كتب الدكتور سابا قيصر زريق رئيس الهيئة الإدارية لمؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية لمناسبة الذكرى الواحدة والثمانون للاستقلال:
لن استشهد بما قاله المتنبي بمناسبة العيد الذي يحلم اللبنانيون أجمعون بأن يصبح عيداً وليس مجرد ذكرى. لطالما تساءلت عن سبب إصرار المسؤولين على الاحتفال بعيد الاستقلال وهم العابثون به منذ عقود عديدة. فعلى أياديهم الملطخة تفتت وطننا رويداً رويداً. تقاسمت جسده عصبيات قاتلة سياسية وطائفية ومذهبية ولم يتركوا له سوى رمق أخير. فما هو استقلال بلد لا يتفرّد بحكم نفسه بنفسه دون أن يكون للخارج كلمة فيه؟ جهد أولياء أمرنا ليكون الاستقلال حبراً على ورق. فالأزمات ما برحت تعصف ببلدنا الصغير. والدليل الأكبر على ذلك أنه مشرَّع برّاً وبحراً وجوّاً، يسرح عدوّه ويمرح فيه حاصداً أرواح الشهداء وغبار الحجر المدمَّر. ولم يعد التذرّع بأن الحروب هي حروب الآخرين على أرضنا يشفي غليلاً. وكل ذلك ما كان ليحصل لو أن مواطنينا، على اختلاف مشاربهم، حصّنوا وطنهم بإرادة صلبة تصونه ضدّ كيد أعدائه. وأنا المواطن الشاكي والباكي، أأغامر، واليقين عندي، بانتهاز هذه الصفحة للتوسّل لمن لا يقرؤون ولا يسمعون، بنبرة استهجان، أن يتّحدوا ويتعاضدوا ويتكاتفوا قبل أن يلفظ لبنان أنفاسه. فلنتطلّع إلى يوم وشيك يدركون فيه ما تعني كلمة “استقلال” وما يعني تعبير “وطن حر مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه”.
لكي يصبح الاستقلال عيدا وليس مجرد ذكرى
22/11/24 06:01 pm