مفتي طرابلس الشيخ محمد امام لموقع “ناشطون” :
لا خوف على طرابلس أمنيا وفعالياتها يتابعون أحداثها
التكاتف هو المطلوب لاجتياز المرحلة الراهنة
لا شك بأننا نسير نحو المزيد من الانهيارات الاقتصادية، المعيشية والحياتية مما يؤشر وبما لا يقبل الشك بفوضى عارمة تهدد أمننا الذي بات على وشك الانفجار سيما في مدينة طرابلس والتي تشكل العصب الأساس لأي ضغوطات يمكن استخدامها من قبل السياسيين والأمنيين، وأحدا لا ينسى الجولات القتالية التي عصفت بالمدينة لسنوات وقضت على واقعها الاقتصادي ليظهر في النهاية أنها “جولات مفتعلة” لخدمة المصالح السياسية لكن المواطن الطرابلسي هو الذي دفع الغالي والنفيس في تلك المرحلة فهل المطلوب اليوم نفس السيناريو في ظل الانهيار الحاصل؟!!!
يخشى أبناء مدينة طرابلس من رواية جديدة شبيهة بالسابق، سيما وان المشهد العام يوحي بأن الأجواء بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى ليست كما قبلها، في ظل تزايد الضغوطات على المواطنين ومنها ارتفاع سعر الدواء بعد رفع الدعم، انعدام مادة المازوت والتي يقابلها انقطاع متواصل في التيار الكهربائي مما يعني العتمة الشاملة، فكيف ستقابل كل هذه الأزمات من قبل المواطن؟!!! ومن سيقوم بضبط الايقاع وحتى الساعة ما من مرجعية واحدة تهتم بشؤون وشجون أبناء المدينة!!!!.
يرى مراقبون بأن الاجتماع الذي عقد في قاعة مسجد الوفاء في منطقة الضم والفرز والذي أتى بدعوة من دار الفتوى وحضره فعاليات ورجال دين لن يقدم أو يؤخر وهو ليس الا خطوة للوراء لن تساهم في حماية أمن المدينة ولا في تغيير سيناريو شبيه بالجولات القتالية كونها الخاصرة الأضعف في جسد الوطن.
انطلاقا من ذلك التقى موقع “ناشطون” قائمقام مفتي طرابلس الشيخ محمد امام لمعرفة الخطوات المقبلة في سبيل مواجهة أي مشروع يستهدف المدينة وأمنها فماذا قال؟!!!
طرابلس مدينة العلم والعلماء
الشيخ محمد امام قال:”من يعرف طرابلس ونفسية المواطن الطرابلسي يعرف انه انسان طيب لا يطالب بأكثر من حقوقه الطبيعية في مدينته وفي وطنه ، الفلتان الأمني قد يحدث في كثير من المناطق وليس فقط في طرابلس ، ومن المتوقع أن يحدث تحت وطأة الحاجة والضغط الذي يعانيه المواطن، لكننا طبعا لا نؤيده ونرفض أن تنتقل الأزمة المعيشية والاقتصادية الى البعد الأمني، وهذا ما حذرنا ونحذر منه دائما ونحاول من خلال أصحاب الفضيلة المشايخ والمنابر توعية المواطنين الى عدم الانجرار نحو الفوضى والتي من الممكن ان تعكر صفو الأمن والأمان في المدينة، قد يوجد بعض الناس الذين يستفيدون من وراء الاضطراب الأمني لكن هؤلاء لا يمثلون المدينة ولا يخدمون أصلا مصلحة أصحاب المطالب المحقة، هي تحركات مشبوهة ومرفوضة ولا تمثلنا”.
وعن الاجتماع الذي عقد في قاعة مسجد الوفاء قال الشيخ إمام :”بدعوة من دار الفتوى في طرابلس حصل تنادي معظم الفعاليات الروحية والبلدية والاقتصادية والنقابية وحتى الأمنية للتدارس في أحوال طرابلس ومحاولة متابعة شؤونها ومعرفة ما يجري في شوارعها وفي ساحاتها وتوجيه كل ذلك نحو المنحى الايجابي الذي يخدم المدينة ويلبي شيئا من طموحات ومطالب أبنائها”.
وتابع:”هو اجتماع سيؤسس لما بعده بشكل عملي من خلال لجان تعمل على متابعة شؤون الناس وقضاياهم، وكذلك تطورات الشارع ومتابعته بغية الانتباه لأي انفلات يمكن أن يحدث ، وباذن الله سيكون لهذا الاجتماع خطوات عملية في الوقت القريب”.
وعن الدور المنوط بدار الفتوى في هذه الفترة العصيبة يقول:” لدار الفتوى دور توجيهي وتوعوي يتوجه إلى مخاطبة أهلنا في المدينة ورواد المساجد وأصحاب الحاجات والمطالب ونتشارك الهموم معهم ونقيم الظروف للوصول الى كيفية تمرير هذه المرحلة بأقل قدر ممكن من الخسائر ، أما الدور الثاني فهو دور اغاثي كبير قامت به دار الفتوى في الفترة السابقة ولا زالت تقوم به والحمدلله أهل الخير متجاوبون معنا بشكل كبير مما يساهم في التخفيف من معاناة الناس وفي تعزيز صبر الناس وتوعيتهم على أن الشدة لا تدوم ولا بد أن تستقيم الأمور في نهاية المطاف ، فالمطلوب في هذه المرحلة التكاتف والتعاون لنكون على مستوى من الوعي بشكل لا نسمح فيه للفلتان الأمني أن ينال من ساحتنا ، وكما قلنا أهل بلدنا في الداخل والخارج معطاؤون ولا يبخلون علينا وهذا مستمر باذن الله”.
وعن وقوف دار الفتوى مع المواطنين في وجه السلطة الحاكمة قال :” دار الفتوى جزء من هذا الوطن وتحمل هموم الناس و تعيش معهم في يومياتهم ، المطالبة والمناداة بحسن الأداء من قبل السلطة أمر لا يختلف عليه اثنان ، لكن كل يطالب به من موقعه وبطريقته الأجدى والأنفع ، ليس بالضرورة أن يكون الأسلوب واحداً ، نحن نرفض الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة كونها طريقة غير شرعية في الاسلام ولا تؤدي الى نتيجة ، نحن نفضل المناداة والمطالبة من خلال التعاون العملي من اجل ايجاد الحلول والتواصل على كافة المستويات مع المعنيين، وبفضل الله نلمس النتائج الايجابية”.
وختم الشيخ امام قائلا:” طرابلس هي العاصمة الثانية ولديها حيثيتها وحضورها ومصيرها كمصير كل المدن اللبنانية ، التطورات التي نعيشها تجعلنا في حال التماس الحلول وايجاد الثغرة في هذا النفق المظلم ، طرابلس جزء من هذا الوطن وقدرها كقدر الوطن وفي نفس الوقت ندعو الى تكاتف أبنائها وكل المعنيين فيها من أجل النهوض بها”