر كالدمع مع دخول الجريمة عامها الثالث وللضحايا رفعت الصلوات اليوم في وسط بيروت وداخل مستشفى الروم المكان الذي أسعف واحتضن عددا كبيرا من الجرحى لدى وقوع الانفجار، وكان العناية الفائقة للعديد من الوافدين إليه علما أنه أكثر المستشتفيات التي تضررت، وفقد شهداء من طاقمها التمريضي والطبي والعمال الإداريين.
وفي كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت رفعت الصلوات لراحة أنفس الشهداء وضحايا انفجار المرفأ وعلى نية شفاء الجرحى وأكد البطريرك الراعي أن المطلوب أن يستأنف قاضي التحقيق العدلي عمله وصولا إلى الحقيقة وقال إن تجميد التحقيق لا يقل فداحة عن التفجير، لأنه فعل متعمد وإرادي بلغ حد زرع الفتنة بين أهالي الضحايا.
وفي اختتام يوم الرابع من آب فإن الأيام المقبلة تفتح على جروح سياسية بالغة التعقيد سواء في انهيار صومعة الحكومة أو في تفجير
الكرسي الرئاسية لكن ما يتقدم الأحداث بدءا من الأسبوع المقبل هو ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل حيث يتوقع أن يعود الوسيط الاميركي آموس هوكستين الى بيروت خلال اسبوع من الآن وربطا بهذا الملف يكشف الصحافي وليد شقير في موقع “اساس ميديا” وفي مقال ينشر لاحقا، عن ضمانة اميركية مكتوبة لعائدات حقل قانا مع الخط 23 مستقيما من دون مقابل لإسرائيل لا في البلوك 8 ولا في أي مكان آخر.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
إلى كم 4 آب يحتاج المرفأ وأهالي الضحايا والجرحى وبيروت وكل لبنان ، ليصلوا إلى الحقيقة، ومنها إلى العدالة؟
في الذكرى الثانية لتفجير المرفأ، وفي المرحلة الثانية من أنهيار المزيد من الصوامع في الأهراءات المتصدعة، الحقيقة في حال انهيار، وما زال أحد صوامعها الصامدة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار فيما الصوامع الأخرى القضائية تنهار الواحد تلو الآخر.
اهالي الضحايا يتساءلون بحسرة: أين أصبح التحقيق فيما معظم المشتبه بهم يتصرفون كأنهم ابرياء؟ إذا من المسؤول؟ وأين المتهمون؟ يخشى أن يكون التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، على رغم فظاعته، الضحية الرقم 233 بإضافتها إلى الرقم 232 من عدد الضحايا.
اليوم ثبت مجددا أن الضحايا وأهاليهم في ضفة، والسلطة في ضفة أخرى، ومع الأنهيار التدريجي لصوامع الأهراءات، يخشى الأنهيار التدريجي لملف التحقيق، خصوصا أن متهمين ومشبوها بهم، عادوا إلى مجلس النواب وإلى اللجان النيابية المعنية مباشرة بالتحقيق! فمنذ متى يتابع التحقيق من هم في حال المشتبه بهم؟
يخشى أن تكون الحقيقة قد طمست تحت الصوامع المنهارة.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
حلت الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، والعدالة لا تزال أسيرة المصالح السياسية من جهة أولى، والتضارب القضائي من جهة ثانية، والجبن الذي تحدث عنه البطريرك مار بشاره بطرس الراعي اليوم من جهة ثالثة، لتتحول الجريمة جريمتين، كما قال، أولى هي انفجار المرفأ، وثانية هي تعطيل العدالة. اما الثمن، فيدفعه الأهالي من ناحية، والموقوفون الذين قاموا بواجبهم على أكمل وجه من ناحية ثانية، لكنهم يقبعون في السجن لمجرد تعطيل التحقيق، فيما المجرمون الحقيقيون فارون من وجه العدالة.
اليوم، استذكر اللبنانيون الجريمة، وأبى ما تبقى من مبنى الأهراءات إلا أن يشارك الأهالي الحزن والأسى، فانهار جزء إضافي كبير منه تزامنا مع التجمع الشعبي، قبل ساعة تقريبا من موعد حدوث الانفجار قبل عامين.
وفيما كان اللبنانيون يجددون المطالبة بالعدالة ويصلون لتحقيقها، كان بعض السياسيين الذين ساهموا ويساهمون بتعطيلها، يصرحون ويغردون عنها بكل وقاحة، غير مدركين أنهم عند الناس مكشوفون، وعند الله معروفون.
أما غدا، فهو عند هؤلاء السياسيين بالتحديد يوم آخر. يوم يعاودون فيه ضرب كل الحلول، ومنع كل الإصلاح، وحرمان كل الشعب من العيش بكرامة، بعد الخلاص من الازمة التي افتعلوها، هم بالتحديد، على مدى ثلاثين عاما من الارتكابات والموبقات.
لكن، على الضفة الوطنية الأخرى، وفيما نكست الأعلام في القصر الجمهوري حدادا على الضحايا في ذكراهم الثانية، وبعدما أكد مشاركته أهالي الضحايا والجرحى حزنهم، وعائلات الموقوفين معاناتهم، جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التزامه إحقاق العدالة المستندة إلى حقيقة كاملة، يكشفها مسار قضائي نزيه يذهب حتى النهاية، بعيدا عن أي تزوير أو إستنسابية أو ظلم، لمحاسبة كل من يثبت تورطه، لأن لا أحد فوق القانون.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
سنة ثانية تطوى على انفجار مرفأ بيروت، وتطبق على الحقيقة المطمورة في غياهب التسييس والاستنسابية. وللسنة الثانية لا تزال دماء الشهداء تباع بثمن بخس في بازارات الاحقاد والكيدية وحتى الفتنة المذهبية، ولا تزال الكرامات تستباح على مذابح الغايات دون التفات للمصلحة الوطنية.
ومع الغبار السياسي والاعلامي الكثيف الذي يحجب الرؤية عن الحقيقة، فان ما شهده لبنان اليوم من وقفات وصرخات فانها توزعت بين اهل مفجوعين وآخرين مضللين وزمرة من التجار السياسيين المستثمرين
بالانفجار واهله. اما المفترض انهم اهل الكلمة الفصل- اي القضاء- وبالتحديد المحقق العدلي طارق البيطار، فلا يزال يطرق باستسابية الابواب ويقلب صفحات الملفات، ويحتجز القرار الظني الذي تخلف عن وعوده باصداره منذ شهور، فضلا عن تجاوزه لكل التحقيقات والتقارير الصادرة عن الاجهزة اللبنانية وتلك الفرنسية والاميركية، اضافة لاحتجازه موقوفين مظلومين دون اي وجه حق. ويبقى المظلومون الحقيقيون شهداء الانفجار ومعهم الحقيقة المرجوة.
هو لبنان العالق عند كل ملف او قضية او ازمة، حتى لو كانت مخضبة بدماء مئات الشهداء والجرحى، وهكذا يتم علاج كل الملفات، والكهرباء على سبيل المثال لا الحصر بعض دليل، ولو انها سبب لمعاناة جميع اللبنانيين، فالواقفون على سدة القرار يغمضون اعينهم عن العتمة تماما كما عن عرض الهبة الايرانية، ويحاولون الهروب مع الوقت للافلات منها.
اما الصهاينة العالقون بين الخطوط البحرية المتشابكة فقد وصلوا الى حائط مسدود، وبات عليهم اتخاذ القرار، فاما تسوية لقضية الغاز والنفط مع لبنان واما الاستعداد للنزال الذي لا يطيقه لا جيشهم ولا حكومتهم ولا جبهتهم الداخلية، فضلا عن العوامل الخارجية في المنطقة والعالم، وما خرج عن اجتماع مجلسهم الوزاري المصغر يؤكد حجم مأزقهم. اما خلاصة المشهد فرهن الايام القليلة القادمة من الاقرار الصهيوني بتآكل المهلة التي تنتهي بحلول شهر ايلول.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
صدقوا او لا تصدقوا: سياج مجلس النواب اهم بكثير من دماء اللبنانيين. وسياج مجلس النواب اهم بكثير من اهالي الضحايا والجرحى والمعوقين الذين ارادوا التعبير عن غضبهم وسخطهم في الذكرى الثانية لجريمة 4 آب. انها الخلاصة التي يتوصل اليها كل من تابع وقائع يوم الحداد الطويل. فالسلطة المجرمة التي اغتالت البشر وفجرت الحجر في الرابع من آب 2020، تستكمل كل يوم عملها المجرم ولا من يردعها! ان يسقط الضحايا بالمئات لا مشكلة! ان يجرح الالاف ويصاب المئات باعاقة، ايضا لا مشكلة! ان يهدم نصف العاصمة ايضا وايضا لا مشكلة! المشكلة الوحيدة عند الطغمة الحاكمة ومن ينتمي اليها في الوطن والمهجر ان لا يصل المتظاهرون الغاضبون الى سياج مجلس النواب، وان يهددوا هيبة وسلطة رئيسه نبيه بري. فيا تعتير اللبنانيين بسلطة كهذه، وبمجلس كهذا، وبهكذا نواب، وبهكذا مسؤولين، لأن وجودهم واستمرارهم على كراسي السلطة يعنيان امرا
واحدا وحيدا: لا امل حقيقيا بقيامة لبنان!
المشهد المخجل الثاني يتمثل في سقوط قسم من الجزء الشمالي من الاهراءات يوم 4 آب تحديدا. فهل الامر مصادفة، ام انه دليل آخر على فشل حكم واجرام سلطة؟ الاحتمال الثاني هو الأرجح، خصوصا ان الاهراءات لم تكن لتسقط لو ان المسؤولين في لبنان اهتموا بتدعيمها بعد الانفجار! لكنهم تركوها تحترق بما فيها عمدا، ثم تركوها تسقط، لانهم يريدون ازالة كل ما يذكرهم بجريمتهم، وكل ما يذكرهم بالدماء التي على ايديهم وفي ضمائرهم! في اي حال يوم الحداد انقضى، وغدا يجب ان يكون يوما آخر، ولتحد آخر. والتحدي الاخر يتمثل في استمرار الضغط لتحرير المحقق العدلي من دعاوى السياسيين. والتحدي الاخر والاكبر يتمثل ايضا في الضغط على وزير المال للتوقيع على مرسوم التشكيلات القضائية، وذلك ليتمكن القاضي البيطار من مواصلة عمله ومن اصدار قراره الظني المنتظر. فهل نكون جميعا على قدر التحدي، ام تظل السلطة بفسادها واجرامها اقوى من وجع الناس واقوى حتى من الحق والعدالة؟
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
هو الرابع من آب، التاريخ الذي لن يسقط بتقادم الزمن، يوم بمئة عام في رزنامة الوجع. هو الملح الذي ما فتىء يبحر في الجرح النازف، وقنبلة الألم التي شطرت عنابر قلوب المحبين. هو أهراءات من مخزون الدموع التي لم تجف، وصوامع من قمح الحزن الأبدي اللامتناهي.
هنا وقف الزمان هنيهة على ركام الكارثة…وأسدل المكان مرساتـه مدى العمر عند رصيف حاويات القهر، هنا حفظت أسماء الشهداء التي ما تحولت يوما الى أرقام في حسابات الوطن المكلوم، وحدها العدالة تبرد بعضا من القلوب التي تغلي كنار فوق رماد المرفأ المنكوب، وحدها استقلالية القضاء والسمو بقضية الشهداء ودمائهم فوق أي إعتبار تحرر الحقيقة لتكون ناصعة وفق الدستور والقانون ولا شيء غير ذلك، حقيقة لا تحتمل ان يبنى الفاعل فيها للمجهول كائنا من كان، منذ لحظة وصول الباخرة المشؤومة مرورا بحجز النيترات على مدى سنوات وصولا إلى ساعة وقوع الانفجار والاسباب الكامنة وراءه.
ولمناسبة ذكرى شهداء انفجار المرفأ جدد الرئيس نبيه بري التأكيد على أن المسار الذي يوصل حتما الى العدالة وكشف الحقيقة هو تطبيق الدستور والقانون، فيما شددت حركة أمل وحزب الله على ضرورة إجراء تحقيق جدي وشفاف وفق الدستور والقوانين المرعية الاجراء بما يكشف الحقيقة ويحقق العدالة التي تطمئن النفوس وتضمد الجراح في مسار قضائي واضح ونزيه بعيدا عن الاستثمار السياسي والتسويف الذي لا يؤمن الا مصالح من يقف وراءه والتحريض الطائفي والمذهبي الذي كاد ان يطيح بالسلم الاهلي نتيجة لسياسة الإملاءات التي تفوح منها رائحة الفتن وتقفز فوق الحقيقة التي يجب التمسك بها.