يؤكد الفنان قاسم اسطنبولي لـ “صوت بيروت إنترناشونال” أن ما يحدث في فلسطين حاليًا أمرًا محزنًا لهذا الشعب الذي يدافع على أقل مستحقاته، وهي العيش بكرامة على أرضه، فعلى مدار 75 عامًا تعلمنا ملحمة إنسانية ومعنى المقاومة والعزة والكرامة.
كان للفنان والمخرج اللبناني تجربة مميزة في دعم القضية الفلسطينية من خلال مسرحية بعنوان “قوم يابا”، إذ يقول عنها: “بدأ عرض هذه المسرحية عام 2008 إبان العدوان على غزة، حين كنت طالبًا للدراسات المسرحية في الجامعة اللبنانية، وبدأت العروض في الجامعة والشوارع ضمن فضاء مفتوح، تطور هذا العرض ليجسد موقفًا من القضية الإنسانية وناقدًا لها ومعبرًا عنها بأسلوب تجسيدي”.
ويضيف: “نقدم اليوم هذه المسرحية، وهو أمر ممتع للغاية، إذ إن العمل يحمل قضية مع أسلوب مسرحي يجعل الناس تتفاعل مع العمل وتشعر بالقضية الفلسطينية، فهذه المسرحية كتبها الفلسطيني سلمان ناطور ومن خلالها نقدم مونودراما عبر سلسلة من الحكايات الموثقة على ألسنة أشخاص فلسطينيين من أجيال مختلفة وتعكس معاناتهم”. وكان الممثل والمخرج اللبناني ذو الأصول الفلسطينية قاسم إسطنبولي، لقب بفنان القضية؛ نظرًا لقدرته على التعبير عن الواقع العربي في الأعمال المسرحية التي قدمها عبر جولاته العربية والأوروبية، ولاهتمامه الشديد بالقضية الفلسطينية، فكان للمسرح أهمية خاصة في حياته إذ بدأت موهبته تلمع منذ الصغر وهو ما حمّسه فيما بعد لتقديم تجربة المسرح الوطني اللبناني.
ونظرًا للأوضاع التي يمر بها الشعب الفلسطيني، أعلنت “جمعية تيرو للفنون” و”مسرح إسطنبولي”، عن إقامة الدورة السادسة من مهرجان “أيام فلسطين الثقافية” في “المسرح الوطني اللبناني” في مدينة صور تحت شعار “المقاومة الثقافية”. وهو يقول إن للمسرح أهمية كبيرة في توصيل الرسائل الإنسانية ومساندة القضايا العربية ونصرة المظلوم أمام العالم، إذ يقول: “تحمست لتقديم المسرح اللبناني الوطني؛ ليكون مساحة ثقافية حرة مستقلة ومجانية للناس، يستطيعون من خلاله تعلم الفنون وتعزيز اللامركزية الثقافية بجانب الاستمتاع بالفنون”.
ويضيف: “دائمًا ما يكون المسرح هو مرآة لمعاناة الناس وللحظة التي يعيشونها، لذا كان من واجبنا تجاه القضية الفلسطينية فتح المسرح الوطني اللبناني؛ ليكون بمثابة مكان للناس للتعبير عن القضية بُحرية دون عواقب، واليوم أصبح المسرح أداة تعبير لنقل الحقيقة وتحريض المجتمع على القيام بفعل شيء، وبالنسبة لنا هذه القضية إنسانية ولابد للمسرح القيام بواجبه تجاهها”.
وحول أهم مظاهر الفعاليات في مهرجان أيام فلسطين الثقافية، قال: “هناك فعاليات كثيرة في هذا المهرجان؛ من أجل دعم القضية الفلسطينية ومساندة أهلنا في غزة، منها أفلام سينمائية فلسطينية ومسارح وكرنفال في الشوارع للناس، ليعبروا عن غضبهم وتضامنهم وحبهم لفلسطين، فنحن نسخّر كل إمكانياتنا من أجل خدمة القضية الفلسطينية العظيمة ونتمنى النصر قريبًا لأهلنا