قدم عضو النائب بلال عبدالله مداخلة باسم كتلة “اللقاء الديمقراطي” في الجلسة التشريعية لمجلس النواب، في قصر الأونيسكو، قال فيها: “نجتمع اليوم لنوجه رسالة للداخل والخارج، بأن هذه المؤسسة الدستورية التي تمثل وحدة هذا البلد ما زالت تتنفس، ولو بصعوبة، نحن ونظامنا السياسي كالمريض الذي يحتضر ويرفض الدخول الى العناية الفائقة، يعاند، يكابر، يتحدى، يتوعد، ويهدد. بينما كل مؤشراته الحياتية في الحضيض!”.
واضاف: “هذا النظام الطائفي الذي سقط بالضربة القاضية على أيدي الإرتهان والتبعية، والفساد والزبائنية، والجغرافيا الخطرة، هذا النظام الخطيئة الذي يحاول كل فريق منا، الإستفادة منه بما يناسبه وإنكاره بما يعارض مصالحه. هذا النظام البائس، الذي أنتج كل الموبوقات التي يندر ويصعب إيجادها في المعجم والمراجع ومواقع البحث ومراكز الدراسات والتوثيق!”
وتابع: “هذا النظام العفن، الذي أنتج شهوات السلطة وأحلام العودة بعقارب الساعة الى الوراء والثنائيات الفاشلة والتفاهمات المبهمة، وطغيان المحاصصة والسطوة على الإدارة، وغياب هيبة الدولة وإنتهاك حرمة سيادتها عبر فلتان حدودها، وتهرب أغنيائها من دفع ضرائبهم ورمي بعضهم البعض بالمسؤوليات عن الإنهيار الشامل وإنتقال الفساد والإفساد الى بعض القطاع الخاص، وبعض الإعلام وبعض منظمات المجتمع المدني وبعض المؤسسات المعنية بأملاك الأوقاف الدينية!”.
وأردف: “هذا النظام الهجين، الذي أنتج الحروب والويلات، وكرس سوء توزيع الثروة وأدخل ويدخل كل قوى الأرض والمنطقة في تفاصيلنا على حساب سيادتنا وإنتمائنا الوطني”.
وقال: “كل هذا التوصيف وأنا أعلم أن التغيير يحتاج لظروف موضوعية وذاتية غير مؤمنة اليوم. فقد أردت من قول ذلك، أن أناشد الجميع، الخروج من غرفة العناية الفائقة، لكي نستطيع إدخال المريض – أي الوطن – ولكي يستطيع طبيبه المعالج وأعني به الضمير الوطني، حقنه بأدوية السيادة، الشقيقة والعدوة! ومضادات الرهان على الخارج، كل الخارج شرقا أو غربا! وأن يسعفه بأدوية تخفيف حساسية بعضنا على البعض الآخر، وأن يزودنا قبل رفع الدعم بمستحضرات حماية الكآبة والتمسك بالحياة عبر الفيتامينات، التسامح والمصارحة وتخطي المصالح الفئوية، والعبور الى الوطن”.