بقلم الكاتب صفوح منجّد
وأخيرا طوى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أوراقه عائدا إلى بلاده في ختام المهمة التي كُلّف بها في لبنان قبل ثمانية اشهر من قِبل اللجنة الخماسية الدولية لإيجاد حلٍ للأزمة اللبنانية، وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، دون أن يتحقق أيّ إنفراج أو حلٍ لهذه الأزمة التي يتخبّط فيها أعضاء المجلس النيابي اللبناني بين فريقين أساسيين هما “ثنائي الممانعة” الممثل لنواب الشيعة مع حلفاءٍ لهما وكتل “نواب المعارضة”.
وقد بلغ عدد الجولات التي قام بها لودريان إلى لبنان 3 جولات لم تُسفر عن أيّ تقارب بين الفريقين فيما يتعلق بقضية الفراغ الرئاسي التي قاربت من نهاية عامها الأول.
وفي زيارته الأخيرة ظهر موفد الإليزيه وكأنه في مأزق ولا يدرك كيف الخروج منه، ففي حين يتمسّك فريق “الممانعة” بالحوار ممرا إلزاميا لإنتخاب الرئيس العتيد، فإنّ “المعارضة” تعتبر أن الإنتخابات الرئاسية يجب أن تحصل قبل الحوار.
ولوحظ مع إنتهاء مهمة موفد الخماسية العربية – الدولية لودريان “سقوط” دعوته ل”الحوار” وإستبدالها ب”النقاش” الذي كانت المعارضة تصرّ عليه، كما أنّ حظوظ مرشح الممانعة (سليمان فرنجية) قد تراجعت. في حين أنّ لودريان يتجه لتسليم الراية لممثل قطر في الخماسية، وسط ترقّب النتائج التي سيُسفر عنها لقاء الرئيس الفرنسي ماكرون مع البابا فرنسيس في الأيام القليلة القادمة والذي سيتناول المسألة اللبنانية وتعقيداتها والحلول المطروحة لمعالجتها.
في غضون ذلك بدأت أنظار المراقبين في متابعة أجواء الإتصالات الجارية في اللجنة الخماسية وتتركزعلى معرفة الشخصية السياسية القطرية التي سيتم تكليفها في متابعة الملف الرئاسي اللبناني، وهل بإمكانه أن ينجح في مهمته في الوقت الذي فشل فيه زميله الفرنسي، حيث تتقاطع المعلومات حول التأكيد بأن قطر وعلى رغم تأييدها مرشحا هو قائد الجيش العماد جوزاف عون فإنها تستند إلى ورود إسمه ضمن اللائحة التوافقية.
وتشير المصادر المطلعة أن قطر تعمل وفق القاعدة التي توصلت إليها فرنسا واللجنة الخماسية وهي: أولاً، أن في لبنان إنقساما. وثانيا، أنّ ميزان القوى لا يسمح لأي فريق بإنتخاب مرشحه. ثالثا، أن غلبة فريق ستؤدي إلى تأجيج الإنقسام. رابعا، أن ماسبق ذكره يستدعي الذهاب إلى توافق داخلي على إسم المرشح العتيد وهذا سيؤدي إلى ادخال لبنان في عملية الإستقرار المطلوبة.
فمحادثات لودريان الرئاسية إنتهت تاركة وراءها سؤالا واحدا: وهلق شو؟ ففرنسا حفظت لنفسها دور الوسيط، والولايات المتحدة والسعودية اسقطتا ورقة سليمان فرنجية الرئاسية خارجيا، وحصرتا اي حوار موسع لما بعد انتخاب رئيس الجمهورية، والكل في انتظار اجتماع اللجنة الخماسية حول لبنان الثلثاء في نيويورك على هامش اجتماعات الامم المتحدة، والذي سيليه مبدئيا وصول الموفد القطري مجددا الى بيروت نهاية ايلول.
داخليا، الصورة اليوم اتضحت اكثر، وحتى الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري يبدو اقرب الى السقوط، فجبران باسيل وفي حفل اطلاق الولاية الجديدة لرئاسة التيار الوطني الحر، شدد شروط هذا الحوار، قائلا: “تعوا لحوار حقيقي والا بلا ما منشارك فيه”، حوار ما في رئيس ولا مرؤوس، خارج طاولة مستديرة، بيقدر ياخد شكل تباحث ثنائي وثلاثي.
اما الاهم في كلمته، فهو تراجعه خطوة عن ما كان اشترطه سابقا من اقرار قانوني اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني قبل الانتخابات الرئاسية في حال تعذر ذلك، وقبوله بتعهد باقرارهما كأولوية للعهد الجديد.
رسالة باسيل وصلت سريعا الى عين التينة ومصادر مواكبة لحركتها اعتبرت ان طرح الثنائيات والثلاثيات غير منطقي. اما رسالته لحزب الله، عبر طلب التعهد بأولوية اقرار القانونين في العهد الجديد فهل وصلت؟ لا سيما ان التيار والحزب يتحاوران في هاتين النقطتين تحديدا؟ حزب الله يبدو واضحا، والنائب حسن فضل الله جدد اليوم موقفه الرئاسي الذي لم يتغير، ولكن فضل الله تحدث عن ضرورة ايجاد تفاهمات بين الكتل الوازنة، تقرب الجميع من الاتفاق على اسم رئيس.
لذلك واعتبارا من اليوم الإثنين يحضر لبنان على مدى أيام في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ذلك أن “الخماسية العربية والدولية” ستجتمع هناك الثلاثاء حيث يطلعها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على نتائج الزيارة الثالثة التي قام بها إلى بيروت.
كما ستكون للوفد الرسمي اللبناني برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لقاءات في نيويورك قد تشمل أعضاء الخماسية أو بعضهم، وكما بات معلوما فإن لودريان عائد إلى بيروت في زيارة هي الرابعة بعدما كان قد غادرها يوم الجمعة، وذلك لإتمام أمور عاجلة قبيل إنتهاء مدة متابعته لقضية الإنتخابات الرئاسية اللبنانية.
وفي الحراك الخارجي باتجاه لبنان ترددت معلومات عن استعداد موفد قطري لزيارة بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة مع الإشارة إلى أن قطر هي عضو في الخماسية، وقد يلتقي لودريان في لقاء بروتوكولي ويطّلع منه على أهم ما تضمنته مهمته في لبنان.
ويلاحظ أنّ محادثات لودريان الرئاسية إنتهت تاركة وراءها سؤالا واحدا: وهلق شو؟ ففرنسا حفظت لنفسها دور الوسيط، والولايات المتحدة والسعودية اسقطتا ورقة سليمان فرنجية الرئاسية خارجيا ،وحصرتا اي حوار موسع بما بعد انتخاب رئيس للجمهورية. والكل في انتظار اجتماع اللجنة الخماسية حول لبنان الثلثاء في نيويورك، على هامش اجتماعات الامم المتحدة، والذي سيليه مبدئيا وصول الموفد القطري مجددا الى بيروت نهاية ايلول.
وداخليا، الصورة اليوم اتضحت اكثر، وحتى الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري يبدو اقرب الى السقوط، فجبران باسيل وفي حفل اطلاق الولاية الجديدة لرئاسة التيار الوطني الحر، جدد شروط هذا الحوار، قائلا: (تعوا لحوار حقيقي والا بلا ما منشارك فيه، حوار ما في رئيس ولا مرؤوس، خارج طاولة مستديرة، بيقدر ياخد شكل تباحث ثنائي وثلاثي). اما الاهم في كلمته، فهو تراجعه خطوة عن ما كان اشترطه سابقا من اقرار قانوني اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني قبل الانتخابات الرئاسية في حال تعذر ذلك، وقبوله بتعهد باقرارهما كأولوية للعهد الجديد.
ورسالة باسيل وصلت سريعا الى عين التينة ومصادر مواكبة لحركتها اعتبرت ان طرح الثنائيات والثلاثيات غير منطقي. اما رسالته لحزب الله، عبر طلب التعهد بأولوية اقرار القانونين في العهد الجديد فهل وصلت، لا سيما ان التيار والحزب يتحاوران في هاتين النقطتين تحديدا؟ حزب الله يبدو واضحا، والنائب حسن فضل الله جدد اليوم موقفه الرئاسي الذي لم يتغير، ولكن فضل الله تحدث عن ضرورة ايجاد تفاهمات بين الكتل الوازنة، تقرب الجميع من الاتفاق على اسم رئيس!!!