شعار ناشطون

معركة غزة: أرباح أميركا و”الحزب” وإيران

17/10/23 06:00 am

<span dir="ltr">17/10/23 06:00 am</span>

منير الربيع – المدن

تشير الحركة المكوكية التي تقوم بها الديبلوماسية الأميركية، إلى أن واشنطن تريد إثبات أنها اللاعب الأكبر في المنطقة، وأنها ضابط الإيقاع السياسي والعسكري. هناك أسباب كثيرة وعديدة لإرسال واشنطن لحاملات الطائرات وإعادة الاستعراض العسكري. وهذا لا يرتبط فقط بحرب اسرائيل مع قطاع غزة، إنما يتسق ضمن إعادة التموضع في المسرح العالمي، في ظل ما برز سابقاً من طموحات روسية وصينية في المنطقة.
تعود أميركا بذلك إلى المنطقة، ويتعزز التحرك المكوكي بين اسرائيل والدول العربية الأخرى في محاولة لتجنب تطور الصراع وتوسعه. ولذلك يبدو واضحاً لدى الأميركيين ما يوجهونه من نصائح لاسرائيل بتجنب الخوض في صراع مع حزب الله. يتوازى ذلك مع حجم رسائل التحذير والتهديدات التي ترسلها واشنطن إلى الحزب عبر جهات متعددة، حول ضرورة تجنب الانخراط في حرب موسعة.

ربح إسرئيلي بلا معركة
تأتي الحركة الأميركية بعد الإكثار من الحديث عن الانسحاب من المنطقة، فيما عادت عسكرياً عبر حاملات الطائرات، أو سياسياً وديبلوماسياً. جولات وزير الخارجية الأميركي تعني أن الأميركيين يريدون توفير الربح لإسرائيل بشكل أو بآخر، في مقابل تجنيب حصول معركة كبرى قابلة لأن تتوسع في المنطقة. ربح من دون معركة كبرى داخل قطاع غزة تؤدي إلى تهجير المدنيين من هناك. ومن الواضح أن حزب الله لن يتدخل إلا في حالة بروز قدرة لدى إسرائيل على كسر حماس عسكرياً، وهذا لا يبدو ظاهراً حتى الآن.
جولة بايدن في الشرق الأوسط خلال هذا الأسبوع، هدفها ترسيخ التفاهمات الموضوعية، والتي ترتكز على أربعة عناوين. الأول، هو عدم تظهير أي هزيمة لإسرائيل. الثاني، عدم جعل الهجوم على غزة سبباً في تأجيج حرب إقليمية. الثالث، يتعلق بعدم التراجع عن التفاهمات المرتبطة بالتطبيع بين دول عربية واسرائيل. أما الرابع، فهو عدم ترك ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مجمداً، وتحريكه. خصوصاً ان هناك قناعة أميركية حول عدم إمكانية استمرار اسرائيل بالتعاطي مع القضية الفلسطينية وفق المسار السابق.

ربح حزب الله..
لذلك، فإن فرضيات الحرب من لبنان تتراجع بشكل يومي، مقابل تكريس مبدأ قواعد الاشتباك والضربات المدروسة. وهذا سيعني كسب حزب الله لمعركة وتحقيق الأرباح من دون تحمل التكاليف الكبرى، ومن دون حصول عمليات تهجير من الجنوب، وتجنب أي تدمير قد يقدم عليه الإسرائيلي.
ثمة نقطة لا يمكن إغفالها، وهي التوازن الإيراني الأميركي نوعاً ما في المنطقة، والذي يبرز من خلال جولة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موازاة جولة وزير الخارجية الأميركي. وهذه قاعدة كانت مكرسة سابقاً أيضاً. إذ أن أي زيارة يجريها مسؤول أميركي إلى لبنان أو المنطقة، كان يقابلها زيارة لمسؤول إيراني.

الربح الإيراني
أما البحث في تداعيات هذه المعركة وما بعدها، فيُظهر نقاط أساسية، أبرزها أن التواصل الأميركي الإيراني يبقى قائماً ويتغلب على كل الأزمات والتوترات. وبالتالي، هذا دليل على تواصله ومتانته. فيما تكسب إيران بتظهير الدور السنّي في الصراع كمنحاز لـ”الممانعة”، سواءً بالموقف العربي الرافض للتهجير، أو من خلال عمليات المقاومة التي قامت بها حركة حماس، وهي مقاومة سنّية وليست شيعية، وصولاً إلى دخول حماس والجهاد الإسلامي على خط ضرب إسرائيل من لبنان. كما أن حزب الله يشن عملياته ضد مواقع اسرائيلية انطلاقاً من بلدات سنّية تحديداً. وذلك لا ينفصل عن الموقف السنّي الذي ظهر في اجتماع دار الفتوى، أو في التظاهرات التي شهدتها المناطق اللبنانية من صيدا إلى بيروت وطرابلس بعد صلاة الجمعة.
تثبت إيران قدرتها على عرقلة مسار التطبيع في المنطقة، وأنها شريك أساسي في قراراتها، وهو ما يتبدى بجولة عبد اللهيان على الدول العربية. أما في الداخل الفلسطيني، فإن ذلك سيكون له نتيجة أساسية في النهاية، وهي أن أي حل أو اتفاق أو توزان ردع ورعب، سيعني أن إيران مع حلفائها هم القادرون على التأثير في رفع معادلة القضية وشعارها والسيطرة عليها.

تابعنا عبر