
الكاتب صفوح منجد – موقع “ناشطون”:
بغض النظر عن النتائج، نجح لبنان تنظيميا وأمنيا في الإمتحان الأول المتعلق بالإستحقاق الإنتخابي البلدي والإختياري في محافظة جبل لبنان، وتتجه الأنظار إلى المحطة الثانية الأحد القادم في لبنان الشمالي وعكار.
إلى حينه تنصرف القوى السياسية إلى قراءة النتائج ووضعها تحت المجهر لاسيما وأن نسبة الإقتراع التي بلغت 44.5% كانت مقبولة عموما، وإن تراجعت عن النسبة المسجلة في العام 2016 والتي بلغت آنذاك 56%.
وفي النتائج فازت لائحة التنمية والوفاء في بلدتي الغبيري وحارة حريك فيما فازت باقي بلديات الضاحية الجنوبية بالتزكية.
وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار من جهته أكد أن الوزارة ستجري عملية تدقيق شاملة لكل الاسبوع الإنتخابي لتدارك الثغرات والمشاكل اللوجستية التي حصلت، وتلافيها في المراحل الإنتخابية المقبلة على أن تصدر النتائج الإنتخابية بشكل رسمي بعد التدقيق بها.
وتشريعيا دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب المجلس إلى إجتماع الخميس المقبل، أما على المستوى الأمني، فتسلّم الجيش فلسطينيا ثانيا مشتبها بتورطه في عمليتي إطلاق صواريخ بإتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة بناء على توصية المجلس الأعلى للدفاع، وقرار الحكومة اللبنانية، وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص.
وفي الأراضي المحتلة أعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بعد مصادقة الكابينات الإسرائيلي بالإجماع على خطط توسيع نشاط جيش الإحتلال في غزة، والهجوم الجديد سيكون بمثابة عملية عسكرية مكثفة للقضاء على حركة حماس، زاعما أنه سيتم نقل السكان حفاظا على سلامتهم والنية لن تتوقف على شن الغارات والإنسحاب، بل السيطرة الكاملة على القطاع، وجاءت المصادقة على القرار بالرغم من التحذيرات التي أطلقها رئيس أركان العدو بشأن تأثير هذه الخطوة على مصير الرهائن وهو أكد أمام كبار المسؤولين العسكريين أن المهمة الأساس للجيش الإسرائيلي هي الإلتزام بإعادة المختطفين، والمهمة الثانية هي هزيمة حماس ما يعني عمليا أن موقفه هو على النقيض من ترتيب الأولويات الذي طرحه نتنياهو.
وعلى خط التفاوض الأميركي – الإيراني سجل موقف للرئيس الأميركي دونالد ترامب إعتبر خلاله أن هدف المقاومة هو تفكيك برنامج طهران النووي بالكامل، وأوضح ترامب أنه منفتح على سماع الحجج المؤيدة لإمتلاك إيران برنامجا نوويا مدنيا.
أما على صعيد الإنتخابات البلدية فالجولة الأولى إنتهت وبدأ التحضير للجولة الثانية، وفي القراءة السياسية الرابحون كثر والخاسرون أكثر، لكن الرابح الأكبر تبقى السلطة اللبنانية الجديدة، رئيس الجمهورية والحكومة ربحا الرهان ووجها رسالة قوية إلى المجتمعين العربي والدولي بأنهما يحترمان الإستحقاقات الدستورية ويلتزمان إجراءها في المواعيد المحددة.
فبعد أقل من 24 ساعة على الجولة الأولى من الإستحقاق الإنتخابي، إنجاز أمني تحقق اليوم وتمثل بتسليم حركة حماس مديرية المخابرات في الجيش اللبناني فلسطينيا ثانيا متورطا في إطلاق الصواريخ من الجنوب نحو إسرائيل.
وأكدت مصادر قضائية انه تم الإدعاء على 9 أفراد من حركة حماس بملف إطلاق الصواريخ، وان الموقوفين إعترفوا بأنهم كانوا يعدون لعملية إطلاق صواريخ ثالثة على إسرائيل.
والمسار القضائي يعني ان القرار الذي إتخذه مجلس الوزراء بناء على توصية واضحة من المجلس الأعلى للدفاع أخذ طريقه إلى التنفيذ، وأن زمن إستباحة السيادة اللبنانية بلا حسيب ولا رقيب ولى.
فقد شهد جبل لبنان تجربة مستحدثة على ديمقراطية البلدالتي كان أول من نجح فيها العهد بجناحيه الرئاسي والحكومي مع آلياته التنفيذية، وإنتهت معركة الجبل الكبير إلى تسجيل سابقة إرتدت فيها الأحزاب ثيابا مدنية وإختلطت بعائلات القرى والمدن في ظاهرة سيتم رفعها إلى الإنتخابات في المحافظات التالية، لكن الصراع المسيحي المسيحي إتخذ طابعا وجوديا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وسارعت الجهتان إلى إعلان النصر قبل نشر النتائج على الموقع الرسمي للداخلية.
وقال رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع أن التغيير الذي حصل وخصوصا في البلدات الكبرى يؤكد أن لبنان إنتقل إلى مرحلة جديدة بعدما نفض عنه جلدا قديما أثخن جسده بالجروح على مدى 30 سنة مضت.
وفي حسبة النائب جبران باسيل فإن التيار حقق نتائج في الإنتخابات البلدية أفضل من كل الإنتخابات السابقة، وأثبت قدرته على أن يكون المحرك الأساسي للعملية الإنتخابية، غير أن قرقعة سيوف إبراهيم كنعان وإلياس بوصعب في المتن وألان عون في الضاحية ترك الأثر في شعبية التيار.
وقال عون أن معركة حارة حريك البلدية والإختيارية ووجهت بالكيدية مؤكدا أنه كان يسعى للتوافق ولم ينجح أحد بتجاهل صوت العائلات المسيحية، وبدأت معركة البلديات ترسم المشهد النيابي ولاسيما أن التيار تغلغل إلى قرى معقلها في دير القمر، فيما أرسى تحالف جنبلاط – ارسلان سيطرة على المناطق الدرزية في مواجهة الحراك المدني، وسواء بالربح أو الخسارة، فإن رئيس الجمهورية كان الفائز الأول وهو أثنى على إنجاز المرحلة الأولى في أجواء من الديمقراطية والشفافية، وشدد على أن هذه الإنتخابات تؤكد أن لبنان يخطو على مسار النهوض والتعافي رغم كل الأزمات والتحديات التي مر بها، ومن هذه التحديات الوضع الأمني الذي لا يزال يقيم على حدود خطرة إسرائيليا، غير أن أي تطور عسكري آخر سيكون مقيما على زمن ما بعد جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج – خط النار مع غزة، وقد تابع العالم العربي إصدار جيش العدو أوامره بإستدعاء عشرات الآلاف من جنود الإحتياط وتصديق المجلس الأمني المصغر برئاسة رئيس حكومة العدو نتنياهو بالإجماع على خطة لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع حيث تشمل الخطة الصهيونية إحتلال غزة بالكامل وتعزيز فكرة الهجرة الطوعية للسكان، حيث كشف مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة رويترز أن إسرائيل ستبدأ بعد زيارة ترامب عملية سمتها “عربات جدعون” ولن تتوقف حتى تحقيق السيطرة الكاملة؟؟
ونحن ما زلنا نطرش حيطان أبنيتنا بصور مرشحين لإنتخاباتنا البلدية والإنتخابية – النيابية، وغدا يوم آخر سنستنفر لنزع هذه الصور عن المنازل والجدران ونهنىء الفائزين ونتمنى المستقبل الآخر لمن لم يحالفه الحظ، وكم كنا نتمنى بدلا عن هذه الصور لو إندفعنا لإنفاق هذه “التكاليف” على أطفال ضربهم الجوع أو لم يجدوا كرسيا في مدرسة.