صدر حديثاً عن منشورات رامينا في لندن رواية “ليالي الخذلان” للروائيّة السوريّة أسماء معيكل، والتي تروي حكاية حبّ كبير لم يصمد أمام الخيبات التي تعرّضت لها بطلة الرواية “حواء”.
تصوّر أسماء معيكل في روايتها كيف أنّ تلك الخيبات أحالت حياة بطلتها إلى جحيم، أعمى الحبّ بصرها في البداية، ووجدت نفسها منقادة لمحبوبها “آدم”، الذي خذلها مراراً، وعرّضها لجميع أنواع العنف؛ اللفظيّ والنفسيّ والجسديّ؛ ما كشف الغشاوة عن عينيها، فأبصرت ما آلت إليه حالها من وضع مزرٍ، وبدأت رحلة عودة الوعي.
تروي الكاتبة بمهارة كيف أنّ تخصّص البطلة في الطبّ النفسيّ مكّن من فهمها شخصيّة محبوبها النرجسيّ، المتمركز حول ذاته، وحينما وجدته يسعى إلى تدميرها، ومسخ شخصيّتها وهُويّتها، وإعادة إنتاجها وفق تصوراته؛ انتصرت لنفسها، فاختارت الفراق، لتستعيد ذاتها، ولم يكن ذلك سهلاً؛ فحواء الحالمة المحبّة لآدم تغفر له كلّ ذنوبه، وحواء الواقعية العاقلة تعرف حقيقته، واستحالة المضيّ معه في علاقة تدميريّة!
جعلت الرواية من “الخِذلان” موضوعة (ثيمة) لها تأثير مدمّر في المرأة، التي ما زالت تحيا في ظلّ الثقافة الذكوريّة، الضاربة بجذرها في المجتمع، ثقافة لم تنجُ من تبعاتها حتى النخبة المثقّفة.
يشار إلى الرواية جاءت في 302 صفحة من القطع الوسط، ولوحة الغلاف للفنّان بشّار العيسى، وتصميم الغلاف للفنّان ياسين أحمدي.
المؤلّفة:
أسماء معيكل: روائيّةٌ وناقدةٌ سوريّةٌ، مهتمّةٌ بقضايا النسويّة والدراسات السرديّة والثقافيّة، حصلت على الدكتوراه من جامعة عين شمس، في مصر. لها أربع رواياتٍ: “خواطر امرأة لا تعرف العشق”، “تلّ الورد”، “عمّاتي الثلاث”، “الجحش السوريّ”. ولها أربعة كتبٍ نقديّة: “الأصالة والتغريب في الرواية العربيّة”. “الأفق المفتوح، نظريّة التوصيل في الخطاب الروائيّ المعاصر”، “في تلقي الإبداع والنقد”، “سيرة العنقاء: من مركزيّة الذكورة إلى ما بعد مركزيّة الأنوثة”.