بعد جولة ما بين القاهرة والإسكندرية وبغداد وأربيل قدم خلالها مجموعة من الحفلات الموسيقية لجمهوره الكبير فيها، وبعد تكريمه في “مهرجان الموسيقي العربية” الـ30 بدار الأوبرا المصرية، عاد الفنان مروان خوري إلى لبنان مرة أخرى، ليكمل العمل علي العديد من المشروعات الموسيقية الجديدة، كما يستكمل بناء منزله العائلي. وفي حوار مع “العربية.نت” كشف خوري العديد من التفاصيل، منها عن علاقته بالموسيقي وبمصر وبالليل وببليغ حمدي، كما تحدث تكريمه في مصر حيث قال إن “مصر ربتنا على الموسيقى والفن والجمال”.
كيف تصف علاقتك بمصر وبمهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية؟
علاقتي بمصر قوية، ووجودي فيها يشعرني بالسعادة لأنها بلد الفن، وأينما جاءت سيرة الفن بالوطن العربي ذُكرت مصر وفنها ونجومها الكبار. وعلى سبيل المثال، كان الفنان بليغ حمدي يتمتّع بعبقرية موسيقية، وتشبيهي به شيء يسعدني جداً، وأتمنى أن أكون مثله يوماً ما.
يمكن أن أقول إنني أنعم في مصر بتقدير كبير لفني ولموسيقاي وللأغاني التي أقدمها، كما أني أحب الليل والسهر مثل المصريين تماماً، وهو ما يجعلني أشعر بالألفة بينهم وكأني بين أهلي، لذلك يمكن القول إن الجو المصري يشبهني كثيراً.
أما بالنسبة لمهرجان الموسيقى العربية فعلاقتي به بدأت عام 2005 عندما وجهت لي الدكتورة رتيبة الحفني دعوة للمشاركة فيه، ومن وقتها وأنا حريص على تواجدي به. ولهذا المهرجان تاريخ كبير ومحترم في حفاظه على الموسيقى الجيدة، وفي تقديم الفنانين والموسيقيين، حتى وإن غابوا تجارياً. وهذه هي مسؤولية المهرجانات الفنية عموماً: أن تحافظ على تواجد هؤلاء الفنانين، وأن تقدم فنهم الذي يطوق إليه الجمهور العربي المحب للفن والموسيقى.
كيف وجدت تكريمك في المهرجان هذا العام؟
أتوجه بالشكر لإدارة المهرجان لتكريمي في هذه الدورة مع عدد من الفنانين والموسيقيين المصريين والعرب الذين تأثرت بهم ورحلوا عن عالمنا هذا العام، وعلى رأسهم الدكتور جمال سلامة والملحن خالد الأمير. وأحببت أن يكون تكريمي خلال تكريم هؤلاء العمالقة. لقد تشرفت بهذا التكريم وأشعرني بالسعادة الكبيرة، خاصةً أن هذا المهرجان بالتحديد له مكانة خاصة عندي، وقد شاركت فيه على مدار 8 دورات، وهو ما يؤكد سعادتي حينما أتواجد بهذا المكان. أنا أحب هذا المهرجان وإدارته وجمهوره، كما أنه فرصة مناسبة للتعرف على زملاء من عمري أو أصغر أو أكبر قليلاً قدموا الكثير بالموسيقى. هذا المهرجان هو المحطة الأساسية لي في مصر، والمرات التي لم أتمكن فيها من حضوره العربية كانت بسبب ظروف قاهرة منعتني من ذلك.
ألم تري أن التكريم جاء مبكراً، خاصة وأن التكريمات دائماً ترتبط بكبار السن؟
بالعكس، فالتكريم في عمر صغير هو نوع من الوعي، حيث لا يجب أن ننتبه للأشياء فقط حينما نفقدها. من المهم أن يكون هناك تكريم يُقال من خلاله للفنان إن “ما قدمته جيد ونحن بحاجة للمزيد من فنك”، وهو ما يمنحه ثقة بأنه على الطريق الصحيح، ليبدأ بعده مرحلة جديدة في حياته الفنية، خاصة أن أي فنان لا يقتنع بما قدمه ويشعر أنه لا يزال في جعبته الكثير. لذلك من الجيد أن يأتي التكريم في وقت مبكر ليمنح الفنان الحافز والشعور بأن لديه فرصة بعد في تقديم أعمال أخرى، ولم يفته الوقت، على عكس ما يحدث عند تكريم النجوم في أواخر عمرهم أو بعد وفاتهم. لذا فمن المهم نفسياً وفنياً أن يكون التكريم بعمر يستطيع فيه الفنان أن يقدم شيئاً جديداً للمجتمع.
هل ترى أن هناك فنانين لم تسلط الأضواء عليهم بالتكريم؟
بالتأكيد، ولذلك أتمنى أن تكون هناك جهة تهتم بمن يقدمون موسيقى جيدة لتُسلّط الضوء عليهم، ليشعر هؤلاء الفنانون بأن أحداً يقدر موسيقاهم. كل من كرمهم مهرجان الموسيقى العربية قدموا موسيقى جيدة والاختيارات كانت موفقةً، ليس كما يحدث في بعض المهرجانات أو الاحتفالات التي تكرم النجوم لمجرد التكريم دون دراسة لأعمالهم.
كيف استفدت من تواجدك بالمهرجان؟
المهرجان هو الحدث الذي ينتظره الفنان ليعبر عن نفسه وفنه، وبالنسبة لي فإن نوعية فني والأغاني التي أقدمها تتناسب مع مختلف الأذواق والأعمار، وأنا حريص دائماً على هذا الأمر. ولهذا أحاول أن يكون مستوى الكلام واللحن في أعمالي جيد ويتميز بالبساطة في آن واحد، حتى يستطيع الجمهور أن يشعر به ويفهمه ويتفاعل معه. ولأن المعادلة بين النخبة والشعبي أصبحت صعبة، أصبحت أبحث دائماً عن السهل الممتنع حتى أستطيع الوصول بفني لكل الناس، لذلك فإن المهرجانات الموسيقية والغنائية باتت فرصة لأن الجمهور الحاضر من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية والثقافية.
من واقع تجربتك المتنوعة، ما هو رأيك في اختلاف الأذواق بين الشعوب العربية؟
الاختلاف في الأذواق مطلوب ومقبول، فمن الطبيعي أن يكون لكل شعب ذوق مختلف في أشياء معينة، لكننا عموماً نشبه بعضنا كثيراً في العالم العربي، ونتواصل بالموسيقى والغناء لأن لغتنا واحدة، بالرغم من اختلاف اللهجات.
ومما لا شك فيه أن المصري يفهم اللهجة اللبنانية والعكس، واللبناني يفهم اللهجة الخليجية كما يفهمها المصري. وإن كنت قد غنيت بالمصري والخليجى ولكن تبقى اللهجة اللبناني لديها خصوصية، فأنا لبناني وأحب أن أغني بلغة وطني.
ما الذي يشغل مروان خوري حالياً؟
يشغلني وضع بلدي لبنان الذي يمر حالياً بمرحلة صعبة مصيرية، ويبقى عندي إيمان ويقين بأن بلدي سوف تستقر بها الأحوال وتصبح أفضل، لأني كمواطن لبناني أعلم جيداً أن لبنان وطن كبير متجذر في التاريخ. ولدي أمل كبير بأن نتخطى كل هذه الأزمات.
ما هي أحلام وأمنيات وأهداف مروان خوري في الفترة القادمة؟
طوال حياتي وأنا عاشق ومحب للفنان الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب والرحابنة واعتبرهم من أعظم من قدم الموسيقى والمسرح الغنائي، وأنا أحلم بتقديم مسرح غنائي معاصر يستطيع أن يعيد إلى الساحة الفنية هذا النوع من الفنون الذي أصبح غائباً. لكن في ظل الظروف الحالية، أصبح هذا الحلم بعيد المنال.. لكن لا شيء مستحيل.