
تحتضن تركيا المفاوضات الروسية الأوكرانية مجددا في إسطنبول اليوم الاثنين، وذلك بعد أن جمعت الطرفين على طاولة واحدة في مايو الماضي عقب ثلاث سنوات من توقفها.
وبعد الحرب الدموية التي بدأت في فبراير 2022 مباشرة، جمعت تركيا روسيا وأوكرانيا على طاولة واحدة في كل من أنطاليا وإسطنبول في نفس العام، وفي مايو/أيار 2025، نجحت في جمع الوفدين الروسي والأوكراني على طاولة واحدة مرة أخرى في إسطنبول بعد 3 سنوات من التوقف.
عُقدت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في 16 مايو الماضي في مكتب رئاسة الجمهورية في قصر دولمة باهتشة بإسطنبول.
وحينها أعربت الجهات الفاعلة الدولية مرارا وتكرارا عن ترحيبها لاستئناف مفاوضات إسطنبول التي استضافتها تركيا، حيث حظيت بتغطية واسعة في الصحافة العالمية.
ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الثاني بين الوفدين الأوكراني والروسي اليوم في الساعة 13:00 في قصر تشاراغان في إسطنبول أيضا.
وفي مفاوضات مايو اتفق الجانبان على إجراء عملية تبادل كبيرة للأسرى بمعدل “1000 مقابل 1000 أسير” ، وتقديم وجهات نظر مفصلة بشأن وقف إطلاق النار المحتمل، ثم مواصلة المفاوضات.
وأعلن البلدان أن عملية تبادل الأسرى المتفق عليها في إسطنبول اكتملت في 25 مايو/أيار الماضي.
وتواصل تركيا اتصالاتها الدبلوماسية لمساعدة الأطراف على التوصل إلى سلام، حيث زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كلا من موسكو وكييف الأسبوع الجاري.
وفي زيارته للعاصمة الروسية موسكو يومي 26 و27 مايو/أيار، التقى فيدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأجرى لقاءات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وكبار المسؤولين الروس.
وقال فيدان خلال لقائه لافروف إن “اختيار روسيا لإسطنبول لإجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا هو دليل على التفاهم المشترك بين بلدينا نحو ترسيخ الاستقرار”. وقال لافروف أيضا: “نحن نقدر تركيا لتوفيرها إمكانية استئناف مفاوضات مباشرة مع الجانب الأوكراني”.
وأوضح الوزير فيدان أنهم نقلوا إلى بوتين طلبا بعقد المحادثات التالية في تركيا، وذلك عقب المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره الروسي.
والأربعاء، قال لافروف، إنهم عرضوا على أوكرانيا عقد جولة جديدة من المفاوضات في إسطنبول في 2 يونيو/حزيران الجاري، وإن فلاديمير ميدينسكي، مستشار الرئيس الروسي، سيقود الوفد.
وأجرى مسؤولون أمريكيون داعمون لعملية التفاوض اتصالات هاتفية رفيعة المستوى مع الروس بعد الجولة الأولى من المحادثات.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه كلّف وفدا برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، للمشاركة في مفاوضات السلام، بهدف إنهاء الحرب.
وبينما كانت الأطراف تستعد للجلوس على الطاولة في إسطنبول غدا الاثنين، وردت أنباء عن وقوع هجمات عنيفة في ليلة السبت/الأحد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق الأحد، أن أوكرانيا نفذت هجمات بالمسيرات على قواعد جوية عسكرية في مناطق مورمانسك وإركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور الروسية، وأن بعض الطائرات اشتعلت فيها النيران.
ووصلت الهجمات الأوكرانية إلى عمق المناطق الشمالية الغربية، والجنوبية الغربية، والشرقية من روسيا.
وذكرت حسابات أوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجيش الأوكراني نفذ عملية واسعة النطاق باستخدام طائرات بدون طيار ضد روسيا.
وأشارت إلى أن أكثر من 40 طائرة روسية، بما في ذلك طائرات الإنذار المبكر من طراز A-50، وقاذفات من طراز Tu-95 وTu-22M3، تضررت في الهجمات، في حين انتشرت بسرعة مشاهد من مصادر أوكرانية للهجمات على بعض القاذفات.
وفي 15 و16 مايو الماضي، استضافت إسطنبول مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.