ليس سهلا على أي فنان أن تستمر نجوميته أكثر من ثلاثين عاما دون أن يخفت بريقه، لكن نجوى كرم كسرت هذه القاعدة. فهي منذ تخرجها من برنامج ” ليالي لبنان” الذي عرض على تلفزيون لينان وحصولها على الميدالية الذهبية عن فئة الغناء الجبلي وهي تثابر حتى حققت شهرة واسعة في كل أنحاء العالم العربي وعالم الإغتراب.
لا شك أن هناك محطات مميزة في مسيرتها الفنية ساهمت بانتشارها ، فمثلا كانت أغنية ” لا تبكي يا ورود الدار” علامة فارقة في حياتها،إذ ساهمت في نجاحها في بلاد الشام. أما أغنية ” أنا ما فيي” فوضعتها على خارطة النجومية في الوطن العربي كله. وبعد ذلك انطلقت وأحيت أهم المهرجانات الغنائية مثل ” جرش” في الأردن و” قرطاج” في تونس وغيرها من أهم المسارح العربية والعالمية مثل ” أولمبيا” في فرنسا و ” موازين” في المغرب و ” جبيل” في لبنان، وصولا إلى مشاركتها في المواسم الترفيهية التي تقام في المملكة العربية السعودية و الإمارت العربية المتحدة. أما ما هي الأسباب التي جعلت نجومية نجوى كرم تستمر كل هذه السنوات، فهناك عوامل عديدة ساهمت بذلك .
أولا تتمتع شمس الغنية اللبنانية بذكاء مميز جعلها كل تلك السنوات تختار الأعمال الغنائية الجميلة والتي جعلت أرشيفها مليئا بالأغنيات الناجحة التي حفظها الناس عن ظهر قلب. كما أن كرم تتمتع بكاريزما وهالة ربانية لا يضاهيها فيها أحد من أبناء جيلها. إنما لا يسهو عن أحد أن نجوى كرم تعرضت لعثرات فنية وشخصية لكنها استطاعت أن تتجاوزها بصبرها وإيمانها ومثابرتها لتقديم الأفضل، خاصة أن محبيها ظلوا أوفياء لها في كل عثراتها، ما جعلها تستمر طوال تلك السنوات أن تتربع على القمة. هذا ولم تغفل عن متابعة التطور في عالم التكنولوجيا. فهي صاحبة ذكاء حاد في استعمال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تعتبرها منبرا واضحا للتعبير عن آرائها الفنية والاجتماعية وأحيانا السياسية، لكنها قدر الإمكان تحاول أن تعبر عن امتعاضها مما يجري في بلدها بأسلوب رشيق يصل إلى المتلقي بشكل صريح ومؤثر، حتى أنها لم تتوانَ عن إنشاء حساب على التطبيق الأشهر في العالم ” تيك توك” لكنها تعلم كيف تستعمله ولا تلهث وراء ” التريندات” ، بل تنشر عليه ما يناسبها. نجوى كرم فنانة لبنانية يفتخر بها كل عربي وهو ينتظر جديدها الفني بكل شغف في هذه الفترة. لكنها تنتظر الظروف المناسبة لتصدر أعمالها الجديدة.
