شعار ناشطون

كيف تؤثّر تايلور سويفت في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟

11/09/24 10:16 pm

<span dir="ltr">11/09/24 10:16 pm</span>

وجّهت نجمة البوب رسالة أكدّت خلالها أنّها ستصوّت للمرشحة الديموقراطية لأنّها “تناضل من أجل القضايا والحقوق التي أؤمن بها”

فور انتهاء المناظرة التلفزيونية بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، أعلنت تايلور سويفت تأييدها الأخيرة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، في خطوة من المتوقع أن تُحدث تأثيراً ملموساً في السباق إلى البيت الأبيض، بفعل قاعدة الفنانة الشابة الجماهيرية وقاعدة المعجبين الخاصين بها والمعروفة بلقب “سويفتيز” Swifties.

وجّهت نجمة البوب رسالة عبر حسابها الرسمي على تطبيق “إنستغرام”، حيث يتابعها أكثر من 283 مليون شخص، أكدّت خلالها أنّها ستصوّت للمرشحة الديموقراطية لأنّها “تناضل من أجل القضايا والحقوق التي أؤمن بها”.

وقالت سويفت في الرسالة التي نالت أكثر من 5 ملايين إعجاب خلال أقل من ساعتين على نشرها: “مثل الكثيرين منكم، شاهدت المناظرة الليلة. إذا لم تكونوا قد فعلتم ذلك بالفعل، فهذا هو الوقت المناسب لإجراء بحوثكم حول القضايا المطروحة والمواقف التي يتخذها المرشحان بشأن الموضوعات التي تهمكم أكثر من غيرها. بصفتي ناخبة، أتأكّد من مشاهدة وقراءة كل ما أستطيع عن سياساتهما وخططهما المقترحة لهذا البلد”.

ولفتت سويفت (34 عاماً) إلى نشر حملة ترامب في وقت سابق مجموعة صور مفبركة لها، تزعم تأييدها الرئيس الأسبق: “لقد علمت أخيراً أن الذكاء الاصطناعي الذي يؤيّد زوراً دعمي أنا ترشح دونالد ترامب للرئاسة قد تمّ نشره على موقعه. لقد أثار ذلك مخاوفي حقًا بشأن الذكاء الاصطناعي ومخاطر نشر المعلومات المضلّلة. لقد أوصلني ذلك إلى استنتاج مفاده أنني بحاجة إلى أن أكون شفافة للغاية بشأن خططي الفعلية لهذه الانتخابات كناخبة. إن أبسط طريقة لمكافحة المعلومات المضلّلة هي الحقيقة”.

وأضافت في الرسالة التي منعت خاصية التعليقات عليها: “سأدلي بصوتي لكامالا هاريس وتيم والز في الانتخابات الرئاسية لعام 2024. سأصوّت لصالحها لأنها تناضل من أجل الحقوق والقضايا التي أعتقد أنها بحاجة إلى محارب للدفاع عنها. أعتقد أنها قائدة موهوبة وثابتة، وأعتقد أننا نستطيع إنجاز الكثير في هذا البلد إذا كنا تحت قيادة هادئة وليست فوضوية. لقد أُعجبت باختيارها لزميلها في الترشح، الذي كان يدافع عن حقوق المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية وأطفال الأنابيب وحق المرأة في جسدها لعقود من الزمان”.

وختمت بقولها: “لقد أجريت بحثي واتخذت قراري. البحث متروك لكم، والاختيار متروك لكم. أود أيضًا أن أقول، وخاصة لمن ينتخبون للمرّة الأولى: تذكّروا أنه من أجل التصويت، يجب أن تكونوا مسجّلين! كما أجد أن القيام بالتصويت المبكر أمر أسهل. سأنشر مكان التسجيل والعثور على تواريخ التصويت المبكر والمعلومات في خاصية القصص المصوّرة (ستوري) في حسابي”.

ووقّعت الرسالة بعبارة: “مع الحب والأمل، تايلور سويفت سيدة القطط التي ليس لديها أطفال”، في إشارة إلى تصريحات سابقة من زميل ترامب في الترشح السيناتور جيه دي فانس (أوهايو) في عام 2021، حين قال على قناة “فوكس نيوز” إن الديمقراطيين يروّجون لأجندة “معادية للأسرة” بقيادة “مجموعة من سيدات القطط بلا أطفال واللواتي يشعرن بالتعاسة في حيواتهن الخاصة، ويردن جعل بقية البلاد بائسة أيضًا”.

سلاح”السويفتيز” في الانتخابات الأميركية

لا يستند نفوذ موقف سويفت على نجوميتها فقط، أو شعبيتها الهائلة حصراً، بل تخطّى ذلك إلى نوع من الجماهيرية المؤسساتية من خلال قاعدة المعجبين بها، أو ما يُعرف بـ”سويفتيز”، المصطلح الذي تمّت إضافته إلى قاموس أكسفورد للغة الإنكليزية في عام 2023.

ووفقًا لمسح أجرته شركة Morning Consult عام 2023، قال 53% من البالغين في الولايات المتحدة إنهم معجبون بسويفت، ومن بينهم 44% حدّدوا أنفسهم على أنهم من محبي سويفت و16% من معجبيها “المتحمسين”. ومن بين المعجبين، كان 52% من النساء بينما كان 48% من الرجال. عرقيًا، كان 74% من المعجبين من البيض و13% من السود و9% من الآسيويين و4% من أعراق أخرى. سياسيًا، كان 55% من المعجبين ديموقراطيين و23% جمهوريين و23% مستقلين. ومن حيث الأجيال، كان 45% من جيل الألفية و21% من جيل “إكس” و11% من جيل “زد”.

وأظهر استطلاع حصري أجرته شركة Redfield & Wilton Strategies لصالح مجلة Newsweek مطلع العام الجاري، أن 18% من الناخبين يقولون إنهم “أكثر احتمالاً” أو “أكثر احتمالاً بشكل كبير” للتصويت لمرشح تدعمه سويفت.

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة “سونوما ستيت” ديفيد ماك إيوان، أن موقف سويفت في السباق الرئاسي الأميركي أمر بالغ الأهمية للناخبين، لا سيما الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، مضيفاً أن توقيت إعلان موقفها، يشكّل عاملاً هاماً لدى الناخبين الذين لم يحسموا قراراتهم حتى الآن.

ويدرك السياسيون جيداً أهمية هذه الإحصاءات وتأثير سويفت، إذ لجأت إليه كامالا هاريس بطرق غير مباشرة، من خلال استخدام أغنيات النجمة الأميركية في حملاتها الانتخابية، الأمر الذي أقدمت عليه حملة ترامب أيضاً، لكنها فشلت بسبب عدم أخذ موافقة سويفت، ما أدّى إلى حذف العديد من الفيديوهات الدعائية.

وفي هذا السياق، فور إعلان ترشّح هاريس بدلاً من الرئيس جو بايدن في شهر تموز (يوليو) الماضي، شكّل “السويفتيز” تحالف “سويفتيز من أجل كامالا” بهدف”المساعدة في انتخاب المرشحين الديموقراطيين في كل مكان”، فجمعت ما يقرب من 65000 متابع على “تيك توك” وحده، وأكثر من 138000 دولار أميركي في تجمع افتراضي في آب (أغسطس)، وأكثر من 72000 مشترك على “إكس” وحوالى 50000 على “إنستغرام”.

ومن اللافت أن نفوذ سويفت يمتد إلى خارج حدود الولايات المتحدة، إذ استقطب سياسيون كثر حول العالم الناخبين من خلالها، على غرار غابرييل بوريك (تشيلي)، وليني روبريدو (الفيليبين)، كما اعتبر العديد من رؤساء الحكومات مثل جاستن ترودو (كندا)، وليز تروس وريشي سوناك وكير ستارمر (بريطانيا)، وأولف كريسترسون (السويد)، أن سويفت لها تأثير إيجابي على المواطنين في بلادهم

تابعنا عبر