لبنان في ظل العدوان والأنظار تتركز حول ما سيحصل من تطورات ومجازر!!
والمواجهات مستمرة على الحدود وغارات جوية على أيطو- زغرتا وبعلبك والبقاع.
بقلم صفوح منجّد
لم نسمع أن أحدهم يسعى للنيل من فريق بأكمله على صعيد المواجهات الجارية في الشمال؟ فالخطة الإستراتيجية تستوجب البحث في كيفية التصدي لفائض القتل والإبادة والتهجير!
أكثر من 22 شهيدا في غارة لإسرائيل على أيطو – زغرتا، والأمور سائرة نحو شبه إنقلاب في المواقف المرتكزة على الإنحياز في تلك المناطق لصالح هذا الفريق أو ذاك! ومن المنتظر أن يتسع إنحياز المنطقة إلى الفريق المعادي لحزب السلاح، ما يفسح في المجال أمام تنامي هذا الفريق على حساب القوى التي كانت تمسك بقرار المنطقة، والأنظار تتركز على ما سيحصل من مواجهات مستمرة على الحدود، وغارات جوية على أيطو كما الحال بالنسبة لبعلبك والبقاع.
فالمطلوب أن نتدخّل جميعا قوى مسلحة ومدنيين، كمقاومة خلف الجيش وقوى الأمن الداخلين لا ضدهم، وأن ندعم المؤسسات الرسمية الأمنية والاهلية وأن نتمسك بالتشريع وصياغة المواقف والقرارات المؤدية إلى الحفاظ على وحدة البلد ونضاله، وأن يُدرك الفريق الآخر أن هناك أطرافا وطنية هي الأكبر والأدرى بمصالح البلد وحاضره ومستقبله، وان بقاءنا معا وقدراتنا على إعادة بناء لبنان الواحد الموحّد والإلتفاف جميعا خلف القيادات الوطنية صفا واحدا في الدفاع عن وطن واحد، أردناه جميعا الحاضن لنا في السرّاء والضرّاء، وموئلا لقوى المواجهة التي آلمها ما جرى ويجري من جرائم وإغتيالات ومجازر على أيدي عملاء وخونة مرتهنين لعصابات القتل، وتدمير القرى والبلدات والمدن وتهديمها فوق رؤوسنا جميعا في محاولة لضرب حالة التعايش والوفاق والتضامن بيننا جميعا، ودفعنا للإنزلاق إلى قعر الهاوية وإلى التشرد والإندثار، ليتثنّى للعدو وزُمَره التفرّد والإستلاء على المنطقة أرضا وشعبا ومؤسسات.
ألم يحن الوقت لنُدرك جميعا أن ما يجري من أحداث متتابعة متلاحقة متلاصقة وما يحصل من حراك و”طبخ” للجرائم بمختلف انواعها من قِبل قوى باعت نفسها للشيطان الأكبر إنما قد جرى وفق مخططات تهدف إلى نشر الخلافات وإحداث أعمال القتل والقصف والإبادة من أجل التقهقر والإندثار في صفوف الوطنيين ليتمكن العدو وزبانيته من قوى الداخل، من وضع اليد على مجمل المنطقة بصورة جماعية أو فردية وعلى دفعات، تماما كما حصل ويحصل الآن.
وليست الأحداث التي إندلعت من أكثر من إسبوعين إلاّ الدليل على ما حصل ويحصل ممن جرائم هي ولا شك من تخطيط وتنفيذ “آلة حرب واحدة” يعمل على تشغيلها فريق جنائي واحد، وينفّذ برامجها المشتركة في الحرب التي بدأ لبنان يعيش تفاصيلها المتجددة، سيما وأن هذا العدو قد أصدر تعاليمه في الساعات القليلة الماضية لإجلاء السكان من بيوتهم من حوالي 15 قرية وبلدة موزعة على مناطق عدّة، في حين كانت هذه القرارات مدار بحث في الإجتماعات التي عُقدت في إسرائيل خلال الساعات الأخيرة، وإتُخذت عِبر “النفير العام” عدّة قرارات لتعبئة جنودها في عدّة مناطق في ظل حالة “إستنفار عام” في شمال فلسطين المحتلة وداخل الأراضي اللبنانيةن وليس هناك من حاجة للتفكير بما سيفعله العدو من خلال هذه التعبئة والتي ستنال عدّة مناطق لبنانية خلال الساعات القادمة، وتتوزع على العديد من النواحي والمناطق التي أصبحت محتلة من قِبل إسرائيل أو أنها تخضع لإحتلالها والتحكّم بها.
فكيف ستكون ردّات فعل القوى الوطنية؟ وهل باشرت في إجراء إتصالاتها بالقوى الحليفة؟ وهل تم تهيئة متطلبات المواجهة؟ وهل تم إجراء التحرّك اللازم مع القوى الصديقة في بقية أنحاء العالم؟ أمن أن الأمور متجهة إلى “الركود” وإلى مزيد من “الشخير” ؟ لنسهر ونتابع ونرى؟!