برغم الانتكاسات، يحتفظ مانشستر يونايتد بهيبة الكبار. ابتعد “الشياطين الحمر” عن سباق التنافس على لقب الدوري الإنكليزي منذ سنوات، لكنه استعاد “شيئاً” من عافيته في الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”.
يسير مانشستر يونايتد بخطوات ثابتة نحو استعادة مكانته القارية، والعودة إلى منصّات التتويج الأوروبية بعد غياب امتدّ 7 سنوات. اقترب الفريق من تحقيق هذا الهدف بعدما تقدم بنجاح في الدوري الأوروبي من خلال فوزه بثلاثية نظيفة على أتلتيك بلباو، في ذهاب نصف النهائي. هذه النتيجة تجعل مباراته المقبلة على ملعب “أولد ترافورد” أسهل نسبياً، وهو ما يعزز فرصه للوصول إلى النهائي وربما التتويج باللقب.
هذا المشهد يجعل مانشستر يونايتد أشبه بالعملة ذات وجهين؛ الأول متذبذب وضعيف محلياً بالكاد يحقق التعادل لتجنّب الخسائر، والثاني مختلف أوروبياً، ويظهر كأحد أقوى الفرق التي لا تخشى أيّ خصم، وهو الوحيد الذي لم يتعرّض لأيّ هزيمة بين 72 فريقاً شاركت في البطولات الأوروبية الثلاث.الصحوة الأوروبية الحالية لمانشستر يونايتد بعد موسم كارثي كاد يدفع الفريق نحو الهاوية للمرّة الأولى في تاريخه، لم تكن محض مصادفة، بل جاءت نتيجة تمكّن أموريم أخيراً من بناء نهج جديد ركّز على المسابقة الأوروبية، مستغلاً ضمان بقاء الفريق بعيداً من مراكز الهبوط في الـ”بريميرليغ” لتحويل تركيز اللاعبين نحو البطولة القارية مع إدراكهم الحاجة الماسة لإنقاذ هذا الموسم، وتحقيق لقب الدوري الأوروبي سيكون بمثابة طوق النجاة لهم.
التتويج بلقب قارّي في موسم مليء بالعقبات سيمثل نقطة تحوّل كبيرة على مستويات عدة. اللقب سيمنح النادي فرصة المنافسة على كأس السوبر الأوروبية، بالإضافة إلى حجز مقعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. كذلك، سيؤمن عوائد مالية هامة قد تساعد النادي على إجراء تعاقدات جديدة، فضلاً عن الدفعة النفسية والفنية الهائلة التي سيحصل عليها اللاعبون والجهاز الفني، والتي قد تكون أولى خطوات عودة الفريق من جديد إلى سابق عهده.
لكن الأهمية الأكبر لهذا الإنجاز الأوروبي تكمن في تأكيد مانشستر يونايتد مرّة أخرى أنه برغم الصعاب يبقى أحد أعظم أندية أوروبا وإنكلترا. وبرغم الكبوات العميقة التي يمر بها، تبدو عودته إلى القمّة حتمية وستظل مسألة وقت ليس أكثر.
