شعار ناشطون

مباحثات أميركية إيرانية تتناول الأوضاع في بلدان عربية. وتدابير ترامب “ولّعت” أسعار الذهب وتخوّف من تدهور إقتصادي. هل إستفدنا من دروس بوسطة عين الرمانة؟” تنذكر ما تنعاد”

14/04/25 08:14 am

<span dir="ltr">14/04/25 08:14 am</span>

.

بقلم الكاتب صفوح منجّد

بقيت أنظار اللبنانيين بصورة خاصة وبلدان عربية أخرى شاخصة بإتجاه العاصمة العمانية مسقط، لمتابعة أولى جولات المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإيرانية، لإرتباط هذه المفاوضات بالوضع الراهن في عدد من البلدان العربية وفي مقدمها لبنان، حيث إنتهت أولى جولات المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بعدما جرت بشكل غير مباشر، تولى خلالها وزير الخارجية العماني نقل المواقف بين المبعوث الرئاسي الأميركي ووزير الخارجية الإيراني الذي وبحسب المعلومات تسلح بصلاحيات كاملة من المرشد الإيراني علي الخامنئي.

وفي المعلومات المتداولة إعلاميا فإن المفاوضات تركزت حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية أنها كانت إيجابية، وجرت على أساس مبدأ الإحترام المتبادل .

واللافت كان الحديث القصير الذي جمع بين وزير الخارجية العماني عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على أن تستكمل في الإسبوع المقبل.

ويذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقبل بدء هذه المفاوضات، أبدى إستعداده لتقديم تنازلات شرط التواصل لإتفاق ومنع حصول إيران على سلاح نووي، وذلك تحت طائلة التهديد برد عسكري حسب ما ذكرت معلومات صحفية مقربة من واشنطن.

وترامب الذي يحاول حل الأزمات العالقة وإنهاء الحروب كما إدّعى فور وصوله للبيت الأبيض، أشعل حربا إقتصادية عالمية عنوانها “الرسوم الجمركية وتداعياتها” والتي تزداد يوميا وتنعكس على قطاعات عدّة، فالذهب على سبيل المثال يستمر في التحليق مسجلا رقما قياسيا جديدا بتخطي سعر الأونصة 3200 $ أميركي وسط مخاوف من عدم وجود رؤية إقتصادية واضحة.

وفي غزة إبادة مستمرة وجرائم الكيان الإسرائيلي تتواصل، وتتواصل معها عمليات نسف المباني السكنية شمال رفح التي باتت محاصرة من جميع الجهات، فيما تعمل قوات الإحتلال على ضم المدينة للمنطقة العازلة وإستكمال إقامة محور “مورغ” والسيطرة الكاملة على منطقة المحور.

وبالتوازي مفاوضات بدعوة مصرية ،أكد خلالها وفد حركة حماس عدم تلقيه أي عروض جديدة لوقف إطلاق النار منذ أن وافقت الحركة على المقترح السابق قبل عيد الفطر، فيما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن رسالة نقلها ويتكوف إلى الحركة عبر الوسطاء المصريين مفادها: أنه إذا وافقت الحركة على المضي قدما في صفقة تؤدي إلى تجديد وقف إطلاق سراح أسرى، فإنّ الولايات المتحدة ستضمن أن يدخل كيان الإحتلال في مفاوضات جدّية بهذا الشأن.

أما محليا وبعد أربع جلسات حكومية إنتقل مشروع قانون إعادة هيكلية المصارف من طاولة مجلس الوزراء إلى ساحة النجمة بعد إقراره خلال جلسة الأمس مع تعديل بعض بنوده فيما أكد وزير المالية ياسين جابر”أن الأولوية في القانون كان لحماية أموال المودعين”.

وعشية “الثالث عشر من نيسان” تاريخ يذكره اللبنانيون مع عبارة “تنذكر وما تنعاد”.. خمسون عاما على الحرب الأهلية التي إنطلقت شرارتها من “بوسطة عين الرمانة” فهل تعلمنا؟.. وهل وصلنا إلى لبنان النهائي لجميع أبنائه؟ وغزة النازفة، ولبنان، وصفقة دونالد ترامب مع إيران ولو على حساب جموح احلام تل أبيب التوسعية، وقبل أن تتسع التحليلات، فإن الساعات المقبلة كفيلة بتوضيح المعلومات، والأيام المقبلة سترسم من دون شك المسارات.

إنها مفاوضات بين خصمين لدودين ترسم مستقبل المنطقة، فيما “البعض اللبناني” عند منطق رفض الحوار والتفاوض بين أبناء الوطن الواحد، على ما يفيد مستقبل لبنان وقوته وسيادته ومنعته.

وتماشيا مع أهداف العدو، تمنع “جوقات” لبنانية داخلية، كل أمل وتهاجم كل كلام إيجابي بين اللبنانيين، وتصر بكل حقد وبذاءة على التحريض وتغذية الفتن، بل إستلادها دون الإستفادة من نتائج مغامرات مضى عليها خمسون عاما، هي عمر الحرب الأهلية التي يقع لبنان اليوم عشية ذكراها بأصعب حال، نتيجة العدوانية الصهيونية الأميركية والمراهنة على الأحقاد الداخلية التي يبدو أن بعض المتلبسين بها أخذ العبرة والبعض الآخر لم يتعظ بعد.

فهل أصبحت المآسي عصية على العلاج؟ وهل إشكالية السلاح الفلسطيني والذي غدا إيرانيا صار بأيدي لبنانيين ومن لون مذهبي معين؟! .

 

 

تابعنا عبر