عشية العيد ندرك تماما ام الشعب اللبناني قدم التضحيات التي تفوق الاحتمال ، ضحى بماله وجنى عمره وتعب الايام السابقة والتي لم يكن ليحصل فيها حقا وافيا .
فلا يظنن احد ان اللبناني قبل الأزمة كان محظوظا وصار مظلوما بل هو كان مظلوما محروما وأصبح مسروقا مسلوب الكرامة على أبواب المصارف والمستشفيات ومحطات البنزين والافران وحتى عند أبواب الصيدليات .
والمسألة ان السرقة لم تتوقف ولا تزال اموال الناس معرضة على مدار الساعة للانتقاص والقضم والغموض يلف مصير رصيد الأمس واليوم .
نعم لقد دمرت الأزمة حتى الاحلام بأيام افضل وبنت اليأس بدل القوة والطموح ، فصار بعضنا يركب البحر مجازفا بنفسه وأهل بيته عوض البقاء في أرض يحرقها مجون لا ينتهي وعربدة لا تتوقف.
لقد خسر اللبنانييون وطنهم ، ومن لا وطن يحميه لا حياة له ، وهذا ما اتفق عليه فلاسفة الماضي والحاضر منذ أن اسست الأوطان والحدود وجغرافيا الدول .
أما بعد
فلسنا نلجأ هنا الى استحداث كلام جديد بل أننا ننقل ما يقوله الناس ونقله واقعية يجب أن ندركها بمسؤولية .
ونعلم ان مسؤوليتنا ان لا نبشر بالخراب ولا بالبوم يستوطن خراب المعمورة بل أننا نحذر بصوت عال من ان الحاجة هي للبناء سريعا وإعادة البناء أصعب فعلا من التأسيس لذلك يجب أن نعمل معا وأن يتوقف سياق الهبوط نزولا نحو الهاوية . فلا بد من وقف الانهيار والا فان البلد قد يصير لا دولة لا سمح الله .
أننا ننادي بما ننادي وناخذ على عاتقنا البناء ، فسنبني الى جانب من يأخذ القرار ونمضي قدما ونعمل على النهوض من جديد ، ولكن فلتكن الإرادة اولا وليكن البدء بالعمل بجهد وقوة .
ولا يتحقق اي امر بالكلام والهيصات الإعلامية والضجيج الفارغ والحكي المنمق بل ان المسألة مسألة انتاج وإعادة ترسيم حدود المسؤوليات الوطنية .
لذلك نوجه الدعوة الى ورشة تؤهل وتعيد بناء ما هدم وهو كبير كثير يملا الارجاء ركاما وبقايا بعضها لا يصلح للاعمار وإعادة الاعمار .
وللأسف فإنه ليس بمقدورنا ان نوجه معايدة عادية فلكل مقام مقال فنحن نتمنى الخير في العيد فعلا ولكن الخير الذي نتمناه بعيد المنال عساه يكون فعلا .