الدويهي:
للبننة استحقاق رئاسة الجمهوريّة وإخراجه من التسويات الإقليميّة
ضو:
سنتصدى خلال الجلسة التشريعية المقبلة لمحاولات الترقيع
على حساب المواطن
فنج:
لتجتمع المجموعات التي تعتبر نفسها سياديّة وطنيّة معنا
في استحقاق رئاسة الجمهوريّة
موراني:
نريد رئيسًا يسترجع صلاحيّاته من “حزب الله”
ويساهم معنا في استرجاع أموال المودعين
عقد نوّاب التغيير ميشال الدويهي ومارك ضو والدكتور رامي فنج مع مسؤول “الكتلة الوطنيّة” في طرابلس كميل موراني مؤتمرًا صحافيًا في مقر “الكتلة”، شدّدوا خلاله على لبننة استحقاق رئاسة الجمهوريّة وإخراجه من التسويات الإقليميّة. ودعوا المجموعات التي تعتبر نفسها سياديّة وطنيّة كي تجتمع معهم في العمل التشريعي وفي استحقاق رئاسة الجمهوريّة، مؤكّدين ضرورة أن يسترجع رئيس الجمهوريّة العتيد صلاحيّاته من “حزب الله”. وأعلنوا التصدّي خلال الجلسة التشريعية المقبلة لمحاولات الترقيع على حساب المواطن اللبناني.
وفي ما يأتي نص الكلمات:
الدويهي:
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحافي، قال النائب ميشال الدويهي: صحيح أنّني نائب عن قضاء زغرتا ودائرة الشمال الثالثة وكل الوطن، إنّما أشعر أيضًا أنّني نائب عن طرابلس بشكل خاص. ليس فقط لأنّ طرابلس مدينة والدتي، ولكن لأنّ طرابلس تستحق الحياة. وأضاف: مدينة طرابلس منذ انتهاء الحرب، تواطأت عليها الأجهزة والسلطة لعزلها وإفقارها، هذه المدينة حملت ثورة 17 تشرين بأبهى حللها، وكسرت هذه الصورة النمطيّة التي حاولت السلطة رسمها.
ولفت الدويهي إلى أنّه خلال الثورة، حضنت طرابلس المنتفضين من زغرتا، وبشري والكورة والبترون وعكار، ويجب أن تكون هذه المدينة جزءًا لا يتجزأ من مشروع استعادة البلد من خاطفيه. وأضاف: علينا كنواب عن الوطن أن نكون إلى جانب نواب طرابلس في هذه المعركة الكبرى.
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي، قال الدويهي: بعد أسابيع، سنُدعى إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية ويتوقع الناس منّا مبادرات، ونعدكم أننا سنبادر. وسنقول علنًا أيّ رئيس نريد، وأيّ جمهوريّة نريد. وسنكون في صلب المعركة الرئاسية، ونريد لبننة هذا الاستحقاق.
وتابع: سنفتح حوارًا مع كل الكتل التي يمكن أن نلتقي معها في وسط الطريق، من أجل انتخاب رئيس سيادي إصلاحي، نريد رئيس يساهم باستعادة البلد، واستعادة الثقة، واستعادة البلد تمر باستعادة السياسة. وقال: من هنا، يقضي عملنا كنواب جدّد بأن نساهم في انتشال البلد، ابتداءً من استحقاق رئاسة الجمهوريّة. وشدّد على ضرورة إخراج هذا الاستحقاق من التسويات الإقليميّة.
وأضاف: إنّ الهيئة الناخبة في هذا الاستحقاق هي مجلس النواب، ومن هنا سنفتح باب الحوار مع الكتل، ولدينا فرصة قد لا تتكرّر لانتخاب رئيس سيادي إصلاحي، يساهم باستعادة البلد ووضعه على سكّة التعافي.
ضو:
وتوجّه النائب مارك ضو في بداية كلمته إلى الدكتور رامي فنج لأنّ مسؤوليّته كبيرة في العاصمة الثانية للبنان “طرابلس”، وقال: وزيارتنا اليوم لأنّ من واجبنا أن نكون جميعنا معنيين. الزميل رامي هو جزء من تكتل وطني تعدّدي يُعبّر عن حالة وطنيّة على امتداد كل لبنان تتمثّل بطرابلس بكل الحالة الثورية وكل الأشخاص الذين ساهمت وكللت نجاحهم في المجلس النيابي ويمتد من الجنوب والبقاع وكل الأراضي اللبنانية.
وأضاف: نحن في المجلس النيابي فريق عمل متضامن مع بعضه في تحضير الملفات التي ينوي طرحها وفي المواجهات التي يخوضها وبالتالي نحن كتلة نيابية تغييرية للدفاع عن الحقوق وتحصيل ما يمكن من الحقوق المهدورة بسبب الأزمة التي نعيشها.
ولفت إلى أنّ هناك محاولة تلاعب واحتيال على إرادة الناس من خلال بعض الطعون الانتخابية ودافع أكثرها سياسي، وكل ما نراه من استنتابات قضائية من توقيف المطران أو الادّعاء على جان العلّية أو محاولات أخرى استعراضيّة فاشلة ليست إلا محاولة لتفخيخ أحقيّة القضاء وسببه التدخل السياسي.
وذكّر ضو بأنّ التعيينات القضائيّة متوقفة منذ أكثر من سنتين بسسبب عدم توقيع رئيس الجمهوريّة مرسوم التعيينات، لافتًا إلى مسلسل التعطيل في التحقيق بتفجير 4 آب والتلاعب بالقوانين تارة، وطورًا بالضغط على القضاة لمنع الوصول إلى الحقيقة بقضيّة تفجير بيروت.
وأضاف: نحن اليوم كتكتل وكنواب واجبنا التشريعي والبرلماني يتتطلّب منّا ورشة جديدية وتشريعية هدفها الأساسي هو وقف الانهيارالمتمادي منذ عام 2015 والهندسات المالية ومنذ سنوات الفساد المتراكمة. من هنا فإنّ الأساس يقوم على خطة التعافي ويجب على الشعب اللبناني أن يعرف أنّ رئيس الحكومة، ابن طرابلس، قال إنّ خطة التعافي لم تنته ولسنا قادرين على تسليمها للمجلس النيابي، وإلى اليوم لم نرَ أيّ نسخة مصدّقة من الوزارة عن خطة التعافي للأزمة الاقتصاديّة والماليّة.
وقال ضو إنّ الأولوية اليوم لخطة تعافٍ كاملة شاملة متكاملة إنْ كان لإصلاح القطاع المصرفي، ومسألة السرية المصرفية، ووضع موازنات مترابطة أكان موازنة 2022 أم الموازنة المقبلة، إضافة الى وضع خطة نهوض خاصة بمسألة الكهرباء وهذا ما نتابعه من خلال عملنا في اللجان النيابية.
ولفت إلى أنّ هناك بطء في حل هذه المسائل في المجلس النيابي. وأضاف: سنتصدى خلال الجلسة التشريعية المقبلة يوم الثلثاء لمحاولات الترقيع على حساب المواطن اللبناني، أضف إلى أزمة القطاع العام ويبدو أن تمويله سيكون من خلاله أموال المودعين الموجودة في مصرف لبنان أو الإستفادة من مساهمة “البنك الدولي” الموجودة في خزينة الدولة في مصرف لبنان.
واعتبر ضو أنّ عدم وضع خطة للتعافي وعدم وضع خطة لهيكلة القطاع المصرفي ومسألة توزيع الخسائر والتلاعب بشكل فوضوي في إدارة الأزمة يتطلّب بسرعة انتخاب رئيس جمهوريّة وتشكيل حكومة ذات مصداقيّة لديها قدرة على حلّ الأمور وقيام المجلس النيابي بورشة تشريعات كبيرة.
وختم بالقول إنّ الأولوية تبقى لحماية الناس قدر الإمكان والدفاع عن حقوقهم وتفعيل المؤسسات لنتمكن من الدفاع عنهم. وجودنا في طرابلس هدفه استمداد الطاقة من الحالة الثوريّة الموجودة من شابات وشباب طرابلس لنقف بوجه كل محاولات الإلتفاف على الإرادة الشعبية التي عبرّت عنها طرابلس من خلال صناديق الإقتراع.
فنج:
وأكّد النائب الدكتور رامي فنج أنّ ما نطالب به اليوم هو الحد الأدنى من كرامة العيش وتطبيق القانون وقيامة الدولة وذلك يدخل في أساس واجباتنا كسلطة تشريعيّة. ولفت إلى أنّ طرابلس هي الأكثر وجعًا في لبنان اليوم بتقديمها صورة المأساة اللبنانيّة. ودعا الجميع إلى التماسك، وقال: علينا جميعًا أن نقوم بواجباتنا لاسترجاع هذا الوطن.
ولفت فنج إلى أنّ استحقاق رئاسة الجمهوريّة سيكون القرار لاستمرار هذا الوطن، وهذا نداء استغاثة من مدينة طرابلس اللبنانيّة التي تدعو كل الوطن بكل شرائحه وانتماءاته السياسيّة لنكون يدًا موحّدة ونقوم بواجباتنا. وأضاف: نحن في تكتل التغييريّين نعمل بكل طاقاتنا كي يتم إقرار القوانين المتراكمة منذ سنوات. ودعا كل المجموعات التي تعتبر نفسها سياديّة وطنيّة لتجتمع معنا في العمل التشريعي وفي استحقاق رئاسة الجمهوريّة كي نخرج من هذا المأزق الكبير.
وشدّد على أن التكاتف من كل الطوائف وكل المناطق يعطي صورة للبنان الذي نطمح إليه ولأولادنا ولشبابنا الذي في خطر الزوال.
موراني:
رحّب مسؤول “الكتلة الوطنيّة” في طرابلس كميل موراني بداية بالنواب التغييريّين في المدينة وفي مقرّ “الكتلة الوطنية” لافتًا إلى أنّ زيارتهم تعبّر عن اهتمامهم بالعاصمة الثانية التي عانت من الحروب والظلم والحرمان الاقتصادي وغياب الانماء، ودفعت أثمانًا باهظة لاسترجاع سيادة البلد.
وذكّر موراني بأنّ المدينة كانت ولا تزال حتى اليوم، الضحيّة الأولى للاحتلال الذي مارسه النظام السوري، ونكّل فيها وبأبنائها خلال الحرب وبعدها. وأضاف: بعد انتفاضة الاستقلال عام 2005 أكملت المنظومة بالاستراتيجية ذاتها ولو بأدوات مختلفة، وبنت شرعيّتها على الحرمان من الخدمات الأساسيّة، مقابل صناديق الإعاشة المذلّة للناس والتي لا تغني من جوع. وقد أصبحت طرابلس اليوم من دون كهرباء، ولا نقطة مياه معظم الأوقات، ورهينة أصحاب المولّدات، وأبناؤها يموتون في البحر، وأبنيتها تنهار على رؤوس قاطنيها، وبلديّتها أعلنت بشكل رسمي التوقف عن العمل.
وتوجّه موراني إلى النوّاب كونهم نوّاب عن الأمّة وفق الدستور ولأنّ كل لبنان يعنيهم ولكون هذه المدينة جزءًا لا يتجزّأ من لبنان، وقال: كان الطرابلسيّون في الصفوف الأماميّة في كل الاستحقاقات الوطنية الكبيرة بالبلد، ويعتبرون أنفسهم “إم الصبي”. طرابلس العربية شاركت بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الثمانينات وشاركت بـ”ثورة الأرز” عام 2005، وبثورة 17 تشرين عام 2019، وصولاً إلى يوم جريمة تفجير المرفأ عام 2020، حيث كانوا يدافعون باللحم الحي عن كل القضايا الوطنيّة في المناطق اللبنانيّة كلّها.
وتابع: المؤسف أنّ العكس ليس دائمًا صحيحًا، ودعوني أعبّر هنا عن عتب كبير لأنّه في كثير من الأوقات نشعر أننا متروكون لمواجهة مصيرنا وحدنا، كأنّنا لسنا جزءًا من هذا البلد. ولأجل ذلك أنتم اليوم هنا حتى تكسروا هذا المنطق، وتكسروا عزلة المدينة عن البلد.
وحمّل موراني النوّاب التغييريّين رسالتين:
الأولى هي ضرورة وضع المدينة ضمن أولوياتهم كي تترجم هذه الزيارة متابعة وتعاونًا حثيثًا مع نائبنا الدكتور رامي فنج، ومع كل فعاليّات طرابلس، في ما خصّ الملفات الطارئة للمدينة، إنمائيًا وسياسيًا وأمنيًا، ولإقرار قانون اللامركزيّة الإداريّة بشكل كامل متكامل، وقانون استقلالية القضاء، لوقف التدخّلات السياسية فيه وتحديدًا بـ”المجلس الدستوري” الذي يستخدم اليوم لإعادة تعويم بعض الزعامات التقليديّة. وحذّر، في هذا السياق، من بعض التحركات السياسية والأمنيّة التي تحصل، والتي تهدف إلى أخذ المدينة إلى أماكن لا تشبهها بتاتًا، وهي كانت دائمًا قلعة للسلام والسيادة، مشدّدًا على انّ هذا الموضوع ليس تفصيلاً وبحاجة إلى متابعة عن قرب.
وأضاف موراني: الرسالة الثانية، ونحن على مسافة شهر من بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، هي أن تقوموا بأكبر مروحة من المشاورات مع الأحزاب والمجموعات السياسيّة التي خضنا معها المعركة الانتخابيّة، وأيضًا مع بقيّة الكتل النيابيّة التي يمكن أن نتقاطع معها، للخروج باسم رئيس يمكن أن نأتمنه على الدستور وعلى سيادة الدولة في الداخل وعلى الحدود البرّية والبحريّة، ويعمل على إعادة تفعيل مؤسّسات الدولة بعدما نجحت المنظومة، بالتكافل والتضامن مع دويلة “حزب الله” وبغطاء منها، في قضم الدولة حتى بات هناك من يسمح لنفسه بالنزول إلى قصر العدل لتهديد المحقّق العدلي بالمباشر.
وتابع موراني: عمليًا، نريد رئيسًا يحترم قسم اليمين الدستوريّة ويسترجع صلاحيّات الرئاسة من “حزب الله”، نريد رئيسًا يقف مع حقوق الناس ومصالحهم، وليس مع مصالح المنظومة، ويساهم معنا في استرجاع أموال المودعين من المصارف، ويحمّل كلفة الانهيار للمصارف وليس للناس، ولا للدولة، لأنّ الدولة بالنتيجة هي الناس.
وختم موراني بالقول: نتّكل عليكم ونحرص على نجاح تجربتكم، والانتقادات التي تسمعونها أمام أيّ خطأ أو هفوة، ليست إلا دليلاً على الحرص وعلى أنّ هناك ثقافة سياسيّة جديدة في البلد نبنيها سويًا، قائمة على المساءلة والمحاسبة، فتوقّعوا دائمًا الكثير من الانتقاد.
يشار إلى أنّ النوّاب عقدوا بعد المؤتمر الصحافي لقاء تعارف وحوار مع فعاليّات وناشطي طرابلس في “الرابطة الثقافيّة”.