
رفض النّائب #إيهاب_مطر كلّ الحملات “الفتنوية” التي تستهدف مدينة #طرابلس، خصوصًا بعد التطوّرات الأمنية والسورية الأخيرة، معتبرًا أنّ تنفيذ الخطّط الأمنية في كلّ مرّة تشهد فيها المدينة على اضطّراب أمنّي لا يكفي، لأنّ طرابلس ليْست خارجة عن القانون والدّولة أوّلّا، وباتت تحتاج وسط همومها الكثيرة، إلى اهتمام كبير من قبل الرسميين (لا سيما من الحكومة) لا إلى خططٍ مؤقتة ثانيًا.
كلام النّائب مطر جاء خلال إقامته مأدبة إفطار في مطعم بيتنا- طرابلس، وذلك ضمن سلسلة إفطارات تُنظمها مجموعة إيهاب مطر للتنمية (IMD) سنويًا مع حلول شهر رمضان المبارك، بحضور حشدٍ من الفعاليات السياسية، الدّينية، الاجتماعية والإعلامية.
وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، إلقاء الآذان وأداء صلاة المغرب، ألقى النّائب مطر كلمة هنّأ فيها الحاضرون بحلول الشهر الفضيل الذي شهدت فيه طرابلس على الكثير من التجاوزات والمخالفات الأمنية، وقال: “إنّ هذا الوقت للأفعال لا للأقوال، ونتمنّى أنْ نكون قد قمنا بالواجب، وفي كلّ الأحوال، نحتفل اليوم بشهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركات والمحبّة والغفران، شهر التسامح والأعمال الحسنة، على أمل أنْ يتقبّل منّا ربّ العالمين أعمالنا خصوصًا بشهر تُفتح فيه أبواب الجنّة وتُغلق فيه أبواب النّار وتُصفّد الشياطين، ونركّز على الشياطين، ومن الواضح هذه المرّة، أنّ شياطين الجنّ صُفدت، لكنّ شياطين الإنس كانت شغّالة وبقوّة على البطش، الظلم، التفلّت والزعرنات كما يُقال، وسامحوني على كلامي، لكن طفح الكيْل فعليًا، أيُعقل سقوط أكثر من تسع ضحايا في عشرة أيّام؟ إلى هذه الدرجة باتت حياة النّاس رخيصة؟ وللأسف كلّ هذه الأعداد ضحية المشاكل الفردية، المتنقّلة والسلاح المتفلّت”.
ورأى مطر أنّ الدّولة ما زالت تُدير “ديْنتها الطرشة” لطرابلس على الرّغم من كلّ الأحداث التي استوطنت المدينة، داعيًا الجميع إلى ضرورة التشبّث خلال هذا الشهر بفرصةٍ جدّد فيها الدعوة إلى التمسّك بالأخلاق الدّينية السمحة واحترام دماء النّاس، أعراضهم وأموالهم “لأنّ ما نراه مؤسفًا ونُؤكّد أمام الجميع، أنّ من يستبيح الشوارع والساحات لا يُمثّل حقيقة مدينتنا الجميلة ولا قيم أهلها، ولا بدّ من وضع حدّ لهذه المهزلة”.
وبعد إعلان القوى الأمنية تنفيذ خطّة أمنية جديدة خلال شهر رمضان في طرابلس، أوضح مطر أنّ الإجراء الذي تتّبعه عناصر القوى الأمنية والجيش مشكورة فيه على جهودها (عبر تسييرها لدوريات وتنفيذها عمليات دهم)، لا يكفي، “ففي كلّ مرّة تتراكم فيها مشاكلنا ويسقط ضحايا، يُحكى عن خطّة أمنية، فنشهد على انتشار أمنيّ، وبعد أيّام تعود حليمة إلى عادتها القديمة، وأريد أنْ أخبركم أنّ كلّ فعاليات المدينة رفعت الصوت، وبإذن الله سنكون موحّدين إزاء هذه الحالة بصفّ واحد لنشكّل عامل ضغط يمنع الفتنة ويحمي المدينة من أيّ مشروع أسود، وذلك عبر لقاءٍ يجمعنا مع رئيس الحكومة السابق، نواب، وزراء حاليين وسابقين ورجال دين يُمثلّون الطوائف الروحية مع فعاليات طرابلسية”.
واعتبر مطر أنّ التوتر الذي تتعرّض له طرابلس يحتاج إلى علاج على مرحلتيْن، “في المرحلة الأولى، سنرفض فيها الحديث عن خططٍ أمنية تُوحي بأنّ طرابلس خارجة عن القانون والدّولة، وسنتحدّث عن أجهزة أمنية تقوم بدورها وتزيد من عديدها، نقاط تواجدها، تسيير دورياتها، والأهم محاسبتها لمرتكبي الجرائم والحرامية الذين يجب (ضبضبتهم) ليسمحوا لأهالي المدينة العيش بسلام وراحة، ممّا يُسهم حكمًا في ضبط الأمن لنكون على موعدٍ مع موسم صيفيّ واعد، لأنّنا نرغب في رؤية السياحة في طرابلس، لا في كلّ لبنان إلّا مدينتنا التي تتمتّع بكنوز تاريخية وثقافية تستحقّ جولات سياحية”.
أمّا عن المرحلة الثانية، فلفت مطر إلى أنّها مرتبطة بعمل الحكومة في الحدّ من الحرمان بحقّ المدينة “وأقولها صراحة، إنّنا ومن منطلق الوحدة الوطنية والأخوّة، ندعم الإسراع في إعادة إعمار الجنوب، الضاحية وبعلبك، لكن صدّقوني، وكلامي أوجّهه للدّولة، فإنّ الوضع بطرابلس ليس أقلّ خطورة من وضع الجنوب، فالهزّة قادرة على إسقاط مبنى بالكامل في المدينة، والنّاس فيها تعبوا ونفد صبرهم من العيش في العتمة والضيق المعيشيّ حيث لا تكفيهم أجورهم القليلة لأسبوع حتّى”، مشيرًا إلى أنّ الخطّة المطلوبة من الدّولة اليوم، تُركّز على ضرورة الاهتمام بطرابلس وتأمين فرص عمل لأبنائها كيّ تأخذ حقّها.
وأضاف: “صحيح أنّنا كنّا نعاني من مشكلةٍ مع حجم التمثيل الطرابلسيّ في الحكومة، وتجاوزنا هذا الشيء وأعطينا ثقتنا للحكومة بحذر، إلا أنّ حذرنا يزول قطعًا عند لمسنا اهتمام الحكومة بطرابلس ضمن إطار الإنماء المتوازن وضمن التعيينات الجديدة، في وقتٍ نشيد فيه طبعًا بضمّ إنشاء مطار رينيه معوّض في البيان الوزاريّ، وهذا أمر بالغ الأهمّية، وأتمنّى ألّا يُحاول أحد تضييع هذا المشروع بالبازارات والمنافع، ونحن ننتظر هذا المشروع الذي سيكون لطرابلس الحصّة الأكبر فيه وفق قاعدة الشخص المناسب بالمكان المناسب بعيدًا عن الزبائنية والمحاصصات، مع حرصنا طبعًا على تطوير مطار رفيق الحريري الدّولي”.
الخطّة التي طلبها مطر، ركّزت أيضًا على مطالب واضحة مرتبطة بالعفو العام
عن المظلومين في السجون، ومنهم الإسلاميين، “حيث يكفيهم الظلم ووثائق الاتصال التي تُضيّع أبناءنا حتّى أنّها أصبحت من الإجراءات غير القانونية”.
وتابع مطر: “مدينتنا باتت مستهدفة، وواجبنا الدّفاع عنها ونشر صورة جميلة عنها، وهذا لا يُعدّ كلام جرائد أو نظريات، فهذا واقع مرير وخطير خصوصًا بعدما فتح مصنع الفتن أبوابه ووضع طرابلس هدفًا له، وبإذن الله سنفشل كلّ محاولات زرع الفتن أو العودة لحروب المحاور، والكارثة كبرت مع التطوّرات السورية وانعكاسها علينا، ويا أحباب، طرابلس لم تعد تتحمّل أيّة حملات فتنوية أو جولات عنف جديدة، ويكفيها هموم عناصرها المتطوّعين، ضغط أهلها المعيشيّ، الحرائق والسموم التي يشمّها أبناء المدينة يوميًا مع رصدهم لاحتراق مؤسسات مدينتهم وصرف النّظر رسميًا عنها، كما تكفيهم عمليات السرقة والنّشل التي لم تسلم منها حتّى السيّدات، من هنا أقول، إنْ وافق أحدهم على إذلال طرابلس أكثر، فنحن نرفض هذا الأمر جملة وتفصيلًا”.
وختم النّائب مطر كلمته متطرّقًا إلى أمريْن، أحدهما قضائيّ والآخر سياسيّ، حيث رفض “كلّ أشكال العدوان على أحكام الأسرة التي كفلها الدّستور اللبناني في مادته التاسعة، “لنُؤكّد أنّ أيّ ترويج أو عمل على إلغاء ما يُسمّى القوانين التمييزية، لا يُمكن أنْ يمس بأيّ حال، ما ارتضاه المسلمون لأنفسهم وما ارتضاه المسيحيوّن لأنفسهم في أنظمتهم الخاصّة بالأحوال الشخصية والمكفولة دستوريًا، وبالتالي إنّ القفز فوق إرادة المكوّنات المسلمة والمسيحية وفوق الدّستور ستكون نتيجته الفشل”.
أمّا سياسيًا، فتحدّث مطر عن الوضع السوري، متمنّيًا الفرج لكلّ السوريين قريبًا وبأنْ تتمكّن أجهزة الأمن السورية من إعادة الأمن لكلّ أراضيها مع محاسبة المسؤولين عن الجرائم بحقّ المدنيين، “وبعدما لمسنا منذ يوميْن إيجابية كبيرة بالاتفاق الذي أتمّه الرّئيس السوري أحمد الشرع مع قسد، ممّا يكفل ويضمن وحدة سوريا التي نتمنّى لها الخير، نطالب مرّة جديدة، بأفضل العلاقات مع الشقيقة سوريا ومع الإدارة الجديدة التي دخلت الجامعة العربية وأرض الحرميْن باعترافٍ دوليّ وعربيّ واضح”.
#لبنان #الشمال #سوريا #رمضان