
بقلم الكاتب صفوح منجّد
العدو الذي هاله مشهد العودة وجه تهديداته ضد من تحرك قبل يومين بإتجاه قريته وبلدته ليتفقّد مكان سكنه وما خلّفه من أرزاق وممتلكات على الرغم من أساليب الضغط وإطلاق النار لمنع النازحين من العودة حتى في إطار تفقد مكان مسقط رأسهم، حيث واصل العدو إعتداءاته وإستفزازاته وإستهدافه بنيران أسلحته المجموعات وقوافل العائدين إلى منازلهم لمنعهم من البقاء في أرضهم، ومحاولة تفقد قراهم والتمتع بظلال أشجارهم التي أمضوا سنوات طوال في إحيائها والإستفادة من نتاجها ليصدموا برؤيتها إما “مقطّعة” أو في حالة يباس، في حين حاول آخرون المبيت في تلك الليلة في مكان سكنه، لكنّ العدو بأسلحته الحربية حال بين العائدين وبين “أحلامهم” فواجههم بنيران أسلحته الفتاكة حتى أن الخيم التي حاول السكان نصبها في أماكن تواجدهم أحرقها العدو، فإلتحف العائدون بنور السماء ومن بقي حتى الصباح قيل عنه أنّ الحياة عادت إليه ونجا من جرائم العدو، في حين أن العديد من الأهالي لم يستطيعوا حتى الوصول إلى قراهم.
وقد أجمع العائدون على وصف ما تكبدوه من صعاب وأكدوا أن جنود العدو إستخدموا أسلحتهم النارية في إستهداف الأهالي من كل الأعمار حيث وصف الصحافيون المحليون والأجانب أن تلك الممارسات من قِبل جنود العدو الإسرائيلي هي ممارسات إجرامية يعاقب عليها القانون سيما وأن الأهالي العائدون كانوا مجرّدين من السلاح وهذه الجرائم باتت مؤرشفة لدى العديد من وسائل الإعلام والجهات المعنية.
هذا في حين أن عناصر الجيش اللبناني نجح في مواكبة العديد من المجموعات الأهلية التي حاولت العودة لتفقد قراها وممتلكاتها بطريقة سلمية.
وفي غضون ذلك كان المجلس النيابي ينفذ صمودا من نوع آخر بدعم من شعبه ويسلك طريقا لا غنى عنها وطال إنتظارها، فبحضور رئيس وأعضاء المجلس النيابي تم سلوك طريق لا غنى عنها وطال إنتظارها حيث أقرّ النواب تحديد التاسع من كانون الثاني المقبل موعدا لجلسة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن المتوقع أن ينفذ النواب هذا الإستحقاق الوطني بإمتياز كخطوة أولى في مسار إعادة بناء البلد وإنتظام القوانين يليها سلوك طريق النهوض بالوطن وإزالة مسببات ما عاناه من مآسٍ وويلات ودمار وخراب، هذا ومن المقرر أن يحضر تلك الجلسة المقبلة سفراء وممثلو الدول كشهود على إنجاز هذا الإستحقاق الوطني وسلوكه طريق الإنتصار في مواجهة “عواصف الموت” والخراب والدمار، وتأمين جرعة تنشيط للملف الرئاسي بحضور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للجلسة إلى جانب إعضاء اللجنة الثلاثية والخماسية وغيرها من اللجان العربية والأجنبية التي لطالما تمّ تشكيلها وعقدها جلسة حاسمة هذه المرة، فيبصمون في نهايتها على التقرير الذي سيرافق ويتضمن مجريات التوقيع ونتائجه.
فعملية الإنتخاب والإقتراع لصالح الرئيس اللبناني الجديد سيكون الشاهد على إنطلاقة لبنان نحو مستقبله الجديد بعافية وسلام وتأكيد على جرف وإزالة أسباب ومعالم الخراب والدمار والإقتتال الداخلي والمضي في عملية إعادة الوطن على اسس الوفاق والإتفاق ووحدة الصف ونبذ الطائفية والإنقسام، والإسراع في إعادة بناء وإصلاح وترميم ما تهدّم من مبانٍ وقناعات.
ولكن لا بدّ من التوقف في هذا المقام عند ما أعلنه وللاسف النائب حسن فضل اللهه والذي أعلن فيه من مجلس النواب “أن حزب الله سيحتفظ بسلاحه وأنه سيعود إلى إستخدامه متى إقتضى الأمر ذلك!!!
ويا ليته (حبس لسانه) ولم يدل بهذا الكلام الذي لا يرتقي إلى مندرجات المقالات والمواقف، بل إلى ما يشبه التهديد والوعيد، ولا نظننّ أن اللبنانيين الذين شبعوا من هذه “الحرتقات” إلآ رافضين له مما يستدعي الإلتفاف حول المواقف التي من شأنها الإبتعاد عن هكذا “زلاّت” والتحلّي بالقيم الإنسانية والوطنية وخاصة في الظروف الراهنة، وأعلن المعنيون عن تأييدهم لكل ما يؤدي إلى سلام البلد وحق شعبه بالعيش المشترك.
وإذا كان صاحب المعالي يصر على إبقاء السلاح معه ومع ربعه فالنصيحة أن يستخدم “الخردق” بدل الرصاص أو كما يفعل بقية المراهقين بإستخدام “الفلّين” وعندها سيكون بإنتظار موكبه الإستعراضي العديد من المواطنين الذين إشتاقوا إلى صوت المفرقعات.