ألقى الوزير السابق سجعان قزي محاضرته الخامسة في “أكاديمية بشير الجميل” عن دور الرئيس الشهيد على رأس المقاومة اللبنانية بين سنتي 1975 و1982 والأثر الذي تركه في المجتمع والأجيال بعد استشهاده.
بداية، ألقى رئيس أكاديمية بشير الجميل الفرد ماضي كلمة استذكر فيها الشهيدة مايا الجميل إبنة الرئيس بشير في ذكرى استشهادها.
وأشار قزي الى أنّ عناصر القضية اللبنانية التي أملت الدفاع عنها هي التالية:
1. الحفاظ على الكيان اللبناني. فهذا الكيان هو ثمرة نضال 1600 سنة وحضارة 6000 سنة. هذا أول كيان ينشأ ليضمن وجود المسيحيين وديمومتهم مع سائر المكونات الأخرى، ويوفر لهم ممارسة دور سياسي يشترك في بناء الشرق الجديد.
2. بناء دولة ديمقراطية ميثاقية تؤمن التعايش ويلعب فيها المسيحي دورًا سياسيًّا أساسيّا وإيجابيًّا يعزز التعايش خلافًا لوضع المسيحيين في كل دول الشرق الأوسط.
3. الحفاظ على الحريات الفردية والجماعية.
4. بناء مجتمع حضاري وواع ومتحفز يدافع عن نفسه بوجه أي كان، أي يتمتع بثقافة الصمود والقدرة العسكريّة.
5. ضمان استقلال لبنان في هذا الشرق، وحماية الشراكة الوطنية في إطار الولاء للبنان فقط لا غير.
6. منع أي اجتياح للأراضي اللبنانية والهيمنة على قراره الوطني، ورفض عيش أهل الذمة.
7. إنشاء شبكة علاقات دولية تؤمن بدور لبنان وخصوصيته في الشرق الأوسط.
8. توفير ظروف تمكّن المسيحي اللبناني أن يكون لاعبًا أساسيًّا في قضايا الشرق الأوسط من موقع الدور السلمي والوسيط والمحايد.
وعن الأسباب المباشرة لانطلاق المقاومة اللبنانية سنة 1975، قال قزي: هناك أسباب كثيرة لأن الأزمات اللبنانية كانت متلاحقة. ويمكن تعداد الأسباب كما يلي:
1. رواسب أحداث سنة 1958.
2. بدء تساؤل اللبنانيّين حول مصير النظام والصيغة.
3. محاولة فرض العروبة على هوية لبنان.
4. الصراع الأميركي/السوفياتي وتحرك اليسار في لبنان.
5. توقيع اتفاق القاهرة ومسلسل التنازلات عن سيادة لبنان، وبدء العمل العسكري الفلسطيني وتدخل المنظمات الفلسطينية في الشأن اللبناني الداخلي.
6. انقسام اللبنانيين طائفيًّا وعقائديًّا حيال العمل الفدائي الفلسطيني، واستخدام فئات لبنانية القوات الفلسطينية للمطالبة بدور أوسع في النظام اللبناني
7. ضعف الدولة اللبنانية وتقصير أجهزتها في الدفاع عن الشعب.
8. تهاون الطبقة السياسية مع الأخطار الفلسطينية والإسرائيلية.
وأضاف قزي: هذه المعطيات والظروف، بل هذه الخيبات المتوالية، حوّلت بشير الجميل إلى صاحب قضية قبل دخوله العمل السياسي لأن التحديات كانت تستدعي تحضير القدرات النضالية لا الانتخابات البلدية أو النيابية. وفيما كان الآخرون في عالم آخر، وجد بشير نفسه أمام وقفة ضمير وَجّهته نحو دور وطني ورسولي، وعوض أن يبحث بشير الجميل عن شعبية راح يبحث عن تأمين مصير شعب ووطن.
وتابع قزي: في هذا الإطار لم نكن ثورة ليكون لنا مشروع. فمشروعنا هو الدولة. بل كنا مقاومة ضد الذين يحملون مشروعًا ضد الدولة والكيان والصيغة والميثاق والوجود المسيحي ودوره السياسي. انطلاق بشير كان دفاعيًّا لا هجوميا إن من الناحية السياسية أو الدستورية أو العسكرية.
لم نفكر بنظام مركزي أو لامركزي، أو فدرالي أو بالتقسيم. يعني لا بالـ10452 كلم مربع ولا بـ500 كلم مربع. كنا نرد عدوانا، كنا نخوض حربًا كنا نمنع الإبادة. لكن، مشروع بشير الوطني ثابت بينما مشروعه الدستوري عرضة للتعديل تمامًا مثلما قال إن حدود لبنان هي حدود الحرية.