أظهرت المرحلة الأولى للاختبارات السريرية على البشر، لأول لقاح مضاد لسرطان الدماغ ابتكره علماء من ألمانيا، نتائج واعدة.
وتشير مجلة Nature، إلى أنه كما هو معلوم تظهر الخلايا السرطانية في جسم الإنسان يومياً، ولكن خلايا المناعة تتعرف عليها وتدمرها، وفي بعض الأحيان لسبب ما لا تتعرف خلايا المناعة عليها أو لا تتمكن من تدميرها، وحينها يظهر الورم في الجسم وينمو.
وتكمن فكرة اللقاح المضاد للسرطان، في تحفيز منظومة مناعة الجسم على مكافحة الخلايا السرطانية عند ظهورها. ومن أجل ذلك يحقن الجسم بلقاح يحتوي على بروتين موجود في الخلايا السرطانية، وغير موجود في الخلايا السليمة. هذا البروتين بحد ذاته لا يشكل أي خطورة، بيد أن منظومة المناعة تعتبره جسماً غريباً دخل الجسم، فتبدأ بمهاجمته لتدميره. ونتيجة لذلك تقوم خلايا المناعة في مهاجمة هذا البروتين أينما وجد، أي أنها في الواقع تهاجم الخلايا السرطانية.
وتمكّن علماء من ألمانيا من ابتكار لقاح مضاد لسرطان الدماغ، سمحت السلطات الصحية باختباره على البشر. والهدف الرئيسي لهذا اللقاح هو الورم الدبقي المنتشر، الذي يصعب علاجه بالطرق التقليدية. ولكن يسهل علاجه مناعياً: لأن خلايا الورم عند أكثر من 70% من المرضى تحتوي على علامة بروتينية واضحة، غير موجودة في الخلايا السليمة، واللقاح يستهدف هذه الخلايا بالذات.
ويشير الباحثون، إلى أن 33 مريضاً شخصت إصابتهم بالورم الدبقي شاركوا في هذه الاختبارات، كانت خلايا الورم تحتوي على الطفرة المرغوبة، حصلوا جميعا على العلاج التقليدي واللقاح التجريبي.
وكان الهدف من هذا الاختبار معرفة ما إذا كان اللقاح يشكل خطورة على الصحة أم لا، ومدى قدرته على تحفيز خلايا المناعة. وهذه ستدرس لاحقا. واتضح من النتائج أن اللقاح آمن ولا يشكل أي خطورة، حيث بعد مضي ثلاث سنوات على الدراسة بقي 84% من المرضى المتطوعين على قيد الحياة، وهذه نسبة جيدة للمرضى المصابين بسرطان الدماغ.
ويشير الباحثونن إلى أن الاستجابة المناعية لوحظت لدى 30 من المرضى (91%)، حيث اكتشفت في دمائهم خلايا مناعية “متدربة” على مهاجمة البروتين المعين. وتوغلت هذه الخلايا باعداد كبيرة في الورم، بحيث تضخم كثيرا. وظهر أن الورم لم يتطور خلال ثلاث سنوات لدى المرضى الذين كانت عندهم استجابة مناعية بنسبة 82%، ونفس الشيء لوحظ لدى مريض واحد لم تكن له استجابة مناعية.
ويخطط الباحثون، في المرحلة التالية لإجراء مقارنة بين مجموعة تحصل على العلاج التقليدي فقط ومجموعة ثانية تحصل على اللقاح بالإضافة إلى العلاج التقليدي، من أجل تحديد مدى فعالية اللقاح في مكافحة السرطان.