
الكاتب صفوح منجد
كما العادة لقاء بدرجة ممتاز جمع رئيسي الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري في قصر بعبدا، الرئيس عون أطلع رئيس المجلس على نتائج زيارته إلى الخارج، كما أجرى الرئيسان تقييما للإنتخابات البلدية والإختيارية وتطرقا إلى الوضع في الجنوب ومسألة التمديد لليونيفيل بالإضافة إلى الوضع في الجنوب ومسألة التمديد، إلى البحث في إمكانية فتح دورة إستثنائية لمجلس النواب.
وبالحديث عن اليونيفيل أكد الرئيس بري في حديث صحافي، أنه مع قوات الطوارىء في الجنوب ظالمة أو مظلومة، ويُلفت إلى أن اليونيفيل تعرضت لإعتداءات إسرائيلية عدّة خلال الحرب الأخيرة على لبنان، وقال: نحن نعرف ان العدو الإسرائيلي لا يريد بقاءها في الجنوب وهذا يكفي حتى نكون معها.
وحول التأرجح بين السخونة والتبريد في قطاع غزة كشفت حركة حماس أنها تلقت رد إسرائيل على الإقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة، وجاء في الرد: سيبنون دولة فلسطين على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية على الأرض في غزة، وهي تقوم بمراجعته بدقة على الرغم من أن الرد يلبي أيّا من المطالب العادلة والمشروعة للفلسطينيين وفق ما صرّح به أحد قياديي حماس.
وإقترح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يزور كييف أن تستضيف تركيا لقاء بين فولوديمير زلنيسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في تتويج لمحادثات إسطنبول الأولى والثانية، فهل يلقى هذا الإقتراح آذانا صاغية من الأطراف المعنية؟
وعلى الصعيد المحلي لا ضرائب جديدة ولكن حسن جباية للضرائب الحالية، هذا ما أعلنه وزير المال ياسين جابر بعد لقاء جمعه بوفد من صندوق النقد الدولي.
في المبدأ كلام الوزير يطمئن، لكن المشكلة أن أداء الحكومة ككل ليس مطمئنا، فمؤخرا أعطي العسكريون منحة مالية شهرية سواء كانوا في الخدمة أو متقاعدين، إلى هنا الخبر جيد لكن المشكلة أنه تم تمويل المنحة من زيادة فُرضت على أسعار البنزين والمازوت. فهل تختلف الرسوم غير المباشرة في مفعولها المباشر عن الضرائب؟
وألا يعني قرار الحكومة أنه تسعى إلى تأمين بعض المساعدات لفئات محددة من جيوب كل الناس ولاسيما المعوزّة منها؟
سياسيا: الأمور في الثلاجة إلى حين عودة مورغان أورتيغاس إلى بيروتن وحتى الآن لا موعد نهائيا لزيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى لبنان، والسبب الاساسي أن اورتيغاس غير مرتاحة إلى أداء السلطة في لبنان، إن بالنسبة إلى موضوع السلاح أو بالنسبة إلى الخطوات الإصلاحية على الصعيد الإقتصادي- المالي.
أما في الإقليم فالمفاوضات النووية تتعقد ولو مرحليا، ووكالة الأخبار الإيرانية “تسنيم” أعلنت أنه لم يتم الإتفاق حتى الآن بشأن موعد ومكان جولة المفاوضات بإتفاق مؤقت سواء من إيران أو من الولايات المتحدة الأميركية.
البداية من أول إجتماع رسمي بين صندوق النقد الدولي ولبنان للتوصل إلى إتفاق تمويلي يطمح أن يوقع في ايلول، فما الإصلاحات الملحة التي يطلبها الصندوق؟
والسخونة بفعل النيران الصهيونية المتدحرجة بحثها إجتماع أمني أيضا في بعبدا برئاسة الرئيس عون وحضور وزير الدفاع وقائد الجيش ومدير المخابرات، كما أتى اللقاء على ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات.
وفيما كان مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في “حزب الله” الحاج وفيق صفا يبحث مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت تطورات الجنوب في ظل الإعتداءات الصهيونية المتكررة ومخاطر التصعيد الذي قد ينجم عنها، وكان رئيس الحكومة نواف سلام يريد التطبيع اليوم قبل الغد في إطار سلام يقوم على حل الدولتين كما قال لشبكة ال”سي ان ان” الأميركية.
وفي فلسطين المحتلة لا اقوال تصف حال أهل قطاع غزة العالقين بين نصف مجاعة تفتك بهم ونيران صهيونية تلاحقهم بين المخيمات وما تبقى من مستشفيات، والحصيلة اليومية عشرات الشهداء.
أما حصيلة النقاشات بشأن مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار، فلا تزال مهمة لفكفكة الألغام الصهيونية التي سمح الموفد الأميركي لها بتفخيخ مقترحه.
فهل يشق المقترح الأميركي الأخير طريق الحل في غزة فيبدأ وقف فعلي لإطلاق النار؟ وبحث حقيقي في رسم صورة المستقبل للقطاع؟ حماس أعلنت انها تجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية لتحديد الموقف.
أما إسرائيل التي سارعت إلى التأييد فإستعاد وزير دفاعها لغة الإستفزاز مؤكدا غداة إعلانها إقامة 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة حيث ستباشر إسرائيل ببناء الدولة اليهودية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
من هنا تبدو الصورة، ولاسيما الأميركية حيال لبنان غير زاهية والإنطباع سيء، هذا ما خرج به المتابع للشأن اللبناني في عواصم الغرب ولاسيما واشنطن والصورة من إسرائيل حيال لبنان أكثر سوءا، فمن الدولة العبرية أن الجيش الإسرائيلي نفذ غارات منذ يومين بسبب عدم تجاوب الدولة اللبنانية والجيش اللبناني مع تقرير إستخباراتي تم نقله إلى بيروت قبل إسبوع من القصفن والتقرير يشير إلأى أن حزب الله يواصل نشاطه العسكري قرب العاصمة، بما يشمل بناء آلاف المسيّرات.
ومن واشنطن يقول توم حرب رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية والعضو في الحزب الجمهوري، أن الدولة اللبنانية لا تقوم بواجباتها في ما يتعلق بالقضايا السياسية ناهيك عن العمل المحدود على الملفات الإصلاحية.
على اي حال، لا يزال الخبراء والمحللون يعكفون على محاولة إستكشاف أهداف العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية في المرحلة الحالية وفي مقدمتها إبقاء لبنان في مرمى الإستهداف الدائم وخلق أمر واقع في هذا الشأن.
وفي الإستخلاصات أن العدوان جاء على أبواب موسم سياحي لبناني واعد وفي ظل إتساع مساحة التناغم والتفاهم والتقارب للسياسة الداخلية.
وفي قراءات المراقبين ان قصف الضاحية شكل رسالة إلى الولاياات المتحدة غداة إعلان رئيسها إمكانية التوصل إلى إتفاق مع إيران، ويرون أيضا أن الغارات الأخيرة هي إنعكاس لأزمة سياسية داخل كيان الإحتلال قد تتوج بحل الكنيست وإجراء إنتخابات برلمانية ربما يخسرها بنيامين نتنياهو.
ولا تأكيدات على أن جولة الرسائل الصاروخية السياسية التي شهدتها الضاحية الجنوبية قبل ايام لن تتجدد، فلطالما كررت إسرائيل على لسان مسؤوليها السياسيين وقادتها العسكريين للجوء إلى الخيارات العسكرية لنزع سلاح حزب الله من شمال الليطاني.
وأمام هذه الضغوط والموجبات كيف سيطمئن الداخل والخارج بأن شيئا ما قد تغير وبأن الدولة اللبنانية ستخطو خطوات عملية لإستعادة الثقة وإستتباب الأمن، ليتحمس المواطن والمغترب والسائح لتمضية الصيف في لبنان من دون الخوف من خضات أمنية ومغامرات عسكرية.