تعكس تصريحات المسؤولين الإيرانيين المستمرة حول سوريا عبر استخدام مختلف العبارات، توقعات المسؤولين الإيرانيين الرافضة للوضع الراهن والإدارة الجديدة في دمشق، ابتداء من المرشد الإيراني علي خامنئي، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والمتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني.
وفي أحدث تصريح، قال محسن رضائي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية، نقلا عن وكالة أنباء “إيسنا شبه الرسمية”: “إن الشباب والشعب السوري المقاوم لن يصمتوا أمام الاحتلال والعدوان الخارجي، أو أمام محاولات التفرد الداخلي من قبل أي جماعة”.
وأضاف، “خلال أقل من عام، سيبعثون المقاومة في سوريا بشكل جديد، وسيُحبطون المخططات الخبيثة والمخادعة التي تقودها الولايات المتحدة، والنظام الصهيوني، والدول التي تم استغلالها في المنطقة”.
وتصاعدت الأعمال القتالية منذ الإطاحة بالأسد قبل أسبوعين، حيث سيطرت تركيا والجماعات السورية التي تدعمها على مدينة منبج من قوات سوريا الديمقراطية في 9 كانون الأول.
يذكر أن فصائل سورية مسلحة استولت على العاصمة دمشق يوم 8 ديسمبر بعد تقدم خاطف دفع بشار الأسد إلى الفرار إلى روسيا بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما، و54 سنة من حكم عائلته.
فيما تعرض مبنى السفارة الإيرانية لبعض عمليات التخريب والتكسير، إلا أن الأمور سرعان ما عادت إلى الهدوء لاحقا.
وترك سقوط الأسد الفصائل الكردية في موقف دفاعي، إذ تسعى إلى الاحتفاظ بالمكاسب السياسية التي حققتها في السنوات الـ13 الماضية.
وبعدما أكدت الحكومة الإيرانية أن مباحثات دبلوماسية تجري من أجل إعادة فتح السفارتين في دمشق وطهران، تراجعت طهران عن هذه التصريحات.
وتراجعت المتحدثة باسم حكومة إيران، فاطمة مهاجراني، الأربعاء، عن تصريحات بشأن افتتاح سفارة طهران في سوريا، مبينة أن التصريحات التي أدلت بها حول احتمال إعادة فتح السفارة الإيرانية في سوريا في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي قد أسيء تفسيرها.
وقالت: “إن إيران ستتخذ قرارها بناءً على سلوك وأداء الحكام المستقبليين في سوريا”، حسب ما نقلته وكالة أنباء “إرنا” الرسمية.
كما أشارت مهاجراني في حديثها خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، إلى أن الوضع الحالي في سوريا غير واضح، مؤكدة أن تقييم طهران للعلاقات مع دمشق سيكون مرتبطًا بالسياسات والأداء الفعلي للأطراف الحاكمة في البلاد.
وأضافت: “ليس من الواضح كيف ولماذا غيرت بعض الدول فجأة مواقفها تجاه سوريا، وما هو الهدف أو التبرير وراء ذلك”.
وشددت على أن أي قرار إيراني بهذا الشأن سيكون قائمًا على تحليل دقيق لتصرفات وأداء الحكام السوريين.
وكانت المتحدثة قالت، الثلاثاء، “نجري مفاوضات لإعادة فتح السفارتين في البلدين، والطرفان مستعدان لذلك”.
وبسقوط الأسد، خسرت إيران حليفاً مهماً لها، وممراً حيوياً أيضاً شكل لسنوات طريقا من أجل تمرير السلاح إلى حزب الله في لبنان، أحد أقوى أذرعها في المنطقة.