مع تزايد معدلات الشيخوخة حول العالم، تواجه شركات الأغذية تحديات وفرصاً جديدة تتعلق بتلبية احتياجات هذه الشريحة المتزايدة من السكان، والتي تشكل جزءاً مهماً ومتزايداً من المجتمع، مما يدفع الشركات إلى إعادة تقييم وتكييف استراتيجياتها.
أحد أبرز الفرص التي تنتظر شركات الأغذية هي تطوير منتجات مخصصة لكبار السن، تراعي تلك الاحتياجات المرتبطة بالمنتجات الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحتهم، مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن.
على الجانب الآخر، تمثل التحديات أيضاً جزءاً كبيراً من معادلة التعامل مع ارتفاع معدلات الشيخوخة، فقد تتطلب تلبية احتياجات كبار السن تغييرات جوهرية في عمليات الإنتاج والتعبئة والتغليف، لضمان سهولة استخدام المنتجات وتناسبها مع القدرات البدنية المتغيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التواصل الفعّال مع هذه الفئة العمرية يعد تحدياً مهماً أيضاً، علاوة على العوامل المرتبطة بالأسعار واختلافها بين الأسواق.
أكبر شركة أغذية في العالم ليست ببعيدة عن ذلك التوجه، إذ تسعى نستله الرائدة في تصنيع حليب الأطفال- إلى تعزيز وضعيتها في المُنتجات المرتبطة بالمسنين وكبار السن كأولوية عمل في الفترة المقبلة، في ضوء التوقعات المرتبطة بانخفاض معدلات المواليد في جميع أنحاء العالم.
بدوره، يشير الخبير الاقتصادي، الدكتور علي الإدريسي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى مصطلح “معدل الإعالة” وهو باختصار مجموع كبار السن والأطفال دون سن العمل في أي اقتصاد، موضحاً أن هذه الفئة تصنف على أنها شريحة كبيرة تحتاج إلى نوعٍ من أنواع الدعم، خصوصاً أنهم لا يصنفون على أنهم ضمن قوة سوق العمل.
لتلك الفئات احتياجات خاصة ومتفاوتة، بما في ذلك منتجات الرعاية والتغذية، والتي تجد الشركات مساحة كبيرة للاستثمار فيها والمنافسة على سوق واسعة من السكان ما بين صغار السن ومن هم في سن الشيخوخة.
ويضيف الإدريسي: اعتماد الكثير من شركات الأغذية في المرحلة الحالية في خططها التسويقية على طرح المزيد من المنتجات التي تستهدف فئة كبار السن هو نوع من أنواع توسيع قاعدة منتجاتها باستهدافها فئات واسعة داخل الاقتصاد، وهو نفس الأمر عندما تقرر شركة أغذية طرح منتجات صحية تخدم الفئة الباحثة عن طعام صحي على سبيل المثال.
ويستطرد الخبير الاقتصادي: أية شركة سواء كانت أغذية أو غيرها هدفها الرئيسي تعظيم أرباحها عبر استخدام كافة السبل المشروعة والمطروحة، لذلك فانتهاج شركات الأغذية هذا السبيل هدفه ربحي في المقام الأول من خلال صناعة سوق جديدة أو التوسع بها والاستفادة من الفرص التي يتيحها حجم السوق، ورفع حجم الطلب على منتجات الشركة.
ويؤكد الإدريسي أنه مع انخفاض معدل المواليد عالمياً أصبحت فئة كبار السن شريحة لا يستهان بها من القاعدة الجماهيرية التي تستهدفها منتجات أية شركة، لذلك تماشياً مع الواقع الفعلي كان لا بد من طرح منتجات تخاطب هذه الشريحة وتلبي رغباتها وفي نفس الوقت تلائم المرحلة العمرية التي تستهدفها والمتغيرات التي تشهدها السوق