
بعد سن الأربعين، وخصوصاً بعد مرحلة انقطاع الطمث، تواجه المرأة تحديات كثيرة في ما يتعلق بوزنها ورشاقتها. حتى ان زيادة وزنها تبدو مبررة في هذه المرحلة العمرية. إلا أن اختصاصيي التغذية يشددون على أهمية تجنب نشر هذه الفكرة وعدم الرضوخ للأقاويل التي تجزم ان وزن المرأة يزيد بشكل طبيعي مع التقدم بالسن. في هذا الإطار، أكدت خبيرة علم التغذية الدكتورة نيفين بشير وجود حلول عديدة تساعد المرأة على الحفاظ على رشاقتها في أي مرحلة عمرية.
لماذا يزيد وزن المرأة بعد سن الأربعين؟
لا يمكن الربط بين زيادة الوزن ومرحلة انقطاع الطمث لأنها تحل في مرحلة لاحقة عادةً. لكن بعد سن الأربعين من الممكن أن يتراجع نشاط عملية الأيض وأيضاً، بعد سن الخمسين مع بلوغ مرحلة انقطاع الطمث قد تزيد المشكلة سوءاً في حال عدم التدخل لمعالجتها، بما أن الدهون تتوزع بشكل مختلف وتتركز عندها في محيط الخصر حيث تعاني المرأة من بروز البطن، وإن لم تواجه مشكلة مماثلة سابقاً.
كيف يمكن تجنب تكدس الدهون في محيط الخصر؟
كون الدهون تتركز في محيط الخصر في مرحلة انقطاع الطمث، وبما أن نشاط عملية الأيض يتراجع، تدعو بشير إلى التركيز على ممارسة الرياضة أكثر من أي وقت مضى، وتحديداً على تمارين البطن والمعدة لتقوية العضلات وشدها.
من جهة أخرى، يبدو تنظيم الأكل حلاً أساسياً لا بد من التركيز عليه. فأياً يكن نمط حياتها، وحتى إذا كانت امرأة عاملة، من المهم ان تحرص على تنظيم نظامها الغذائي وعلى تناول وجبات رئيسية ووجبات صغيرة خلال النهار تجنباً لزيادة وزنها في حال الأكل بطريقة عشوائية.
يبدو كأنه قد حكم على بعض النساء بزيادة الوزن بعد الخمسين رغم اتباع حمية، كيف يمكن مواجهة مشكلة مماثلة؟
بالدرجة الأولى، تنصح بشير بإجراء فحص للهرمونات للتأكد من عدم وجود خلل فيها. فثمة ضرورة لضبط مستويات الهرمونات للسيطرة على الوزن. كما أن النقص في فيتامينات ومعادن معينة يمكن ان يشكل عائقاً أمام المرأة في سعيها الى الحفاظ على رشاقتها. لذلك، يجب أن تحرص على إجراء فحوص شاملة تتحقق فيها من مستويات كل الهرمونات لانها قد تبطئ نشاط عملية الأيض. علماً أنه في هذه المرحلة العمرية، قد تكون المرأة أكثر عرضة للخلل في هذه المستويات.
ما فاعلية الرياضة في تنشيط عملية الأيض؟
قد يتراجع نشاط عملية الأيض في هذه المرحلة العمرية لا بسبب العمر فحسب، إنما أيضاً بسبب تراجع الكتلة العضلية لدى المرأة. وهذا ما يؤكد أهمية الرياضة لتعزيز الكتلة العضلية وهو ما ينعكس إيجاباً على نشاط عملية الأيض وزيادة قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية. ويجب ألا تتصور المرأة أنها غير قادرة على ذلك في هذه السن، بل يمكن أن تمارس الرياضة فيما تتناول كميات كافية من البروتينات وتركز على تمارين معينة مناسبة لسنها للحصول على نتيجة مثالية. مع الإشارة إلى أنه لكل شخص حاجة معينة من البروتينات يجب تأمينها، خصوصاً أثناء ممارسة الرياضة لبناء العضلات.
هل يجب أن تمتنع المرأة على أطعمة من مجموعات غذائية معينة في هذه المرحلة العمرية؟
ليست هناك حاجة إلى الامتناع عن تناول أطعمة معينة، بل قد تكون هناك حاجة إلى التخفيف منها أو استبدالها بأطعمة مناسبة أكثر. على سبيل المثال ليس مطلوباً أن تمتنع المرأة عن تناول النشويات بل يمكن أن تستبدل بالنشويات المركبة وفق كميات مدروسة بحسب حاجات جسمها.
أما الأطعمة التي يجب أن تركز عليها في هذه المرحلة العمرية فهي:
-البروتينات
-ثمار البحر لغناها بالأحماض الدهنية أوميغا 3
-الخضر
كما يجب التقليل من تناول السكريات البسيطة والفاكهة وتناول الوجبات الصغيرة الصحية لتحافظ على رشاقتها