لم يعد بريئا ما يتعرض له الرئيس نجيب ميقاتي من إفتراءات وفبركات تهدف الى تشويه صورته، حيث بات واضحا أن ثمة غرفة عمليات قد أخذت على عاتقها تجنيد بعض الأدوات من أجل الامعان في إستهداف رئيس الحكومة السابق تارة عبر وسائل الاعلام، وطورا على مواقع التواصلالاجتماعي، وبشكل متقن ومبرمج من أجل الاساءة إليه والى نهجه السياسي الوسطي والمعتدل.
كثيرة هي علامات الاستفهام التي تطرح في هذا الاطار، حول التوقيت والهدف والتخصيص (الافتراء على ميقاتي دون غيره)، وهل ما يحصل منإستهداف هو مقدمة لتهديد أكبر قد يتعرض له ميقاتي الذي يبدو أن مواقفه السياسية تزعج بعض الأطراف ممن يسعون بشكل أو بآخر الى إضعاف الطائفة السنية، تمهيدا لوضع اليد على السلطة، وتعديل إتفاق الطائف إذا لم يكن بالنص فمن خلال الأعراف والممارسة.
علامات الاستفهام هذه، يقابلها كثير من التحليلات في الشارع اللبناني حول أصحاب المصلحة في ضرب الاعتدال السني في لبنان، وإستهدافرجالات الصف الأول في الطائفة، حيث بات معروفا أن الحملة تستخدم لمصلحة طرف سياسي لم يحدد بعد، لكنها وجدت تفاعلا كبيرا في الشارعالشيعي دون سواه والذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالردود والاساءات تجاه الرئيس ميقاتي، حيث يعزو مطلعون السبب الى أن هذاالشارع ما يزال ناقما على ميقاتي منذ أن كان في الحكم، عندما بذل جهودا مضنية من أجل حماية “الموظفين السنة” الذين كان حزب الله وقوى 8 آذار يريدون رؤوسهم، كما عمل على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري لسنتين متتاليتين، وهي المحكمة التي كانتقوى 8 آذار تتطلع الى إلغائها في عهد ميقاتي الذي رد بتمويلها وحمايتها، إضافة الى حفاظه على موقع رئاسة الحكومة وعلى الصلاحيات فيأصعب الظروف، وتقديم إستقالته بمبادرة ذاتية منه، وبعكس ما كان يشتهي كثير من الفرقاء السياسيين المشاركين في حكومته.
لا شك في أن إستمرار الحملة على الرئيس ميقاتي بهذا الشكل، وإعطائها جرعات دعم يومية وتسخير بعض وسائل الاعلام لها، وضرب كلالتوضيحات التي صدرت والتسريبات القضائية التي أكدت أن ما حصل هو قانوني وليس فيه أية مخالفة، كل ذلك بدأ يطرح كثيرا من الاسئلةحول المستفيدين من هذه الحملة، حيث لا يتوانى متابعون عن السؤال: هل يقف العهد وراء هذه الحملة لتصفية حساباته مع ميقاتي كونه يقودحملة الدفاع عن الطائف، ويقف سدا منيعا أمام طموحاته في تعديله أو إدخال أعراف جديدة عليه تمهيدا لوضع اليد على الحكومة ومصادرة دوررئيسها؟.. أم أن حزب الله يريد ضرب الاعتدال السني، وتوجيه رسالة شديدة اللهجة الى ميقاتي لوقوفه الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريريوتعطيله ورقة الضغط عليه بجعله بديلا عنه، عندما أكد أكثر من مرة ومن خلال كتلته النيابية، أنه “في حال إعتذر الحريري سيعيد تسميته مجددالرئاسة الحكومة“؟.. أم أن قوى 8 آذار أرادت أن تربك ميقاتي بحملة من هذا النوع يقودها إعلامي محسوب عليها، لرفضه دعم توجهاتها أومشاركتها في الضغط على الرئيس المكلف، إنطلاقا من قناعته بضرورة دعم رئيس الحكومة المكلف أيا يكن هذا الرئيس، ومساعدته للحفاظ علىصلاحياته في تشكيل الحكومة بالتعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية.
يقول مقربون من تيار العزم ان التسريب الذي تم مقصود و مشبوه فدعوى القروض تسلك وجهتها القانونية الطبيعية و الغبار الذي تذره القاضية غادة عون سياسي و طائفي على الأرجح خاصة و انها فقدت مصداقيتها لدى الشارع و في السلك القضائي و يعتبر المصدر ان الرئيس ميقاتي يجب ان يرد قطعًا باللأدلة و البراهين و يضع النقاط على الحروف حول الإمعان بمحاولة تشويه صورته من قبل الفريق السياسي الذي يستخدم القاضية عون عند كل المحطات و الإستحقاقات.