كرم وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد مكاري الشاعر طلال حيدر في حفل على مسرح كركلا في حرش تابت، تخلل حفل التكريم وثائقي أعده المايسترو عبد الحليم كركلا عن الصداقة التي جمعته مع طلال حيدر على مدى خمسة وسبعين عامًا، بالإضافة إلى مسيرته مع الأعمال الفنية لمسرح كركلا من خلال عرض لوحات فنية على وقع أغان من شعره ومن ألحان الفنان مارسيل خليفة.
حضر الحفل سفير قطر في لبنان سعود عبد الرحمن آل ثاني وكوكبة من الشعراء وأهل الفكر والثقافة وفنانون واعلاميون واصدقاء المحتفى به والعائلة.
الوزير المكاري في كلمته التكريمية استعان بشعر حيدر قائلاً: “قالوا الكثير عنكَ وفيك. وأنا أقول: طلال حيدر “بيكفّي”. اسمُك أهمّ من كلّ لقب وتسمية ونعت. اسمُك هو اللقب والتسمية والنعت. تقول: كبروا اللي بدهن يكبروا، ما عندي وقت إكبر. وأنا أقول أنتَ وُلِدْتَ كبيراً.. كبيراً بالقيمة طبعاً، وإن شاء الله بتضلّ “فجعان حياة” كما تقول، و”يمرق العمر عَ كتافك.. إنتَ شو خصّك”.. “يا عمر عَ مهلك بعد في عندو فرح”.
أما عبد الحليم كركلا فقال إن طلال حيدر مثل عبد الحليم كركلا ومثله مارسيل خليفة وغيرنا من شعراء وأدباء وفناني لبنان الكبار، هم أبناء وطن مساحته صغيرة ولكن رجالاته من الكبار الكبار، نقول عن طلال أنه بطل من أبطال الحضارة الناطقين بالجمال والإبداع. سيعيش دومًا في ذاكرة الأجيال، شعلةً مُضيئةً في تاريخ لبنان”.
من جهته لفت المحامي محمد مطر إلى أن “طلال حيدر يرى لبنان في وحدته وأحب جميع مكوناته وعناصره”.
بدوره رأى الشاعر شوقي بزيع أن “التئام هذا الاحتفال قبل أيام ثلاثة من التئام المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، يتيح لمن يريد المقارنة ان يخلص الى الاستنتاج بأن الفارق بين قاعة وقاعة هو الفرق نفسه بين سطوح الاوطان واعماقها”، وقال: “لأن معنى لبنان الحقيقي هو معنى معرفي بامتياز، فاسمحوا لي باسمكم جميعاً، وبصرف النظر عمن سيتربع على عرش السياسة في الكيان، أن أعلن طلال حيدر رئيساً لجمهورية الخيال الشعري في دولة لبنان الكبير”.
ورأى الشاعر هنري زغيب أنه “عندما يقترب الحاكم من المبدعين فهو يضمن خلوده على الزمان”، مضيفاً اننا اليوم في وطن طلال حيدر، والكلام عنه يبقى ضئيلاً أمام شعره”.
أما الفنان مارسيل خليفة الذي تلا كلمته رفعت طربيه لتعذّر حضوره بداعي السفر فقال عن طلال حيدر: “بطل بقاعيّ، مأخوذ شعره من المتسكعين والباعة المتجولّين والعاملين في الحقول الغامرة بالخير والبركة، بطل وصعلوك في آن، حرّ حتى الانتحار والجنون، جاهليّ بدويّ فولكلوريّ خرافيّ، هجّاء، مدّاح، جاء إلى الحياة”.
وفي الختام كانت كلمة للمحتفى به ألقاها نجله علي حيدر فشكر للوزير مكاري تكريمه ولكل من أسهم في إنجاح الحفل. وقال: “كان الصمت كلاماً، ثم اقترف الإنسان خطيئة اللغة. كتب رموزاً صوتية، اسمها الكلام، لينقل إلى الآخر ما لم يعد يستطيع أن ينقله إليه بإرسال صامت خفي، لأن الآخر كثر وبعد وصار غريباً. ولم يعد يستطيع أن ينقل إليه بالتوهج، لأن الآخر لم يعد المتلقي، عبر مسافة لا مرئية وزمن لا يقاس. صار الآخر آخراً حتى نهاية اللغة، فأتى الشعر ليسترجع عودة الآخر إلى دائرة النحن، كي لا نعبر مضيق الموت في وحشية الانفراد