
كتب أحمد عوض في موقع “ناشطون”:
أعلنت وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية أن الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة عكار ستُجرى في 11 أيار 2025، وذلك ضمن الجدول الزمني الذي اعتمدته الحكومة اللبنانية لباقي المحافظات.
منذ إعلان الموعد، بدأت محافظة عكار، بمختلف بلداتها وقرآها، تشهد حالة من التعبئة والتحضيرات الشعبية والسياسية، وسط ترقّب كبير لهذا الاستحقاق الذي يُعتبر مفصليًا في تاريخ المنطقة. فهذه أول انتخابات بلدية تُجرى في ظل الانقسامات السياسية الحادة التي تشهدها الساحة اللبنانية، وفي ظل فراغات سابقة في العديد من البلديات.
في هذا السياق، تسجّل تحرّكات سياسية لافتة، حيث يجري تنسيق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في عدد من البلدات لتشكيل لوائح توافقية، في ظل غياب ملحوظ لتيار المستقبل الذي كان في السابق أحد أبرز اللاعبين في عكار.
ورغم محاولات تغليب منطق التوافق وتشكيل لوائح موحّدة، إلا أن المنافسات العائلية والحزبية لا تزال تحكم المشهد الانتخابي في العديد من البلدات، ما يجعل من هذه الدورة الانتخابية واحدة من أكثر الدورات حساسية وتحديًا.
وتتميّز هذه الانتخابات بغياب التفاهمات التقليدية التي كانت تفرض نفسها في السابق، إذ تشهد بعض القرى انقسامًا حادًا داخل العائلات نفسها، دون القدرة على الاتفاق على مرشحين أو لوائح موحدة، ما ينذر بمواجهات انتخابية محتدمة قد تعكس حجم التغيير والتحوّلات التي طرأت على المشهد العكاري في السنوات الأخيرة.
ومع اقتراب موعد 11 أيار، تبقى الأنظار شاخصة نحو عكار، هذه المحافظة التي لطالما عانت من التهميش، لكنها اليوم تقف أمام فرصة لإعادة رسم مشهدها المحلي بإرادة أبنائها. فهل تنجح العائلات والقوى السياسية في ترجمة التغيير إلى واقع؟ أم أن الانقسامات ستعيد إنتاج نفس المعادلات السابقة؟ الأيام القليلة المقبلة كفيلة بكشف المسار الذي ستسلكه عكار، في واحدة من أكثر المحطات الانتخابية أهمية في تاريخها الحديث.