شعار ناشطون

“لا أريد أن أندم وأنا في السبعين”: عزيز مرقة عن الفن، الفشل، والمستقبل

05/06/25 10:46 am

<span dir="ltr">05/06/25 10:46 am</span>

في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتُعاد فيه تدوير الأنماط الموسيقية ذاتها، اختار الفنان الأردني عزيز مرقة أن يسلك مسارًا موسيقيًا خاصًا، يمزج فيه بين الروك العربي والجاز والموسيقى الشرقية ضمن أسلوب ابتكره وأسماه «الراز». لا يؤمن بالثبات ولا بالتصنيفات الجاهزة، بل يرى في الفن امتدادًا لتجارب الحياة، ومساحة للتفاعل الحقيقي مع الناس وقضاياهم، لا مجرد وسيلة للترفيه أو لقياس الانتشار.

 

نقترب في هذه السطور في مقابلة خاصة لـ”النهار” من ملامح مشروعه الفني الذي يتأرجح بين الغربة والعودة، وبين السعي للتأثير والحفاظ على الذات، بعيدًا عن قوالب السوق وضغوط المنصّات

 

أنت من الفنانين القلائل الذين صنعوا لونهم الموسيقي الخاص. كيف وُلد مفهوم “الروك الشرقي” في تجربتك؟ وهل تعتبره تعبيراً فنياً أم موقفاً ثقافياً؟

 

ما أقدّمه يُعرف بأسلوب “الراز”، وهو مزيج من الروك العربي والجاز، كغيره من المشاريع الموسيقية التي خضتها. لكن هذا المشروع كان الأول الذي سعيت فيه إلى إطلاق نمط موسيقي جديد، وقد نشأ ضمن مشروع تخرّجي في الجامعة. كان عليّ حينها اختيار ثلاثة أنماط موسيقية ومزجها، فاخترت الروك، والموسيقى العربية، والجاز. ومن هذا المزج ولدت أغانٍ مثل شيخ البلد، يا بنت الناس ردّي عليي، وأبكي.

كانت تلك المرحلة محورية بالنسبة لي، حيث بدأت أعمل على لون موسيقي جديد وطريقة تعبير مختلفة. لكن الأهم من كل ذلك أنني كنت أبحث دائماً عن مشاريع فنية موسيقية ومرئية، أتمكّن من خلالها من التفاعل مع هذا العالم، سواء عبر الفعاليات، أو التصوير، أو التسجيل. فهذه الاحتكاكات هي أكثر ما يهمّني في الحياة، أن أعيش تجربة فنية حقيقية ومباشرة مع العالم ومع الوسط الفني.

 

أما عن “الراز”، فأنا لا ألتزم به كنمط موسيقي دائم، بل أستلهم منه وأستخدمه في مشاريع وعناوين معينة، تنطلق من تجارب محدّدة. فهدفي الأساسي ليس فقط إصدار الأغاني أو تحقيق الانتشار، بل التفاعل، والتعلّم، واكتساب الخبرات والمهارات من خلال هذه المشاريع المتنوعة.

 

كيف ترى دور الفنان العربي اليوم وهل يجب على الفنان أن يكون صوتاً لقضايا مجتمعه؟

 

دور الفنان اليوم معقّد إلى حدّ كبير، لأنه لا يمكن الحديث عن الفنان دون الحديث أولاً عن المستمع. فالمستمع هو إنسان يستهلك الموسيقى لا لمجرد التسلية، بل ليعبّر عن ذاته. وفي كثير من الأحيان، قد لا يملك هذا المستمع القدرة على التعبير عمّا يشعر به بالكلمات أو الألحان، لأنه ليس موسيقيًا أو شاعرًا. وهنا يأتي دوري ككاتب أغانٍ ومؤلف موسيقي: أن أعبّر عن مشاعره التي قد لا يعرف كيف يعبّر عنها بنفسه.

قد يكون لكل فنان رسالة، وقد لا تكون لديه، وهذا يعود إلى طبيعة كل تجربة فردية. لكن ما يجمعنا كفنّانين هو أننا، في الغالب، أشخاص حسّاسون نعيش الفرح والحزن ونشعر بعمق تجاه الظلم والظروف التي تحيط بنا. لذلك نجد أنفسنا، بشكل طبيعي، قريبين من قضايا الناس ومشاكل المجتمع.

 

هناك من يعبّر عن هذه القضايا بوضوح وصراحة، سواء في أحاديثه أو من خلال أعماله الفنية. أما أنا، فغالباً ما أستعير من الحب وسيلةً للحديث عن مواضيع فلسفية أو اجتماعية. على سبيل المثال، كثيرون يظنون أن أغنية يا بي هي أغنية حب، لكنها في الحقيقة تعبّر عن فكرة التعلّق بشيء لا نستطيع الوصول إليه: قد يكون فرصة عمل، أو منحة دراسية، أو حبيب، أو حتى حلم بالهجرة أو البقاء. هي أغنية عن الأمل المستحيل، عن السعي المستمر خلف شيء بعيد المنال، وعن الخيبة والتعب الناتجين عن تكرار المحاولة.

 

الأغنية تتناول شخصًا يعيش في حالة إنكار، يلاحق حلمًا رغم إدراكه العميق أن هذا الحلم يتلاشى. فهي تحاكي تجارب كثيرة يمكن أن يمرّ بها الإنسان، لكن بلغة الحب، لأنني أرى أن الحب أصدق وأقرب الطرق للتعبير عن مشاعرنا العميقة، بما فيها تلك المرتبطة بالقضايا العامة

 

 

أما من ناحية الواقع الحالي، ومع تسارع الحياة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، صار المستمع أقل تحمّلًا للرسائل العميقة أو المعقّدة. وأعترف بأن لدي أحيانًا خوف من المتلقّي، لأنني مؤمن بأن الأغنية، بعد صدورها، لم تعد ملكي، بل تصبح ملك الجمهور. وإذا طرحت من خلالها آراء سياسية أو اجتماعية حسّاسة، قد أُستفَز من جمهور يريد فقط أن يستمع إلى موسيقى ترفّه عنه.

لكن مع ذلك، من أهم القضايا التي تعنيني كفنان عربي، وكإنسان، أن أشارك تجربتي مع الآخرين: طلابًا كانوا، أو فنانين ناشئين، أو حتى جمهورًا عاديًا. أحب أن أُريهم كيف أعمل، وكيف أبدأ مبادراتي، وأُظهر لهم مدى إيجابيتي وتقبّلي للفشل، لأنني أؤمن أن الفشل جزء أساسي من طريق النجاح.

 

درست الموسيقى الكلاسيكية في أميركا، وعدت لتؤسس مشروعك الفني في عمّان. كيف أثّرت الغربة والعودة على هويتك الفنية؟

 

لم تكن الغربة وحدها هي التي أثّرت على هويتي الفنية، فالكثير من الناس لا يعلمون أنني لم أذهب إلى أميركا فحسب. أنا من مواليد تونس، وعشت فيها عشرة أعوام. والدي فلسطيني، ووالدتي لبنانية، وقد أمضيت جزءًا كبيرًا من حياتي في الأردن، وجزءًا آخر في أميركا، حيث حاولت أن أطلق مسيرتي الفنية هناك.

بعض أغنياتي الأولى، مثل مين قلك التي مزجت بين البيانو والكمان، وبنت قوية، وُلدت فكرتها هناك. واليوم، أعيش في مصر منذ نحو أربع سنوات، وأتنقّل باستمرار بين مصر والأردن ولبنان ودبي.

 

أشعر أنني محظوظ جداً، لأنني وصلت إلى مرحلة أرى فيها الكرة الأرضية كلها كوطن. لم أعد أرى أن هناك بلداً “يمتلكني” أو أنني أنتمي حصريًا لمكان واحد. بل أؤمن أن أي إنسان يمكنه، إذا امتلك الإرادة والاجتهاد، أن يجد لنفسه مكانًا في هذا العالم، وأن تفتح له الأبواب.

 

تجربتي الغنية في التنقّل والعيش في ثقافات متعددة منحتني فهماً عميقًا للآخر، وساعدتني على تقبّل الاختلاف والتنوّع. وهذا ينعكس على عملي الفني والموسيقي، كما ينعكس على علاقاتي المهنية، سواء مع موسيقيين، أو منظّمين، أو منتجين. فقد أصبح تعاملي مع الناس مبنيًا على أساس إنساني بالدرجة الأولى، قبل أي شيء آخر.

 

لك جمهور واسع في مختلف الدول العربية رغم أنك لا تتبع نمط الأغنية التجارية السائد. ما السر برأيك؟ وهل هذا يجعلك تشعر بالمسؤولية أكثر تجاه جمهورك؟

 

بصراحة، عندما بدأت، كنتُ مثل كثيرين من أبناء جيل الموسيقى البديلة—كايروكي، شرموفرز، جدل، مربّع وغيرهم. كنا ضمن ما يُعرف بالموسيقى المستقلة أو “الأندرجراوند”، لذلك أفهم تمامًا ما يُقال عن “مسؤولية الفنان” ضمن هذا التيار. لكنني، مع الوقت، اخترت أن أتحرّر من هذا النوع من المسؤولية. لا أحب أن أضع نفسي في قالب ثابت. نحن بدأنا هذا المسار لنكسر القوالب، فكيف نخرج من قيد قديم لنقع في قيد جديد تحت مسمّى الالتزام؟

 

الإنسان يتغيّر، وتجربته الحياتية تنعكس على فنه. وأنا شخصيًا أحب أن أتنقّل بين الأشكال الموسيقية المختلفة. خلال فترة قصيرة أطلقت أغنيتين على طرفَي نقيض:

الأولى كانت “ما تيجي سكة”، بالتعاون مع الفنانة والممثلة المصرية أسماء أبو اليزيد، وهي أغنية ذات طابع تجاري بامتياز، بإيقاع المقسوم المصري، ومصوّرة في الشارع. لكنها رغم ذلك احتوت على عنصر مفاجئ—أدخلنا البيانو في صلب الإيقاع الشعبي، وجلبناه إلى منتصف شارع الكُربة في القاهرة. وهذا تطلّب منا الكثير من الجهد، بدءًا من التصاريح إلى التنفيذ، لكنه كان يستحق.

 

 

في المقابل، جاءت “حطيت إيدك” كتجربة موسيقية راقية، سجّلتها بأسلوب المونولوغ، مع أوركسترا مؤلفة من 32 عازف كمان بقيادة المايسترو جورج كولتا. هي أغنية تُشبه مشهدًا مسرحيًا أكثر من كونها عملًا غنائيًا تقليديًا. سجّلناها وصوّرناها في الوقت نفسه، واعتمدت على الأداء الصوتي لا الغنائي فقط.

الفرق في التلقّي كان كبيرًا. ما تيجي سكة تصدّرت الترند على يوتيوب في مصر لأكثر من عشرة أيام، بينما حطيت إيدك وصلت لفئة محددة من الناس قدّرت جرأتها، لكنها لم تكن مفهومة أو محبّذة عند الجمهور العريض. وهذا طبيعي.

 

بالنسبة لي، لا أريد أن أقيّد نفسي بأي نمط أو توقع. أنا أقدّم ما أؤمن به، لأنني لا أريد أن أندم يومًا على فكرة لم أنفذها خوفًا من ردود الفعل أو من عدم تحقيق الانتشار. أحيانًا أفكّر في نفسي عندما أبلغ الخامسة والسبعين، وأسأل: هل سألوم نفسي لأنني لم أقدِم على مشروع فقط لأنه لم يكن تجاريًا كفاية؟ لا أريد أن أكون ذلك الشخص. لذلك، حطيت إيدك كانت هدية لذلك “العزيز البعيد في المستقبل”، حتى لا يندم.

 

أنا اليوم أبحث عن توازن بين الصورة الفنية الراقية والصورة التجارية القريبة من الجمهور. أعيش حياة مليئة بالتجارب والاحتكاك، وما أعيشه أنقله كما هو إلى السوشيال ميديا. لا نخلق محتوى لغرض المنصات، بل نعيش أولًا، ثم نُشارك ما عشناه. ويبدو أن الناس باتت تُقدّر هذا الصدق.

 

لو لم تكن موسيقياً، ماذا كنت لتكون؟ وهل هناك مجال آخر تعبّر فيه عن نفسك بعيداً عن الموسيقى؟

لو لم أكن موسيقيًا، لربما كنتُ مخرجًا أو كاتب أفلام، لكن في كل الأحوال، كنت سأبقى في دائرة الفن. هذه مجالات ما زلت أرغب في العمل عليها، وأتمنى أن أحقق فيها شيئًا ما يومًا ما. أشعر في هذه الحياة أن لدي القدرة على كتابة أفلام أو العمل على محتوى مرئي ومسموع طويل—يمتد لساعة ونصف مثلًا—فأنا لا أرغب أن تبقى تجربتي محصورة في الأغاني القصيرة التي لا تتجاوز ثلاث أو أربع دقائق.

لديّ أفكار ورسائل أتمنى أن تصل، حتى وإن كانت ترفيهية بحتة، فهي تهمّني وتعبّر عني، وليس من الضروري أن تكون ذات طابع اجتماعي دائمًا وبعيدًا عن الفن، أعتقد أنني كنت سأعمل في مجال العلاقات العامة؛ لأنني أحب الناس وأحب أن أكون بينهم. بل وأظن أنه لو كنتُ صاحب دكّان صغير، لكنت ذلك الرجل الذي يقف على باب متجره ويلقي السلام على كل من يمر.

 

في زمن السرعة والمنصات، كيف تحافظ على أصالتك الفنية؟ وهل تخضع أحياناً لضغوط السوق أو الخوارزميات؟

كل شيء في هذه الحياة تحكمه قواعد، وبالتالي لا بد من أخذ الخوارزميات بعين الاعتبار. لكنني لا أؤمن بأن نصل بها إلى حدّ الهوس. بعد اطلاعي على أجواء السوشيال ميديا والتعامل مع المؤثرين والفاعلين في هذا المجال، أشعر أحيانًا بأن هناك تسرّعًا في استخدام الوسائل بهدف اختصار الطريق. هذا الأسلوب يزعجني ويصيبني بالملل.

أنا لا أرغب بتعلّم “لعبة” السوشيال ميديا بالمعنى التقني أو التسويقي البحت. ما فهمته ببساطة من هذه المنصات، هو أنها أداة فاعلة فقط لأولئك الذين يحبون فعلاً مشاركة المحتوى والاستمتاع به—من يفعل ذلك بشغف، ينجح. أما من لا يحب هذه المنظومة، فسيجد صعوبة في إيصال ما يريد.

 

التحدّي اليوم كبير بالنسبة للفنانين: فهم يريدون إنتاج الأغاني والتفرّغ للإبداع، لكنهم في الوقت ذاته لا يشعرون بالراحة في أداء دور “المؤثر” أو “صانع المحتوى” بالمعنى الشائع. الخوف أن يطغى هذا الدور على الهوية الفنية.

 

لكننا نعيش اليوم في عصر السرعة والمنصات، ولهذا الزمن قواعده. ينبغي احترامها، لا كتنازل إبداعي، بل كخطوة تنظيمية تُسهم في ترتيب الأفكار وتقديمها وفق متطلّبات السوق، دون أن نفقد أصالتنا أو رسالتنا الفنية في الطريق

 

ما المشروع أو الأغنية التي لم تنفذها بعد، وتشعر أنها تمثّل “عزيز مرقة” الحقيقي؟

نعم، أتمنى أن أقدّم يومًا ما أوبريتًا أو عملًا موسيقيًا تمثيليًا متكاملًا. أشعر أن هناك الكثير من الأفكار والمشاريع التي ما زلت أرغب في تنفيذها، وعلى مستويات إنتاجية وفنية أكبر، وربما تشمل فنانين من مجالات مختلفة مثل الكوميديا والتمثيل.

 

لدي تجربة سابقة في هذا الإطار من خلال مشروع “باب” بانز أكروس بوردرز، والذي كان يعتمد على ما يُعرف بـ”الكباريه فورمات”، أي أن نسمع أغنية مؤثرة تليها فقرة كوميدية، ثم أغنية ذات طابع راقص، وبعدها ربما يغني الكوميديان مع الفرقة أغنية مضحكة… كانت تجربة ممتعة وغنية، لكنها بقيت محدودة النطاق، بسبب طبيعتي كمستقل وغياب الجهات الداعمة التي تتيح تنفيذ هذا النوع من الأعمال بالنفقات والإمكانات المطلوبة.

 

أما اليوم، فأشعر أنني محظوظ أكثر، إذ بات لدي نظام دعم أوسع يتيح لي التفكير في مشاريع أكبر وأكثر طموحًا. أرى إمكانية تنفيذ أعمال تمثيلية موسيقية أقرب إلى “سكتشات” درامية أو كوميدية تتداخل فيها الموسيقى مع الأداء التمثيلي والمشاهد الحية

 

 

كيف تحافظ على شغفك وسط ضغوط الحياة والفن؟ وما الذي يمنحك الإلهام عندما تشعر بالتعب أو الشك؟

هذا سؤال وجودي، وأنا أرى أنه لا يخص الفنان وحده، بل يمر به كل إنسان.

كل من يمر بتجربة فشل، يشعر بالاكتئاب. وإذا كان الإنسان يرغب في تحقيق النجاح، فعليه أن يملأ حياته بتجارب الفشل، أو كما يقول صديقي ماهر قدورة – وهو رجل أعمال مهم في الأردن وصاحب مبادرات اجتماعية – “يجب أن تجعل الفشل صديقًا لك”.

 

فإذا جعلت الفشل صديقك، وفي الوقت ذاته شعرت بالاكتئاب، عليك أن تتعلّم ما هي الدروس المستخلصة من تلك التجربة. والسبب الذي يجعلنا نقول “فلنجعل الفشل صديقًا”، هو أن الفشل يعلّمنا دروسًا مهمة. من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالألم، بالحزن، بالوجع، عندما لا تسير الأمور كما توقّع. والفنان تحديدًا يمر بالكثير من هذه التجارب: سواء عندما يصدر أغنية جديدة، أو يخطّط لفعالية، أو يعمل على مشروع لا يتم إنجازه كما يجب، أو يُلغى تمامًا.

 

الفنان يعيش دومًا في أجواء مليئة بالحيرة، لكن دائمًا ما تأتي هذه التجارب بدروس مستخلصة. وعلى الإنسان أن ينظر إلى الجانب الإيجابي، لكنه في الوقت نفسه يجب أن يسمح لنفسه بأن يشعر بالحزن أو الاكتئاب. تمامًا كما لو كان شخص يركض، ثم يسقط، ويتألم قليلًا، ثم يقوم من جديد ويكمل الركض.

 

أما الجانب الآخر الذي أود أن أقدّمه كنصيحة للفنانين، فهو أهمية التعاونات—العمل المشترك مع الكتّاب والمنتجين. يجب أن يعطي الفنان فرصة للناس الإيجابيين من حوله ليدخلوا حياته، وأن يضع نفسه في قلب فريق حقيقي، ينهض معه ويقف إلى جانبه. هذه من أهم الأمور في تجربتي.

 

أنا دائمًا فخور بفريقي، سواء في الإنتاج أو التسويق أو العلاقات العامة أو إدارة الفعاليات. لدي فريق رائع، لكن هذا لم يتحقق إلا بعد سنوات طويلة من العمل، وبعد تجارب كثيرة وفاشلة. اليوم، لدي فريق أحبه وأثق به، وإذا مررت بيوم لا أشعر فيه بالشغف أو الإلهام، أذكر نفسي بأن لدي فريقًا كبيرًا يتوقّع مني أن أستمر، وهم بدورهم يشجّعونني.

 

وأحيانًا، إذا لم يكن لدي الإلهام، قد أستلهمه من أحد زملائي. وجود الفريق ضروري في مثل هذه اللحظات، كما أنني بدوري أسعى لأن أكون مصدر إلهام لفريقي أيضًا

تابعنا عبر