شعار ناشطون

  قواعد الإشتباك حاضرة في طهران وغائبة في لبنان.  الرئيس ميقاتي يثير أزمة النازحين في باريس والرئيس ماكرون يؤكد على موقف الخماسية رئاسيا

20/04/24 08:21 am

<span dir="ltr">20/04/24 08:21 am</span>

 

 

بقلم الكاتب صفوح منجّد

 

كشفت مصادر إعلامية تتمتع عادة بالمصداقية حقيقة الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران وأثناء المواجهة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في الإسبوع المنصرم، حين قامت إسرائيل بواسطة 3 طائرات “إف 35” شاركت في الهجوم على إيران واستهدفت منظومة رادار للدفاع الجوي مكلفة بحماية منشأة نطنز النووية بأصفهان.

وقال مسؤول أميركي كبير غداة إنتهاء الحرب وفق بيانات الأقمار الصناعية الحصرية التي حصلت “لا يبدو أن هناك أي أضرار واسعة النطاق في القاعدة الجوية التي استهدفتها  الضربة العسكرية الإسرائيلية.

وتابع المسؤول الأميركي: لا يبدو وفقا لشبكة CNN الأميركية أن هناك أي حفر كبيرة في الأرض ولا توجد مبانٍ مدمرة بشكل واضح. وستكون هناك حاجة إلى صور إضافية عبر الأقمار الصناعية للتحقق من وجود أجزاء محترقة – قد لا يمكن رؤيتها بواسطة صور SAR – حول المجمع.

وتظهر الصور أيضاً أن طائرات “إف-14 تومكات” الإيرانية التي كانت متمركزة في القاعدة الجوية عند الهجوم ليست هناك في الوقت الحالي. وتوضح صور الأقمار الصناعية الأرشيفية الإضافية من خلال طائرات “إف-14 تومكات” انها لم تكن هناك لبعض الوقت قبل الضربة.

وفي وقت قال فيه مصدر إسرائيلي إنه تم استهداف قاعدة عسكرية قريبة من موقع نووي إيراني بأصفهان، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وقوع أضرار بالمواقع النووية الإيرانية التي تعرّضت لهجوم بمسيّرات صغيرة إسرائيلية، مشددة على أن المنشآت النووية يجب ألا تكون هدفا على الإطلاق في النزاعات العسكرية.

ومع تأكيد إسرائيل تنفيذها غارة محدودة على أصفهان الإيرانية، قالت طهران إن منشآتها الحيوية وتحديدا النووية منها آمنة ولم تتعرض لأي ضرر.

من جهة ثانية أكد موقع ملاحي أمس الجمعة، عودة سفينة تجسس إيرانية “بهشاد”، ساعدت الحوثيين في شن هجمات على سفن تجارية وحربية خلال الأشهر الماضية، إلى إيران بعد 3 سنوات من إرسالها.وأرجعت تقارير إيرانية الخطوة إلى مخاوف من استهداف إسرائيلي للسفينة.

كما انطلقت بطاريات الدفاع الجوي الإيراني في قاعدة جوية رئيسية وموقع نووي بالقرب من مدينة أصفهان وسط البلاد بعد رصد طائرات مسيرة يشتبه في أنها جزء من هجوم إسرائيلي ردا على هجوم طهران غير المسبوق بطائرات بدون طيار وصواريخ على البلاد في نهاية الأسبوع الماضي.

وكانت طهران قد توعدت تل أبيب بهجوم عقب قصف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق ومقتل قادة إيرانيين.وكشفت بيانات التتبع أن السفينة الإيرانية وصلت، الخميس، إلى ميناء بندر عباس الإيراني.

وغادرت السفينة “بهشاد”، التي تعتبر “سفينة استخباراتية ولوجستية”، موقعها بالقرب من ساحل اليمن في 4 أبريل، ثم توقفت عن بث موقعها حتى ظهرت من جديد بالقرب من مضيق هرمز يوم الأربعاء.

وتعرضت “بهشاد”، التي تتولى رسميا مهمة مكافحة القرصنة، لهجوم سيبراني من الولايات المتحدة في وقت سابق هذا العام بسبب اشتباهها في دعم الحوثيين بالمعلومات لإستهداف الشحن التجاري في المنطقة.

وكانت “بهشاد” قد حلت محل سفينة أخرى تدعى “سافيز”، تعرضت لأضرار نتيجة للألغام البحرية في عام 2021 خلال جولة سابقة من التصعيد بين إيران وإسرائيل.

وخلاصة هذه الأحداث والتطورات اللوجستية أثناء حرب الساعات الثلاثة والنصف مساء يوم السبت الماضي أن المواجهات بين إسرائيل وإيران وعلى الأرض الإيرانية خضعت وتخضع “لقواعد الإشتباك” المتفق عليها بين الفريقين في حين أن هذه القواعد لا وجود لها ولا يهتم بها العدو الإسرائيلي اثناء معارك الإبادة التي يشنها منذ 7 اوكتوبر الماضي على قطاع غزة وجنوب لبنان، تلك الجرائم التي يذهب ضحيتها شعبان هما اللبناني والفلسطيني، لإشغال الأول بأحداث هي بعيدة عن ما يحدث من تطورات محلية وإقليمية في حين أن الثاني يتعرض لإبادة حقيقية بغياب أي وجود “لقواعد الإشتباك” وإحترامها.

وها هي جرافات العدو، تواصل ما قامت بها طائراته ومدافعه، فتقوم بجرف التربة في غزة وبنبش بقايا الجثث المطمورة وتجميعها في بؤر متفرقة ما اثار نقمة الغزاويين من هذا التصرف اللاإنساني واللاأخلاقي والمخالف لكل التعاليم الدينية والدولية، وفي مقدمها معاهدة “كامبد دايفيد” الموقعة مع مصر التي تطالب بعدم إغلاق معبر رفح لتأمين مرور المساعدات، فلا من يسأل عن مصير “قواعد الإشتباك” على أرض الواقع، الذي بات (خرقة ممزقة) بيد عصابات في مقابل من أغمض عينيه بعصائب؟؟

أليس بل من المتوجب طرح السؤال: ماذا ننتظر أكثر؟ وها هم الأوصياء على الديمقراطية وعلى حياة الشعوب (!!) وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية تمارس الفيتو لمنع قبول فلسطين في عضوية الأمم المتحدة.

فبإسم من يحكمون العالم وبأي أعذار يستبيحون أراضى ويطردون شعبها؟ عطّشوه، جوّعوه، أصابوه بالأمراض وأبادوه رجالا ونساء وأطفالا، والآن يمنعوه من عضوية الأمم المتحدة فبئس هذه المهزلة التاريخية !  التي تؤكد مرة أخرى أن هؤلاء القراصنة  لا إنتماء لهم لا للإنسانية ولا إلى العالم المتمدن وقيمه وحضاراته، بل إنه يزداد وحشية وتزداد معها جرائمه.

ولأن المجرم هوَ هوَ فإن أعماله البربرية ما تزال تعصف بأرض الجنوب اللبناني التي لم تهدأ الغارات العنيفة عن إستهداف عشرات المدن والقرى اللبنانية وفي مقدمها خلال الساعات القليلة الماضية: عيتا الشعب، المنصوري، عيترون، فيما واصلت المقاومة عملياتها بصواريخ (فلق) ردا على إعتداءات الإحتلال على القرى الجنوبية والمنازل وخصوصا في بلدتي الخيام وكفركلا.

أما على الصعيد الديبلوماسي وفي زيارة متّفق عليها من دون أن تُعلن، أمضى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر الإليزيه 3 ساعات في إجتماع تخلله غذاء وإنضم إليه فيما بعد قائد الجيش جوزاف عون ورئيس أركان الجيوش الفرنسية وكان لافتا حضور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان.

وتركز البحث حول الحل في الجنوب والملف الرئاسي والمساعدات للجيش اللبناني، وأعاد الرئيس ماكرون التأكيد على الورقة الفرنسية بشأن الجنوب مع بعض التعديلات التي تأخذ بالإعتبار الواقع الراهن والمستجدات.

وبما خص الملف الرئاسي دعا ماكرون إلى الإستفادة من الدعم الدولي والموقف الموحد للخماسية مؤكدا أن فرنسا تدعم ما يتوافق عليه اللبنانيون وليس لديها أي مرشح محدد كاشفا عن توافق فرنسي أميركي على مقاربة الحلول المقترحة.

كما تركز البحث على الهواجس التي حملها معه الرئيس ميقاتي والمتمثلة بالعدوان الإسرائيلي وملف النزوح، شارحا لماكرون المخاطر المترتبة على لبنان بفعل الأعداد الهائلة مجددا الطلب بطرح موضوع الإعلان عن المناطق الآمنة في سوريا أمام الإتحاد الأوروبي ودعمهم في سوريا وليس في لبنان.

 

 

تابعنا عبر