
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قداسا إلهيا في المطرانية، في حضور عدد من المؤمنين.
بعد القداس، ألقى عودة عظة قال فيها: “رسالة الكنيسة، منذ الرسل، هي اقتياد الناس إلى الحق والحياة، إلى المسيح. خلاصة عمل الكنيسة هو تقديس العالم. نحن ننعت الكنيسة بالرسولية لأن فيها رعاة ومبشرين ومؤمنين تسلموا من الرسل ما تسلمه الرسل من الرب، لكي يجعلوا حضور المسيح ملموسا في مجتمعاتنا، وهم يشهدون بوداعتهم ومحبتهم وتواضعهم وتضحياتهم أن الرب ما زال حاضرا بيننا، وحضوره يمنحنا العزاء والرجاء والقوة المحيية”.
وقال عودة: “المسيحي الحقيقي رسول للمسيح الذي نادى بالمحبة التي لا تعرف حدودا، وبذل نفسه من أجل خلاص خليقته. لذلك لا يتوقف المسيحي الحقيقي عند حدود مصلحته، ولا ينقاد بكبريائه، ولا يتصرف مدفوعا بأناه وانفعالاته. المسيحي الحقيقي نور في هذا العالم المظلم، يشع محبة وتضحية واحتراما لأخيه الإنسان، كائنا من كان، يدافع عنه ويحفظ حريته وكرامته ويصون حقه. المسيحي الحقيقي ملح في هذه الأرض، يعطي الحياة فيها طعما مميزا، بعيدا عن الحقد والشر والدناءة والمصلحة. المسيحي الحقيقي خميرة في مجتمعه،
يفعل فعلها، أي يعمل على تكاثر الفضائل التي يتحلى بها لتعم وتصبح القاعدة. هذا هو الدور المسيحي الحقيقي في بناء الدولة الرائدة التي تتميز بالحرية والإنفتاح والإستقلالية والمواطنة الصادقة الحقيقية. هذه الدولة تكون بدورها الخميرة بين مثيلاتها في هذا المشرق”.