شعار ناشطون

مدينة المعابد الضائعة في كمبوديا معرضًا في لوش الفرنسية

05/06/25 10:42 am

<span dir="ltr">05/06/25 10:42 am</span>

مئة عام مرت على وفاة الفرنسي لوي دو لابورت (1842-1925)، أحد كبار البحارة ومن مكتشفي موقع “أنغكور وات” الأثري أو مدينة المعابد الضائعة في كمبوديا التي تعد من روائع العمارة العالمية المسجلة على لائحة منظمة اليونسكو الدولية للتراث العالمي. تقام لهذه المناسبة مجموعة من المعارض لتكريم دو لابورت والحديث عن مساهماته في التعريف بالفنون العريقة في جنوب شرق آسيا، منها معرض افتتح أخيرا تحت عنوان “من لوش الى أنغكور: لوي دو لابورت، مغامرة حياة”. لوش، حيث ولد ونشأ دو لابورت قبل أن يصبح بحارا، هي مدينة ملكية تاريخية في منطقة وادي نهر اللوار نتعرف في المعرض الى الرحلات التي قام بها البحار الفرنسي، أولاها عام 1866 كانت متجهة الى سايغون مرورا بالصين ولاوس وكمبوديا حيث أمضى عشرة أيام في موقع أنغكور وات، وكان وقتذاك مغطى بالغابات ويزخر بالآثار الرائعة التي شيدتها إمبراطورية الخمير خلال مرحلة ممتدة من القرن التاسع حتى القرن الخامس عشر والتعريف بها في فرنسا، فأنجز الرسوم الدقيقة للمعابد والمنحوتات الفنية التي شاهدها ونُشرت لاحقا في كتب ومجلات متخصصة. عام 1873 قرر البحار الفرنسي أن يعود الى أنغكور من جديد مع فريق عمل كبير مكون من اختصاصيين في مسح الاثار وتسجيلها بعد حصوله على موافقة ملك كمبوديا على هذه المهمة. وعلى الرغم من المرض تمكن من إرسال الرسوم والخرائط والقطع الفنية الى فرنسا، ونشاهد اليوم نماذج بديعة منها في المعرض. بعد عودته الى باريس صمم على إنشاء متحف مخصص بأكمله للفن الكمبودي غير المعروف إلا من نخبة صغيرة من علماء الآثار.

1881 قام دو لابورت برحلة أخيرة الى أنغكور، وظل حتى وفاته عام 1925 منكبا على دراسة العمارة والفنون الكمبودية وتمكن من عرض رسومه للصروح المعمارية والآثار التي حملها معه في المعارض الدولية التي أقامتها باريس منذ نهاية القرن التاسع عشر. أما اليوم فجميع هذه الرسوم والتحف مودعة في “متحف غيميه” للفنون الآسيوية في باريس وقد أعار أجملها للمعرض المقام حاليا في مدينة لوش.

 

في موازاة سيرة دو لابورت الشخصية ورسومه وأبحاثه، نتعرف في القسم الأخير من المعرض إلى ما وصلت إليه اليوم الأبحاث العلمية حول موقع أنغكور الممتد وسط حديقة أثرية على حوالى 400 كم مربع ويتمتع بشهرة عالمية ويستقطب ملايين الزوار سنويا. شاهد على حضارة عريقة وعمارة دينية مميزة نهلت من الهندوسية والبوذية، وأحدث اكتشافها بعد قرون من النسيان ضجة في أوروبا بسبب عبقرية المكان والآثار المنحوتة بدقة متناهية في الحجر والقائمة على مبادئ جمالية متكاملة. وتسعى منظمة اليونسكو منذ عام 1992 الى حماية هذا الموقع والبيئة الطبيعية المحيطة به لما يرمز إليه من علوم وفنون في العصر الذهبي للحضارة الخميرية خلال مرحلة القرون الوسطى وقبل تحولها الى أنقاض وسط الغابات الاستوائية.

 

تابعنا عبر